لماذا يا قطر؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قطر دولة خليجية شقيقة، ذات علاقات تاريخية مع أشقائها، وشعبها متصل بشعوب المنطقة دماً ونسباً وتلاحماً وعاداتٍ وتقاليدَ وقيماً.

ولكن للأسف ما وجدناه من قطر خلاف ذلك، فبدلاً من أن تتوافق مع أشقائها في معالجة الأزمات والمهددات أصبحت مخالفة لذلك، وبدلاً من أن تكون عوناً أصبحت عبئاً، وبدلاً من أن تكون سنداً أصبحت ضرراً، والطعنةُ عندما تأتي من القريب تكون أشد إيلاماً على النفس.

لقد اطلع الجميع على التصريحات القطرية التي نشرتها وكالة الأنباء القطرية منذ أيام، والتي تهدف لشق إجماع الصف الخليجي والعربي، وانحازت إلى إيران والتنظيمات المتطرفة، وأساءت إلى أشقائها في الخليج.

للأسف رأينا الحسابات القطرية الكثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بالطعن في دولة الإمارات وفي قيادتها ورموزها، وعلى رأسها الطعن في مؤسس دولتنا وباني نهضتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما رأينا السهام الحاقدة الموجهة ضد دولة الإمارات من الإعلام القطري .

وعلى رأسه قناة الجزيرة، مع عدم اتخاذ أي إجراء في حق هذه الشخصيات والقنوات التي قامت بالطعن في دولة الإمارات، بل كانت تُقدَّم لها التسهيلات والدعم، والقرضاوي نموذج على ذلك، حيث قام بنشر سمومه ضد دولة الإمارات مرات عدة، من فوق منابر الجمعة.

وفي المنابر الإعلامية القطرية، ولم نجد ضده أي إجراء رادع يوقفه عند حده، مع شناعة تحريضاته وبشاعة إساءاته، بل وجدنا المنابر مفتوحة له في قناة الجزيرة والإعلام القطري وكأنه لم يفعل شيئاً.

رأينا دعم قطر لتنظيم الإخوان المسلمين، وإيجاد الملاذ الآمن لهم، حتى إن بعض ا لاسماء الإخوانية الإماراتية وغير الإماراتية كانت تذهب إلى قطر وتقابلهم، ونحن نعلم أن الإخوان المسلمين أثبتوا بأيديولوجياتهم وممارساتهم المتطرفة أنهم من أخطر المهددات على أمن الدول والشعوب في التاريخ الحديث.

ولذلك تعتبرهم دول كثيرة ومن بينها دولة الإمارات مهدداً كبيراً لأمنها، وبدلاً من أن تقدِّر قطر هذا الخطر المحدق، وخاصة إبان الأزمات والاضطرابات في أقطار عربية، وتلتفَّ مع دول الخليج لصده، إذا بها تدعمه، وتصبح بيئة حاضنة له.

وكذلك حماس هي جزء من الإخوان الذين أثبتوا عبر التاريخ والواقع ضررهم وخطرهم، ومع ذلك نجد قطر تدعمها.

كذلك إيران بأنشطتها المعادية مهدد كبير آخر لدول الخليج العربي، فهي تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتشعل حروباً بالوكالة ضد دول الخليج، وتتدخل في شؤونها الداخلية، وتشكل ميليشيات إرهابية تهدد أمن المنطقة واستقرارها، والعالم اليوم يشهد على هذه الحقيقة، وبدلاً من أن تقف قطر في صف دول الخليج لصد هذا الخطر الإيراني إذا بها تصدر تصريحات داعمة لإيران، ومناهضة لدول الخليج.

حزب الله الإرهابي الخطير المدعوم من إيران يعتبر مهدداً لدول الخليج العربي لكننا نرى في المقابل أن قطر لا ترى أنه مهدد فيا ترى لصالح من هذا التجاوب القطري السلبي؟

هذه بعض نقاط الخلاف مع قطر، وهذه نماذج من ضررها وجنايتها على أشقائها.

نحن نؤمن بحكمة قيادتنا الرشيدة، وحسن علاجها للأمور، كما يؤمن كل عاقل بأن من حق أي دولة حماية نفسها وصيانة أمنها القومي من المهددات باتخاذ القرارات اللازمة.

أنت كفرد عادي أليس من حقك أن تحمي منزلك وأهل بيتك من الأخطار؟

كذلك من حق الدول أن تحمي نفسها وشعبها من الأخطار والمهددات، وخاصة الشبكات الإعلامية المغرضة، وعلى رأسها قناة الجزيرة التي بثت الأفكار والتوجهات المسمومة، وأشعلت وقود الأزمات.

إن حجب مثل هذه الشبكات والقنوات الإعلامية المغرضة خطوة إيجابية بنَّاءة ومهمة في طريق تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، لكف شرها، وحماية عقول المجتمعات من ضررها.

وأخيراً فإن الذي نأمله من بلد شقيق كقطر أن يكون سنداً وعوناً لأشقائه، وأن يترك ما يضر بجيرانه، وأن يعود إلى الحاضنة الخليجية العربية التي ليس له غيرها، وأن يعلم العقلاء في قطر أن الحضن الذي تستبدله بحضن الخليج العربي إنما هو بركان سيحرق كل ما فيها من الأخضر واليابس.

 

Email