العربة القطرية الطائشة وطريقها المسدود

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثل العربة الطائشة التي فقد سائقها التحكم في سيرها.. تبدو قطر في ظل القيادة التي أطبقت على مصيرها منذ عشرين عاماً، ومعها هوس الزعامة وكارثة التحالف مع كل قوى الشر المعادية للأشقاء في الخليج والعالم العربي!

لم تفعل الدول العربية الأربع ما يخالف المواثيق والقوانين حين استخدمت حقها في "مقاطعة" النظام القطري على أمل أن يثوب إلى رشده! ولم تلجأ هذه الدول إلى ذلك إلا بعد أن نفد الصبر من خيانة حكام قطر، ومن تآمرهم على شعوب الخليج والوطن العربي، ومن عدم التزامهم بالعهود أو الاتفاقات التي وقعوها بأيديهم ثم ضربوا بها عرض الحائط!

ولو أن هناك ذرة من عقل أو بقية من ضمير يحرص على مصلحة الشعب القطري الشقيق ومصلحة إخوانه في الخليج والعالم العربي؛ لأدرك حكام قطر أن قرار المقاطعة لا يعني إلا شيئا واحدة، وهو: أن اللعبة انتهت! وأنه من المحال أن تستمر "الدوحة" مركزا للتآمر على الأشقاء، وملاذا لكل جماعات الإرهاب، ولا يمكن أن تستمر جماعة "الإخوان" في تسخير إمكانات قطر لخدمة أهداف الجماعة الإرهابية!

لو أن هناك ذرة من عقل أو بقية من ضمير، لأدرك النظام القطري أنه ليس أمام مناورة سياسية من دول "المقاطعة" تحتمل الأخذ والرد، وليس أمام قرار طارئ اتخذ في لحظة، أو محاولة للضغط من أجل تسجيل موقف أو إيصال رسالة هنا أو هناك. وإنما كان الأمر أكبر من ذلك بكثير. كان الأمر إعلانا بإغلاق طريق سلكته السياسة القطرية على مدى عشرين عاما، ولم يثمر إلا النكبات على العالم العربي كله، وكان الأمر تأكيداً من الدول الأربع بأنه لا مجال للمزيد من تآمر قطر!.

يركب النظام في قطر هذه "العربة الطائشة" فتسير به على غير هدى، تعود الولايات المتحدة الأميركية لتحاول إنقاذ هذا النظام من مصيره المحتوم، يقول وزير الخارجية الأميركي إنه سيرسل مبعوثين لتطويق الأزمة، ويتحدث مرة أخرى عن ضرورة الحوار، لم ترفض الدول العربية الأربع مبدأ الحوار، لكنها قالت- مرة أخرى- في اجتماع "المنامة" إن الحوار يأتي بعد أن تلتزم قطر بعدم رعاية الإرهاب أو تحولها إلى ملاذ للعناصر الإرهابية المطلوبة للمحاسبة على جرائمها، وبعد أن تعلن قطر توقفها عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وبعد أن تؤكد قطر أنها ستنفذ المطالب المشروعة التي قالت الدول الأربع إن الاستجابة لها شرط للحوار حول تنفيذها.

دول المقاطعة الأربع "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" لم تغلق الباب أمام الحوار بهذه الشروط، لكن قطر هي التي تقطع الطريق عليها، وهي التي تتصور أن دعم أطراف إقليمية مثل تركيا أو إيران يقوي موقفها، وأن الموقف المتردد من أميركا وبعض دول الغرب يشجعها على الاستمرار في ركوب "العربة الطائشة" حتى لو كانت لا تدري إلى أين المصير!

إنه نفس الموقف "لو تذكرون!" الذي اتخذه حكم الإخوان في مصر وهو يواجه ثورة الشعب، فيتصور أن عصابة الإرهاب ستنقذه، أو أن دعم بعض القوى الإقليمية الدولية التي راهنت عليه سوف يمر بها إلى بر الأمان!

و.. مفهوم موقف أردوغان، وموقف طهران، الكارهين لكل ما هو عربي، والطامعين في مد النفوذ على حساب العرب وبالتحالف مع إرهاب الإخوان وباقي جماعات الإرهاب، لكن يبقى موقف أميركا ودول الغرب التي تقول إنها تتزعم الحرب ضد الإرهاب، والتي تعرف أجهزتها الاستخباراتية أدوار قطر في دعم الإرهاب وأدوار الإخوان في تزعم جماعاته.

هل ما زال هناك مجال لتكرار نفس اللعبة التي تمت مع نظام الإخوان في مصر، حيث وقفت هذه الدول مع إخوان الإرهاب ضد إرادة شعب ومستقبل منطقة بأسرها؟!

وهل ما زال هناك مجال للرهان على من تآمروا لتخريب المنطقة، وتحالفوا مع عصابات الإرهاب، لكي يكونوا طرفا في الحرب عليه؟! المبعوث الأميركي القادم للمنطقة "الجنرال زيني" له خبرته الواسعة بالمنطقة، والمبعوث الآخر لديه بالقطع الرؤية التي تسير عليها الخارجية الأميركية.

والمشكلة لن تكون في "تبريد" الأزمة بل في حل نهائي يوقف العربة القطرية الطائشة وينهي وضع قطر كملاذ للإرهاب وداعم له، ومحرض على خراب المنطقة ومتآمر على استقرارها. والسؤال المركزي هنا هو: هل حسمت الإدارة الأميركية موقفها، أم أن الجنرال "زيني" سيأتي ووراءه التناقضات التي رأيناها في موقف واشنطن، والتي كانت نتيجتها أن استمرت القيادة القطرية في محاولة التهرب من أي التزام بوقف دعم الإرهاب، ومن تلبية المطالب المشروعة بأن تكف أذاها عن الآخرين وتوقف تحالفها مع قوى الشر.

وتنقذ حتى قطر نفسها التي أصبحت تسير نحو المجهول وهي تستقل عربة الإرهاب الطائشة يقودها الإخوان، ويفتي لها القرضاوي، وتجتمع فيها قوى الشر تستهدف حتى أقدس مقدسات الأمة كما فعلت في المحاولة البائسة لتسييس قضية الحج؟

هل حسمت الإدارة الأميركية أمرها؟ نأمل ذلك لمصلحة الجميع وأولهم قطر الشقيقة التي وضعها تحالف النظام مع الإخوان وباقي قوى التآمر على المنطقة في عربته الطائشة التي تريد أن تنشر الدمار في كل مكان.

ويبقى أن يرتب مبعوثو الإدارة الأميركية جدول زياراتهم المنطقة، حتى لا يذهبوا إلى "الدوحة" فيجدون حكامها "يحجون!" إلى طهران لتقديم آيات الولاء واستكمال التآمر على العروبة والإسلام!

 

 

Email