جهاز الأكاذيب القطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

البند الأول للتوصيات التي خرجت بها الحلقة النقاشية التي أقامتها صحيفة «البيان» الأسبوع الماضي والتي تحمل عنوان «الاستراتيجية الإعلامية الموحدة لمواجهة إعلام الإرهاب» على موقع «تويتر» عبر وسم #خيانة_قطر أكدت على ضرورة وأهمية «كشف وتفنيد الخطاب الإعلامي التحريضي والعمل على فضح مروجيه وكشف أساليبهم وكشف الصلات بين المنصات الإعلامية والعمليات الإرهابية».

قمت شخصياً، ولغايات البحث، بزيارة موقع قناة الجزيرة على تويتر، وتدقيق معظم التغريدات هناك، وأول ما يؤسفني ذكره هو أنني لم استطع إكمال البحث، بل وأصابني الغثيان، بدا وكأن كل أكاذيب تنظيم الحمدين وضعت في جهاز آلي مبرمج، ليتم نشرها نفسها بأشكال وأوقات عدة، لكن دون تغيير في المحتوى، وبين دفتي المظلومية والمكابرة.

ومن خلال مقاطع إخبارية يؤديها مذيعو الجزيرة الحمقى، وعن الواشنطن بوست مرة وعن الغارديان مرة أخرى، تسمع ذات الأكاذيب حول قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية ثم الحرب في اليمن ثم الطعن في السعودية والإمارات ورموزها، ثم خطاب الكراهية الفج وترويج الإرهاب بلا حسيب ولا رقيب.

جهاز الأكاذيب القطري، لا يؤدي دوره المهين في نشرات الأخبار المحجوبة التي يتم ضغطها في تويتر، بل بعض برامج القناة أيضا مثل برنامج «فوق السلطة» الذي أطلقت عليه اسم «بوق السلطة» وبرنامج «ما وراء الخبر» وغيرها من البرامج الساقطة إعلاميا لأنها تتمخض عن ذات الجهاز الذي يديره عزمي بشارة وإخوان الجزيرة المرتزقة.

المصيبة الكبرى ليست في ذلك فقط، بل هي في انخفاض مؤشر المهنية في قناة الجزيرة إلى الحضيض بالإستمرار في توليد برامج وثائقية تقص بطريقة مضحكة من جهاز الأكاذيب القطري مثل برنامج «الأبواب الخلفية» ذات المعلومات المضللة، والذي رأيت فيه أعظم إساءة للإعلام الهش المرتزق، الذي يكذب ويصدق أكاذيبه ويعيد إنتاجها علّ التكرار يصيب أحد الجهلاء فيؤدي مهمته الرخيصة الشائنة.

لست متشائمة جدا، فقد لاحظت أثناء البحث، الذي لم استطع إكماله، تراجعاً كبيراً في حجم متابعة موقع قناة الجزيرة على تويتر، حتى من القطريين أنفسهم، فبينما كان الموقع قديما، قبل كشف جهاز الأكاذيب القطري يحصل على مئات من إعادة التغريد للتغريدة الواحدة، بات اليوم لا يجد من يعيد تغريدها.

وهذه بشرى سارة ننقلها للقارىء العربي، الذي فطن إلى ماهية هذا الإعلام الموبوء وفضّل الإبتعاد عنه خشية تسميم الأفكار بالأكاذيب المضحكة، وبشرى أن المواطن القطري قد عزف عن استقبال ما يحاول الجهاز حشوه في رأسه، وقرر أن يبحث عن المعلومة الصحيحة في وسائل إعلام خارجية في السعودية والإمارات وغيرها.

لا يستطيع جهاز الأكاذيب القطري أن ينكر أن قناة الجزيرة لم تقم لمرة واحدة بالحديث عن فساد حكومة الدوحة أو تنظيم الحمدين وعلاقتهم بالإرهاب ودعمهم المباشر للجماعات والمنظمات الإرهابية كحماس وطالبان وداعش والإخوان والقاعدة وسواها.

بل ولم تسلط قناة الجزيرة ولو لمرة واحدة الضوء على حقوق المواطنين القطريين كآل مرة الكرام الذين تعسفت قطر بسحب جنسياتهم ولم تذكر في تقرير واحد أين تذهب أموال الغاز والنفط وكيف تقفز إلى جيوب الثالوث الخطر في الدوحة دون غيرهم، وهذه وحدها كافية أن تجعل القناة موطناً للإرتزاق ومنبراً للإرهاب وحماية الفاسدين.

ماذا يفعل المواطن القطري الشريف ليسمع الرأي الآخر؟ أين يذهب وقد حاصره الثالوث الخطر (تنظيم الحمدين وأمير قطر فاقد الأهلية) وزبانيتهم حصاراً منيعاً بجهاز الأكاذيب القطري وفرض حوله سياجاً من نار إعلامية مستعرة تمنعه أن يرى الجانب الآخر أو يقترب من حدوده خشية إحتراقه؟

وكيف للمواطن القطري الشريف أن يسمع عن بيان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني النزيه المحب لقطر أو بيان الشيخ سلطان بن سحيم الغيور على مصلحة بلاده أو المخلصين من المعارضة القطرية الذين كشفوا زيف أكاذيب تنظيم الحمدين وأوضحوا للعالم أجمع حقائق تراها العين المجردة عن تمويل الجماعات الإرهابية ودعمها بأموال الشعب القطري؟

بضغطة واحدة على وسم #خيانة_قطر على موقع تويتر يجد القطري والعربي وأي كان كل ما يحق له معرفته من حقائق حول إعلام الإرهاب الذي ينتجه جهاز الأكاذيب القطري ولا شك أن أكثر من 59 مليون مشاهدة حسب ترند الإمارات كفيلة أن تؤكد أن الوعي بدأ بالنضوج وأنه لا يمكن أن تغطي الحقيقة بغربال، وأنه وإن طال أو قصر فإن هذه الجولات جميعها ستنتهي بتحرك الشارع القطري لما فيه مصلحة قطر وإعادتها إلى البيت الخليجي الدافىء بإذن الله تعالى.

 

 

Email