مقال

قطر وأمن الخليج.. "دونت ميكس"!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف الرئيس الأميركي مزاعم الدوحة بأن أميركا طلبت عدم قيام دول المقاطعة بعمل عسكري ضد الدوحة، بأنها «غير صحيحة» على الإطلاق.

وابتلع تميم ما قاله ترامب في العلن أمام الصحافيين، كما ابتلع ما قاله له ترامب في الاجتماع القصير المغلق عن الوقائع الموثقة لدعم قطر للإرهاب، ولم تكن هذه هي اللطمة الوحيدة التي تلقاها تميم الذي ذهب إلى اجتماعات الأمم المتحدة متوهماً أنه سيجد آذاناً مصغية للمزاعم القطرية، فإذا به يكتشف أن العالم أصبح يتعامل مع النظام القطري على أنه مصنع للأكاذيب، ويتعامل مع الدوحة على أنها مركز لدعم الإرهاب ويتعامل مع نظام «تميم والحمدين» على أنه نظام آيل للسقوط.

حكاية «عسكرة الأزمة» أطلقها مصنع الأكاذيب القطري ليبرر «استيراد» بضعة آلاف من عساكر أردوغان يعرف الجميع أنهم جاءوا لحماية تميم والحمدين والإخوان من غضب أبناء قطر!! كما أطلقها ليبرر «رشاوى السلاح» التي تذهب فيها عشرات المليارات من أموال الشعب القطري في صفقات مضروبة هدفها الوحيد هو محاولة شراء صمت الدول الموردة للسلاح حتى لا تتم محاسبته على عشرين عاماً من الجرائم التي ارتكبها في حق شعوب الخليج والوطن العربي!

وكم كان المشهد بائساً حين وقف تميم يتحدث من على منبر الأمم المتحدة فيجسد حالة النظام القطري وهو يعيش خارج الزمن، في ظل أقنعة لا تريد أن تعترف بأنها سقطت. فما زالت لا تعرف طريقاً للخروج من أزماتها إلا الهروب إلى الأمام، وادعاء المظلومية، والإصرار على إنكار الواقع!!

لو أدرك النظام القطري في 30 يونيو أن «اللعبة انتهت» وأن إنقاذ مصر من قبضة الإخوان يعني سقوط المخطط الذي تم «استخدامه» في تمويله ودعمه سياسياً وإعلامياً لنشر الفوضى والهيمنة على العالم العربي كله. لو أدرك النظام القطري ذلك لكان قد بادر بالاعتذار عن جرائمه، ولكان قد توقف عن دعم الإرهاب الإخواني، لو أدرك النظام القطري ذلك لكانت «الدوحة» الآن ضمن معسكر العرب الرافضين للإرهاب، والمدافعين عن عروبة الخليج، لكن النظام القطري الذي تسمم جسده بالميكروب الإخواني ظل مخلصاً لخيانته لأمته العربية وللشعب القطري نفسه، وظل على إنكاره الإخواني للحقيقة، وخداعه للنفس والآخرين حتى وصل إلى ما هو فيه.

ولو كان النظام القطري قد استعاد شيئاً من الوعي بعد أن سقطت الأقنعة، لأدرك أن ما فعله الأشقاء حين أصدروا قراراتهم الحاسمة في الخامس من يونيو لم يكن في حقيقته يستهدف العقاب أو الثأر من الجرائم التي ارتكبها حكام الدوحة، بل كان يعطي النظام القطري الفرصة الأخيرة لكي يستعيد الرشد ويدرك أنه يسير إلى الهاوية ما لم يمتلك الشجاعة لكي يعترف بأخطائه، ولكي يتفهم الحقيقة الأساسية التي ينبغي أن تقوده إلى الموقف الصحيح. وهي أن شعب قطر لن يكون إلا جزءاً عزيزاً من خليج عربي تتوحد صفوفه في وجه أعدائه، ولن يكون إلا شعباً مخلصاً لعروبته، داعماً لوحدة العرب والمسلمين، وأنه لن يقبل مطلقاً أن يكون مهدداً لأمن أشقائه، ولا أن يتحول حكامه إلى أدوات لنشر الفوضى والدمار في المنطقة، ولا أن تكون الدوحة مركز تجمع لكل المتآمرين على الشعوب العربية، ولا أن تخضع سياسة قطر لمرشد من الإخوان أو مرشد من طهران.

كنت أتابع خطاب تميم في الأمم المتحدة، فأتذكر منصة رابعة وخطابات المعزول مرسي، كان المشهد يقول بكل وضوح إن «النظام القطري وأمن الخليج والعرب.. دونت ميكس»!!

Email