رغم التحديات.. مصر لن تنكسر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قوى الإرهاب بقيادة الإخوان لن تغفر لشعب مصر وجيشها الوطني الإنجاز العظيم بإسقاط حكم الإخوان الفاشي في 30 يونيو، والقوى الإقليمية والدولية الداعمة للإخوان والجماعات المناصرة لها والخارجة من عباءتها..

لن تتسامح مع سقوط مخططاتها ضد باقي الدول العربية الصامدة في وجه المؤامرة التي انتكست مع إنقاذ مصر من براثن حكم العصابة الإخوانية العميلة التي كانت تستعد لبيع أرض الوطن لتكون حاضنة لإرهاب يعصف بكل ما هو عربي.

استهداف مصر لم يتوقف ولن يتوقف، لأنهم يدركون أنها الحصن الباقي أمام تآمرهم، وأنها - بتجاوز أزماتها واستعادة دورها - هي الأساس الذي يمكن الارتكاز إليه لبناء القوة العربية القادرة على إنقاذ الموقف، وما عاشته مصر في الأيام القليلة الماضية كان صعباً.

ضربة الإرهاب المنحطة التي استهدفت المصلين في الكنيسة المرقسية كان مثالاً للخسة والنذالة التي يتمتع بها الإرهاب الإخواني - الداعشي. وقوع الجريمة في يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ومع صيام الإخوة الأقباط استعداداً لأعياد الميلاد..

كان محاولة حقيرة وغبية في الوقت نفسه لإشعال فتنة دينية لم تفلح كل المؤامرات من الداخل والخارج في إشعالها على مر السنين. على مدى سنوات الاحتلال البريطاني حاول المستحيل ليحدث هذه الفتنة، وانتهى الأمر بهم إلى التسليم بما تمسك به أقباط مصر بأنهم مسيحيون ديناً، مسلمون وطناً وثقافة.

وحاول المتطرفون بزعامة الإخوان وما تفرع عنهم من جماعات الإرهاب أن يثيروا هذه الفتنة، فكان الرد هو التمسك بالوحدة الوطنية، ولعلنا نذكر كيف حاول الإخوان معاقبة الأقباط على موقفهم من 30 يونيو، وكيف قادوا الحملة لإحراق ما يقرب من ثمانين كنيسة فكان رد البابا تواضروس على ذلك هو التأكيد على الإيمان بأن «وطناً بلا كنائس، أفضل من كنائس بلا وطن».

تدرك فصائل الإرهاب الداعشي ذلك، لكنها لن تتوقف عن المحاولة، لكن المحاولة التي قابلها شعب مصر بالمزيد من الترابط والوحدة تكشف عن ملامح جديدة للإرهاب لابد من التوقف عندها:

تأتي العملية الإرهابية في الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية، حيث المقر الرسمي للبابا تواضروس، بعد 48 ساعة من عملية إرهابية استهدفت مسجداً شهيراً في الهرم، وراح ضحيتها أفراد القوة الأمنية التي جاءت لتأمين صلاة الجمعة في المسجد.

وقد يكون الحادث الخسيس موجهاً للقوة الأمنية في إطار استهداف جماعات الإرهاب أفراد الجيش والشرطة كما يقولون. لكن الحقيقة تقول إن التفجير كان يمكن أن يسقط عشرات من الضحايا، لو تأخر بعض الوقت، حيث يكون مئات المصلين يؤدون صلاتهم في الساحة خارج المسجد، لكن الله كان لطيفاً بعباده، ولعل الخطأ في توقيت التفجير كان السبب في اقتصار الشهداء على أفراد قوة الأمن، ولعله الفرق في التوقيت بين من نفذوا العملية وبين من خططوا في عواصم قد تكون - للأسف الشديد - عربية أو إسلامية!

وتأتي العملية الإرهابية في الكنيسة البطرسية (وقبلها في مسجد السلام) لتحاول ارتداء الثوب الديني، لكن مصر كلها تعرف أن الهدف هو هدم الدولة، وأن الثأر من كل من أسقطوا حكم الإخوان الفاشي سوف يتواصل، وأن استهداف مصر لن يتوقف من إرهاب عميل..

ولهذا وقفت مصر كلها (حتى قبل أن تتكشف أسرار العملية الإرهابية الحقيرة ضد الكنيسة) لتقول إنها صف واحد ضد الإرهاب، وأنها تدرك أن المؤامرة لا تقف عند بث الفتنة الدينية، لكنها تستهدف مصر كلها، وتريد الانتقام منها لأنها أسقطت حكم الفاشية الدينية، ولم تسمح بالسقوط الأخير للعرب إذا سقطت مصر!

وتأتي العملية الإرهابية الأخيرة في مصر، لتثبت أن الجزء الأساسي من العمل الأمني ضد الإرهاب وهو جمع المعلومات الاستخباراتية قد استعاد الكثير من فاعليته، بعد أن كان قد تم ضربها أثناء حكم الإخوان، وقد ظهر هذا في كشف ملابسات حادث الكنيسة البطرسية في وقت قياسي، كما ظهر من إجهاض عدد هائل من العمليات الإرهابية قبل وقوعها.

وتأتي العملية الإرهابية الأخيرة لتكشف عن جهد مقابل من عصابات الإرهاب لنقل عملياتها إلى قلب الوادي بعد الضربات المتلاحقة والساحقة التي تتلقاها من القوات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، كما تكشف عن تعاون إخواني داعشي ينال دعماً خارجياً (بكل الوسائل من إعلام إلى أموال إلى تخطيط وتجهيز). وقد بات الأمر مكشوفاً لدرجة لم تعد تخفى على أحد!

بقدر ما يلقى تحالف عصابات الإرهاب الإخواني - الداعشي من هزائم داخل مصر وفي سوريا والعراق وباقي أنحاء الوطن العربي المنكوب بإرهاب الخوارج على الدين، فإن علينا جميعاً أن نحذر من ضربات اليائسين ومحاولات المهزومين من فصائل الإرهاب للتسلل إلى ميادين جديدة، والانتقام من كل من جاهد حقيقة للحفاظ على صحيح الإسلام، وعلى عزيز الأوطان.. من هؤلاء الخوارج على الدين الخائنين للوطن.

إن مصر التي عبرت على مر التاريخ أزمات لا تحصى ولا تعد، وهزمت مؤامرات وقضت على إمبراطوريات، وحمت العروبة والإسلام من أعداء الإنسانية.. هي مصر التي تقف الآن صامدة في وجه الإرهاب المنحط رغم الظروف الصعبة التي تمر بها.. وستنتصر مصر.

Email