«شرفتونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

«شرفتونا» كلمة رددها كثيراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يلتقي الرئيس عمر البشير، ويصافح الوفد المرافق له فرداً فرداً.

الكلمة، بما تحمل من مشاعر البِشر والترحاب بمقدم الوفد السوداني كانت تعبر بطلاقة عن الأجواء، التي هيأها الإماراتيون لاستقبال الرئيس البشير بالمطار الرئاسي، في أبوظبي حسناء المدائن العربية، وعاصمة الخير والحكمة والمواقف العربية الناصعة.

«شرفتونا» كلمة مفتاحية، عبرت بصدق وجلاء عن مشاعر صادقة، تجلت في المراسم، وسكنت طقوس الاستقبال، وأوجدت امتدادات جديدة للعلاقات الثنائية المتطورة بين الخرطوم وأبوظبي.

كان استقبالاً كبيراً ذلكم الذي وجده الرئيس عمر البشير بأرض زايد الخير، مع احتفاء يتناسب مع عمق الأواصر والعلائق الثنائية الضاربة في جذور التاريخ.

الزيارة التي ابتدرها الرئيس البشير إلى دولة الإمارات تكتسب أهمية كبيرة بالنظر إلى تطورات العلاقة الثنائية، وبتأمل الأوضاع في المنطقة، والظروف التي أوجدتها الكثير من التطورات الإيجابية في سياسة السودان الخارجية.

وبالنظر إلى التطورات الماثلة في التواصل بين البلدين فإن وصول البشير إلى أبوظبي برفقة عدد من الوزراء تم اختيارهم بعناية، وفي هذا التوقيت يفتح طريقاً جديداً من التقدم والنمو المطرد في علاقات الخرطوم وأبوظبي.

الزيارة بدأت بمباحثات رسمية تناولت أوجه التعاون القائم بين السودان والإمارات العربية المتحدة في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والسبل الكفيلة بتطويره لآفاق أوسع وأرحب.

تحديات مهمة تنتظر البلدان خلال المرحلة المقبلة تتصل بقضايا المنطقة العربية، والدفاع عن مصالحها خاصة وأن السودان أصبح لاعباً متقدماً في جهود التحالف العربي، من أجل إعادة الأمل في اليمن، والتصدي للتحديات التي تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب التعاون والتنسيق المشترك في مكافحة الإرهاب والتطرف.

علائق التاريخ المشترك والتحديات الجديدة حيثيات حاضرة تحرض قيادة البلدين على المزيد من التعاون والتنسيق المشترك في الملفات كافة، وتدعوهما للعمل على تعزيز الاستثمارات الإماراتية في السودان، وبحث الاستغلال الأمثل لقرار رفع العقوبات الأميركية عن السودان.

يبدو أنها زيارة لتنزيل ملفات التعاون إلى أرض الواقع وتطوير الخطط إلى برامج عمل، بعد أن أسفر التواصل الذي بدأ قبل عامين- بزيارة مماثلة للرئيس البشير- في تجسير العلاقات وبناء الثقة ووضع الاستراتيجيات الكفيلة بتحويل علاقة التاريخ، وما يحمله الوجدان المشترك، إلى مصالح دائمة، تحقق ما يتطلع إليه البلدان والشعبان الشقيقان.

Email