دعاية قطرية رخيصة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تسلم وللأسف مشاركة السودان في عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل من الدعاية القطرية الرخيصة، التي تريد دق إسفين بين الخرطوم وكل من الرياض وأبوظبي، في إطار سعيها المكشوف للنيل من العلاقة بين البلدان الثلاثة، في ظل أمنياتها بتعثر هذه العملية العسكرية التي تساند الشرعية في اليمن، وتواجه التطرف والإرهاب، وتتصدى للأطماع الإيرانية في هذا البلد العربي العريق.

إن السودان حين اتخذ قرار المشاركة في عاصفة الحزم كان يدرك تماماً أن دوره العروبي يقتضي منه أن يُقدم على هذه الخطوة، فلو تُرك اليمن لإيران، فإنها ستمد يدها إلى الجانب الآخر من البحر الأحمر، لتصل إلى السودان نفسه، الذي سبق لها أن حاولت التغلغل فيه بأساليب شتى، حتى اكتشفت الخرطوم ألاعيبها وتصدت لها، كما لم يكن للسودان أن يتأخر عن نصرة الشعب اليمني، ومساندة الشرعية في هذا البلد الذي أرهقه المتطرفون وتجار الحروب وعملاء الخارج.

الدور السوداني في عاصفة الحزم مهم، وهو ما تشهد به المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، حين يتحدث المسؤولون في البلدين كثيراً عن بسالة وشجاعة القوات السودانية وعن دورها المشرف في الحرب الدائرة، وكذلك عن استمرار العلاقات القوية بين السودان ودول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي عبر عنه بجلاء بيان أصدرته قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أعربت فيه عن تقديرها البالغ للدور المهم الذي تضطلع به القوات السودانية بجانب أشقائها من القوات الأخرى في التحالف لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وإعادة الأمن والاستقرار لليمن وللمنطقة.

يدرك الرئيس السوداني عمر البشير مدى تقدير الإمارات والسعودية لمشاركة جيش بلاده في تحالف «عاصفة الحزم» الذي تقوده المملكة لاستعادة الشرعية في اليمن، وهو ما عكسه تصريح للرئيس قال فيه: «وقوف جمهورية السودان ودعمها للتحالف العربي هو واجب تمليه علينا الأخوة ومقتضيات الأمن العربي، ولنا الشرف بأن يكون لنا دور مع الأشقاء في صون وحفظ أمن واستقرار ومصالح البلدان العربية»، فيما أكد رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي أن الجيش السوداني سيستمر في إنفاذ سياسات القيادة العليا في المشاركات الخارجية والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، متطرقاً لمشاركات الجيش في عاصفة الحزم وللمشاركة في تمارين رعد الشمال مع المملكة العربية السعودية.

كما أن السلطة الشرعية في اليمن تقدر وبشكل كبير الدور السوداني، وهو ما تمت ترجمته في منح وسام «الشجاعة» من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لقائد القوات السودانية البرية المشاركة في «عاصفة الحزم» بقيادة العقيد ركن محمد صالح أبو حليمة، لدوره في تخريج الدفعة الثانية لأفراد المقاومة الشعبية اليمنية المندمجة في إطار الجيش اليمني بعد تدريبهم على يد مدربين عسكريين سودانيين، وكذلك على الشجاعة التي يظهرها الضباط والجنود السودانيون في ميدان القتال، فالتاريخ يشهد للجندي السوداني بالشجاعة والبسالة والاستبسال والصمود والصبر، وبأنه دائماً في الخطوط الأمامية.

من جانبه ثمن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، موقف جمهورية السودان الشقيقة، بقيادة الرئيس عمر حسن البشير، في انضمامها للتحالف العربي، ودعمها لعملية «إعادة الأمل»، التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، موضحاً سموه أن جمهورية السودان من الدول التي بادرت إلى تقديم الدعم، والوقوف مع التحالف العربي، دون طلب.

كما أشاد سموه بأداء القوات السودانية الموجودة في ميادين العمليات، جنباً إلى جنب مع قوات التحالف العربي، موضحاً سموه أن أبناء السودان الشقيق مع أبنائنا في الخنادق والخطوط الأمامية، يتحلون بالعزيمة والإرادة الصلبة، مؤكداً سموه أن التاريخ العربي، وأجيالنا الحالية والقادمة، سيذكرون باعتزاز هذه الوقفة، والاستجابة المشرفة من جمهورية السودان مع بقية دول التحالف، يبقى الدور السوداني في عاصفة الحزم لافتاً على المستوى الدولي حتى وجدنا الأكاديمي البريطاني البارز إليكس دوال خبير شؤون السودان بجامعة تفتس بالولايات المتحدة الأميركية يقول، في حوار معه نشر على موقع مجلة «وورلد بوليتك» إن «السودان أول شريك أفريقي فعّال في التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، والسودانيون مستعدون لتحمل الخسائر ما يعني أن قواتهم ذات أهمية قصوى كقوات برية».

إن السودان، الذي لم ولن يتأخر يوماً في الدفاع عن الأمن القومي العربي، حريص على تحقيق نصر مظفر في اليمن، لإنقاذه من براثن الإرهاب المتمثل في إيران وعملائها، ومن الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تريد أن تحول الأراضي اليمنية إلى ساحة للقتل والخراب، وهو لن ينفك، شأنه شأن بقية قوات التحالف العربي، حتى يحقق هذا الهدف المهم لمصلحة العرب أجمعين شاء من شاء وأبى من أبى.

Email