مفردات مرتبطة بالسعادة والإيجابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك مفاهيم دخلت في حياتنا العملية وأصبحت تشكل محوراً مهماً وركيزة أساسية من ركائز حياتنا المهنية، ألا وهي السعادة والإيجابية وارتباط هذه القيم بالمستقبل.

لو نظرنا إلى ماهية تلك المفاهيم وما هي الإضافة التي يمكن أن تضيفها إلى حياتنا ومستقبلنا لوجدنا أنها تضيف الكثير.

فهي التي تجعل لحياتنا معنى وتعطينا الأمل والاستمرارية. وعلى الرغم من أنها مفاهيم ليست بالجديدة إلا أن الجديد فيها هو إدخالها في قاموس حياتنا العملية كعمل مؤسساتي وركيزة مهمة لتعاملنا المهني، وتعاملنا مع الآخرين، ومنهاج حياة.

الإدارة الحديثة تهدف إلى نقل هذه المفاهيم وتحويلها من مجرد أحاسيس ومشاعر نتغنى بها إلى كونها أسلوب حياة ومنهج عملي ومهني ينعكس على الفرد وعلى المجتمع بأكمله، وفي كتابه «تأملات في السعادة والإيجابية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تم الربط بصورة كبيرة بين قيم السعادة وبين التطلع للمستقبل بأمل وتفاؤل واستنهاض للهمم خاصة بين الأجيال الجديدة. فهناك ارتباط مباشر بين كل تلك القيم ونشر روح الإيجابية القيمتين.

في دولة الإمارات أصبحت هذه المفاهيم في حقيقتها منهجاً عملياً وأسلوب حياة، فقد تم تقنين هذه المفاهيم وتحويلها إلى مسارات حياتية ومهنية يمكن تحقيقها والبناء عليها، فمثلاً، تم اتخاذ خطوات عملية بما يختص بالسعادة حيث تم تحويل الكثير من مكاتب رضا المتعاملين إلى مراكز إسعاد المتعاملين، فتحولت السعادة من مجرد رضا المتعامل إلى إدخال مفردات السعادة إلى حياته، والسعادة والإيجابية هي التي تجعل الإنسان ينظر للمستقبل بعين الأمل والرضا بينما التشاؤم والسلبية اللذين هما نقيض السعادة والإيجابية، تجعلان الإنسان يرى في كل خطوة عقبة.

لقد استطاعت القيادة الرشيدة في الإمارات أن تجسد الكثير من قيم السعادة والإيجابية وأن تجعلها أسلوب حياة ومنهاج عمل، فقد أوجدت إدارات تهتم بالسعادة في الكثير من دوائرنا الحكومية، كما تحول العديد من مراكز رضا المتعاملين إلى مراكز إسعاد المتعاملين بما في ذلك من رسم البسمة على وجوه المتعاملين وخلق جو من التفاؤل والتطلع نحو المستقبل بعين الأمل.

ترتبط السعادة بالإنتاجية والرغبة في تطوير الذات ولهذا تحرص الدول والأنظمة على إيجاد كل سبل السعادة لشعوبها لما له من مردود إيجابي على العمل والإنتاجية. من جهة أخرى فإن هناك قيمة أخرى مرتبطة بالسعادة ألا وهي الأمن.

الشعوب السعيدة الراضية لا يوجد لديها ما يوجب التذمر والشكوى، وبالتالي لا يوجد لديها مبرر للشكوى من الظلم لإحساسها بالعدالة والرضا عن حياتها المجتمعية. وبالتالي لا نجد مكاناً في الدول المتقدمة للتظاهرات أو القلاقل المسببة لعدم الاستقرار السياسي. من ناحية ثالثة فإن الإحساس بالرضا والسعادة يدفع الفرد إلى الرغبة في تطوير ذاته وتطوير مهاراته العملية، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الفرد وعلى محيطه وعلى مجتمعه. كذلك تعد السعادة مفتاحاً مهماً للتطور والنمو الاقتصادي. فمن المعروف أن الإنسان المستقر نفسياً ينفق أكثر من الفرد الذي يعاني من أزمات مجتمعية أو حروب تخلق لديه جواً من الخوف والقلق من المستقبل.

ومن هنا نجد أن كثيراً من مفردات السعادة هي في واقع الأمر أدوات استخدمتها الدول والهيئات كمحرك اقتصادي واجتماعي وتنموي مهم.

لقد نجحت دولة الإمارات بشكل كبير في تحويل مفردات السعادة إلى عمل مؤسساتي انعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع.

أصبح من يعيش في الدولة يشعر بأنه امتلك مقاليد السعادة. وفي الوقت نفسه انعكس هذا العمل على صورة الدولة بشكل عام. فأصبح اسم دولة الإمارات مرادفاً للسعادة والإيجابية والتفاؤل وهذا ما تسعى القيادة السياسية لترسيخه من ضمن القيم المؤسساتية في الدولة.

Email