أرض الأمل والسعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا توجد دولة في عالمنا المعاصر، تضج فيها الحياة بكل تحولاتها المادية والقيمية، كما يحدث في دولة الإمارات، سواء في مرحلة تأسيسها أو مرحلة تمكينها، فالإمارات اليوم، ليست فقط أنموذجاً على تحولات العصر المادية، بل القيمية أيضاً، وما يجب للحياة أن تحمله للإنسان.

ونستطيع القول إن الإمارات سبقت غيرها في الكثير من المجالات، لا سيما مجالات إسعاد الناس، من خلال تهيئة الأرضية الحقيقية لتلك السعادة، وجعلها واقعاً معاشاً، عوضاً عن أن تكون شعارات رنانة.

لقد استطاعت الإمارات جذب الانتباه لتجربتها الفذة، القائمة على الابتكار والاختراع، وتوفير سبل السعادة للناس، من خلال تهيئة أجيال مستقبلية قادرة على خدمة وطنها والقيام بواجباتها خير قيام.

لقد خاطبت القيادة السياسية في الإمارات، أجيال المستقبل، من خلال الإعداد لمرحلة اقتصادية ليست قائمة على النفط، كالمرحلة السابقة، ولكن على اقتصاد المعرفة. كما ابتعدت الإمارات عن الشعارات، وتبنت الاستراتيجيات العملية، وسعت إلى تنفيذها.

إن سبب نجاح الإمارات في خلق مناخ السعادة والأمل، يرجع إلى عدة أسباب، يأتي على رأسها، الاستعداد الجيد للمستقبل المنظور، حتى لا نفاجأ بما يمكن أن يكدر صفو حياتنا، ومن خلال إعداد جيل من صناع القرار المستقبلي، من خلال تهيئة الأرضية للشباب لاستلام دفة القيادة.

لقد نجحت الإمارات، بحكم ما لديها من مقومات وقدرات في التواصل مع الشعوب والثقافات الأخرى، في خلق مناخ يسعد الجميع في العيش فيه، على اختلاف مشاربهم وأعراقهم. وبحكم القيم التي طبقتها الإمارات، كقيم التسامح وتقبل الآخر، خلقت مجتمعاً متنوعاً ثقافياً وإثنياً جميلاً.

وبحكم حركة المجتمع النشطة، ونيوعية فرص العمل المتوفرة، فقد استطاع المجتمع أن يجذب العناصر الشبابية من مختلف الأعراق، يجمعهم هدف واحد، ألا وهو تحقيق الرضا عن الذات والارتقاء بجودة الحياة إلى الأفضل.

وبما أن تحقيق هذا الهدف، يتطلب تكاتف الجهود والعمل بجد واجتهاد، ووضع الآليات والاستراتيجيات، وتوحيد الرؤى في ما يتعلق بآلية العمل لتحقيق ذلك الهدف، فقد تمخض عنه سلام اجتماعي مطلوب في مثل هذه الحالات. لقد آمنت الإمارات بأن مجتمع السعادة ليس نتاج حلم، وإنما نتاج عمل وجهود مضنية للوصول إلى السلام الاجتماعي والرضا عن الذات.

لقد آمنت الإمارات منذ البداية، بأن مجتمع السعادة ليس وليد فكر الفلاسفة، وليس حلماً غير قابل للتطبيق، ولكنه مشروع تنموي نهضوي، الهدف منه زرع الأمل وإشاعة جو من السعادة والتفاؤل، القادرة على شحذ الهمم وتحويل الطاقات إلى خدمة أغراض تنموية كبرى.

كما أدركت الدولة منذ البداية، دور الشباب في زرع شجرة الأمل، وفي إشاعة جو من التفاؤل والسعادة، وهكذا سعت لتوفير كافة الضمانات اللازمة لجعل الشباب جزءاً من هذا التحول. كما أدركت الإمارات أن مجتمع السعادة والأمل، ليس مشروعاً مستقبلياً، ولكنه مشروع يعنى بالحاضر والمستقبل معاً. فشجرة الأمل تروي الآن، وتعطي ثمارها حاضراً ومستقبلاً.

إن القيادة السياسية في الإمارات، قد وفرت كل متطلبات السعادة لشعبها والمقيمين. فلدينا شعب سعيد، واقتصاد واعد، قادر على مقاومة كل التحديات والتأقلم معها. كما أن كل سبل الراحة متوفرة في مدننا الواسعة الآمنة، وهذا في حد ذاته مدعاة لراحة البال، التي تجلب السعادة وتحيي الأمل. كما أن مؤشرات السعادة والأمل جميعها، تصب في مصلحتنا.

في الوقت ذاته، تدل المؤشرات العالمية، على أن شعب الإمارات راضٍ عن قيادته، ومطمئن على مستقبله.

إن توافر هذه المؤشرات الإيجابية، يعنى أن هناك رضا عن مستوى الحياة ومستوى الخدمات المقدمة ومستوى المعيشة. إن مجتمع السعادة والأمل، فكرة موجودة منذ القدم، وكانت حاضرة في فكر الفلاسفة والمفكرين، وهذا يعني أن تحوله في هذه الأيام إلى حقيقة واقعة، أمر غير مستحيل، ولكنه أيضاً غير ممكن، دون مجهود بارز وعمل مضنٍ من قبل النظام السياسي، الذي عليه واجب تقديم الخدمات الجيدة، ومن قبل الشعب الذي عليه أن يعمل بجد لضمان الارتقاء بمستوى جيد لحياته ومستقبله.

إن الإمارات اليوم، أصبحت أنموذجاً يقتدى به، ومثالاً جميلاً لمجتمعات المستقبل الحاضر أمام أعيننا. وعلى الرغم من أنها تعيش وسط إقليم غير مستقر ومضطرب، إلا أنها استطاعت أن تكون مثالاً للاستقرار والتعايش السلمي، ومبعثاً للأمل للمنطقة كلها.

وهذا بفضل القيم التي قامت عليها الدولة، وبفضل الاستراتيجيات المعتمدة التي تحث على التعايش وتقبل الآخر. كل ذلك ساهم في جعل الإمارات، واحة أمن وأمل وسعادة في المنطقة كلها.

 

 

Email