ماكرون يواجه التحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

قوبل إيمانويل ماكرون برسائل تذكير ملحة ومليئة بالتحديات تواجهه باعتباره الرئيس الجديد لفرنسا. وذلك حتى عندما أشار الحلفاء وبعض المتنافسين السابقين إلى رغبتهم في العمل معه بشكل وثيق.

انتصار الرجل البالغ من العمر 39 عاما من حزب الوسط على مارين لوبان من أقصى اليمين في الانتخابات الأخيرة جاء كخطوة كبيرة لحلفاء الاتحاد الأوروبي، الذين كانوا يخشون حدوث اضطرابات شعبية أخرى في أعقاب تصويت بريطانيا العام الماضي على ترك الاتحاد الأوروبي وترشح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وهنأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل فى مؤتمر صحافى فى برلين، ماكرون على نجاحه المذهل في الانتخابات، قائلة: «يحمل الرجل الأمل لملايين الفرنسيين ولكثير من الناس في ألمانيا وأوروبا بأكملها»، وأضافت: «لقد أدار حملة شجاعة مؤيدة لبقاء أوروبا متماسكة، ليدافع من أجل الانفتاح على العالم، وهو ملتزم جدا باقتصاد السوق الاجتماعي».

ولكن حتى عندما تعهد بمساعدة فرنسا لمعالجة مشكلة البطالة، رفضت ميركل اقتراحات أن تبذل ألمانيا مزيدا من الجهود لدعم اقتصاد أوروبا من خلال جلب المزيد من شركائها لخفض فائضها التجاري الكبير. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: «لدينا مشكلة خاصة مع فرنسا، ففرنسا تنفق الكثير من المال وتنفق الكثير أيضا في الأماكن الخاطئة، وهذا لن يكون مجدياً بمرور الوقت».

وانخفض اليورو من ارتفاع دام ستة أشهر مقابل الدولار، معززاً انتصار ماكرون الذي كان متوقعاً على نحو كبير جدا عند حدود 66% وصولا إلى 34%. واستفاد المستثمرون من نحو 3% من أرباح العملة بالنظر إلى فوزه في الدورة الانتخابية الأولى في الثالث والعشرين من إبريل. وقد أدت الاضطرابات الاقتصادية في فرنسا، ولا سيما ارتفاع معدلات البطالة، إلى تردي شعبية الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند بحيث قرر أن لا يترشح مجدداً.

وفي مناطق أخرى في باريس انطلق أكثر من 1500 شخص بقيادة اتحاد العمال القوي في مسيرة احتجاجية لتحرير ماكرون من قوانين العمل. وقال جان كلود مايلى السكرتير العام لاتحاد فورس اوفريير اليسارى المتشدد لراديو فرانس إنفو: «في حال تواصل العمل بفكرة الأوامر التنفيذية في يوليو، فإن ذلك يعني أنه سيحتاج إلى التشاور والحوار. لذلك ستكون هناك مشكلة بطريقة أو بأخرى».

وواجه ماكرون، وهو أصغر رئيس يتسلم السلطة منذ عهد نابليون بونابرت، مؤخراً، تحدياً مباشراً، تمثل في تأمين الغالبية في الانتخابات البرلمانية، وأن يكون له فرصة حقيقية في تطبيق خططه من أجل إنفاق أقل وزيادة في الاستثمار وإصلاح نظم الضرائب والعمل والمعاشات التقاعدية.

ومع وجود الحزبين الرئيسيين، الجمهوري المحافظ والاشتراكي اليساري وفشلهما في التصويت في الانتخابات الرئاسية أصبح هناك فرصة أمام الأغلبية لتأييد التعهدات الانتخابية، التي ستعتمد عليها مسألة توسيع القاعدة الوسطية.

وينقسم الاشتراكيون بين اليسار السياسي المتطرف لمرشحهم المهزوم بينوا هامون والفرع الوسطي الأكثر تأييداً بقيادة مانويل فالز، الذي كان رئيساً للوزراء في عهد هولاند.

وبدا أن أشخاصاً رئيسيين من ذراع الوسط الجمهوري على استعداد للعمل مع ماكرون على الرغم من أن التسلسل الهرمي للحزب يدعو إلى معارضة الرئيس الجديد، ونعت المترددين بالخونة«.

وقال برونو لو ماير، وهو مسؤول كبير في الحزب الجمهوري، الذي كان مساعداً للمرشح الرئاسي فرنسوا فيون:»استطيع العمل ضمن أغلبية حكومية«، وأضاف:»الوضع جدي جدا بالنسبة إلى الطائفية والانحياز«، وأردف: إن انتصار ماكرون أمر إيجابي بالنسبة لفرنسا. ومع ذلك، قال أحد كبار الجمهوريين كريستيان استروسي الذي دعم ماكرون، إنه رفض منصباً وزارياً من أجل التركيز على مدينته نيس.

وقال استروسي لاحقا:» طموحي الوحيد هو تقديم خدماتي لمدينتي ومنطقتي وأن لا نتدخل في الحكومة«. وقال ريتشارد فيراند، رئيس حزب ماكرون في مؤتمر صحافي:»إن حركته ستغير اسمها من ــ أون ماغشيه - إلى أون ماغشيه لا ريبوبليك«، أو إلى»جمهورية على الخطى«، وذلك لاعتبار نفسها أشبه بحزب تقليدي. ولاحقاً قال إن أسماء مرشحي ماكرون البالغ عددهم 577 شخصا في الانتخابات التشريعية ستعلن قريبا. وتخلى ماكرون عن ترأس الحركة، وأطلق اسم مستشار الحكومة الاشتراكية السابقة كاثرين باربارو رئيسة مؤقتة.

وادعت لو بان البالغة من العمر 48 عاما، ارتداءها عباءة المعارضة الرئيسية في فرنسا، ودعت»جميع الوطنيين«إلى تشكيل»قوة سياسية جديدة). وكان رصيدها تقريبا ضعف النتيجة التي حققها والدها جان ماري، آخر مرشح يميني متطرف في الانتخابات الرئاسية في عام 2002 عندما تدخل المحافظ جاك شيراك.

 

 

 

Email