«أبوظبي ودبي».. في الصدارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد وضع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عند تأسيس أبوظبي الحديثة لها ما تحتاجه من الخدمات والمتطلبات التحتية الأساسية كافة، فلهذا تطورت أبوظبي ونمت رويداً رويداً، وعلى أسس وقواعد قوية ومتينة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، بفضل نظرته المستقبلية الصحيحة.

رحم الله حكيم العرب زايد الخير، وأسكنه فسيح جناته، ومن بعد رحيله، طيب الله ثراه، ها هي مدينة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات، في عهد خلفه، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهده أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد أمست عاصمة الطاقة النظيفة والمتجددة، تنافس عواصم العالم الأكثر تحضراً وتقدماً، بما تمتلك الإمارات من سجل حافل بالإنجازات في هذا المجال، وصار توجهها نحو ارتياد هذا المجال جلياً خلال السنوات العشر الماضية، وتجسد هذا التوجه على أرض الواقع، بإطلاق مبادرات قوية ورائدة، وهو ما يتجلى في إطلاق مبادرة «مصدر»، التي تعمل في اتجاه تعزيز مكانة الدولة على خريطة صناعة الطاقة المتجددة، بأن تصبح مركزاً رئيساً لاقتصادات الطاقة البديلة في المنطقة.

كما أن الإمارات تتمتع بثراء الطاقة الشمسية، التي تعتبر من أنظف مصادر الطاقة المتجددة. حيث تستقبل أكثر من 300 يوم مشمس في السنة، لذا، فإن الطاقة الشمسية هي المصدر الرئيس للطاقة، بحسب رأي الخبراء المختصين في الطاقة البديلة. كما تعد طاقة الرياح خياراً جيداً، نظراً لوجود مناطق عدة في الدولة بها سرعات رياح عالية.

وقد أكد مسؤولون اقتصاديون وماليون بالقطاع السياحي، وخبراء بارزون، أن فوز الإمارات باستضافة فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لـ «القمة العالمية للطاقة 2019»، التي تقام كل ثلاث سنوات، كان أمراً متوقعاً، مشيرين إلى أن «أبوظبي تعد المدينة الأمثل لعقد هذا الحدث الدولي المهم»، نظراً لامتلاكها سجلاً باهراً في مجال الطاقة والاستدامة..

* أما مدينة الأحلام والسعادة «دبي دار الحي»، استطاعت، بفضل حكمة وعقلية مؤسسها وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وبمواصلة خلفه من بعده، أن تتحول إلى مركز مالي تجاري وثقافي عالمي، ولفتت انتباه العالم أجمع، وما زالت تبهره بشكل دائم، لإنجازاتها المتطورة وتنافسيتها المستمرة لدول العالم.

كما استطاعت أن تجبر الإعلام العالمي على متابعة تطورها وإنجازاتها المذهلة، لأنها تعتبر من أكثر أسواق العقارات سخونة في العالم، وأسرع أسواقها المالية نمواً، وعلى أرضها أقيم أعلى مباني العالم، وأكبر مولاته، وعلى أرضها أضخم موانئ في العالم، ومطارها الدولي العملاق، استطاع أن ينزع «تاج الطيران» من أكبر مطارات العالم توسعاً وازدحاماً وشهرة، وهو مطار «هيثرو» البريطاني.. كما أنها تعتبر أفضل وجهة للمشتريات واحتياجات الزائر والمتسوق والمستثمر، في جو يسوده الأمن والأمان..

لقد أجمع ذوو الرأي، أن الشيخ راشد، طيب الله ثراه، كان يحمل فكراً برؤية استشرافية، يرى المستقبل بعين الحاضر، ويبني الحاضر انطلاقاً من رصيد تجارب الماضي.. ويتفق كل من عاصره ورافقه، على أنه كان رجل دولة، وحاكماً حكيماً ونبيهاً، وقائداً ملهماً وقريباً من شعبه..

ومن هذا المنطلق، ولتلك الأسباب التي تطرقنا لذكرها.. تصدرت أبوظبي ودبي، منطقة الشرق الأوسط في قائمة أفضل المدن، حسب تقرير «مؤشر المدن المتطورة» IESE Cities in Motion Index، ويرصد التقرير 180 مدينة، بينها 73 عاصمة، وتمثل جميعها 80 دولة.

ويركز التقرير الصادر عن: «مدرسة الأعمال للعولمة والاستراتيجية»، وهي جزء من جامعة نافارا، على 10 مجالات، هي الاقتصاد، ورأس المال البشري، والتكنولوجيا والبيئة، والتأثير العالمي، والتماسك الاجتماعي، والتنقل وشبكة المواصلات، والحوكمة، والتخطيط الحضري، والإدارة العامة.

وحلّت أبوظبي بالمركز 64 عالمياً، محققةً نقاطاً عالية في مجالات الإدارة العامة والتماسك الاجتماعي، وأيضاً في التكنولوجيا والتنقل والاقتصاد والحوكمة، فيما حلّت دبي بالمركز 66 عالمياً في المؤشر، حيث أحرزت وفق التصنيف، نقاطاً عالية في مجالات مثل التأثير العالمي، والإدارة العامة والتنقل.

ومن المنطقة رصد التقرير مدينتين من السعودية، هما جدة بالمرتبة 120، والرياض التي حلت بالمرتبة 138 عالمياً، كما حلت العاصمة الكويتية بالمركز 128، والمنامة بالمركز 140، وفي مصر حلت القاهرة بالمركز 163، والإسكندرية 166، والعاصمة الأردنية عمّان بالمرتبة 175، والعاصمة التونسية بالمرتبة 137.

كما استحوذت تجربة وإنجازات دبي الذكية، على أنظار العالم خلال مشاركتها أخيراً في «مؤتمر المدن الذكية 2017» بمدينة نيويورك، علماً بأن مبادرة دبي المدينة الذكية، تسهم في وضع معايير دولية بهذا المجال، بفضل نهج شامل يقوم على دمج ومتكاملة تقنيات المعلومات والاتصالات، ليكون مرجعاً في تطوير المدن الذكية.

وكانت دراسة أخرى صدرت أخيراً بعنوان «حالات دراسة المدن الذكية»، اعتبرت مدينة «مصدر» في أبوظبي، نموذجاً لانتشار المدن الذكية في منطقة الخليج العربي، وذلك ضمن الكتاب المعنون «أطلس المدن الذكية: المجتمعات الذكية الغربية والشرقية»، الصادر عن مؤسسة سبرينغر للنشر الدولي في عام 2017.

ويؤكد الكتاب أن منطقة الخليج العربي تعد الأكثر تأهيلاً في منطقة الشرق الأوسط لتبني تطبيقات المدن الذكية، إذ تتمتع دول الخليج العربية ببنية تحتية متقدمة، تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات العامة، إضافة إلى وجود معدلات مرتفعة من الرضا العام، والتركيز على سعادة المواطنين، ضمن منظومات متكاملة للابتكار والإبداع والاستدامة البيئية.

Email