الاحتلال يشعل حرائق الكراهية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت إسرائيل إطفاء حرائقها، لكن متطرفيها استغلوا الحرائق ليواصلوا إشعال نار العنصرية الدينية والقومية ضد العرب الفلسطينيين. فمنهم من اتهم العرب بإشعال الحرائق، حتى قبل أن تشتعل، ومنهم من هددهم بالعقاب، فيما أحد حاخاماتهم أصدر فتوى بإجازة قتلهم. ومن غير المستبعد أن يقتل الإسرائيليون فتى يحمل عود ثقاب بدعوى إشعال حريق، كما يفعلون الآن، بدعوى الطعن بالسكين.

ففي بداية الحرائق، قال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة، إن 12 شخصاً اعتقلوا أثناء محاولتهم إشعال حرائق أو الفرار من المنطقة. لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل. أما وزير الأمن الداخلي الصهيوني جلعاد إردان، فرفع العدد إلى 13 شخصاً. وأضاف أن الذين اعتقلوا «أقليات»، في تلميح إلى أنهم عرب أو فلسطينيون. وقال لإذاعة الجيش «أقرب الاحتمالات هو أن الدافع قومي».

هذه اتهامات أكد الفلسطينيون رفضها، واعتبروها تحريضية. وقالت الحركة الإسلامية داخل فلسطين 48، إن حكومة إسرائيل تسعى للتغطية على فشلها في التعامل مع الحرائق التي اجتاحت عدة مواقع فيها. وإن حكومة نتنياهو تتجاهل استعداد أوساط واسعة لدى فلسطينيي الداخل لتقديم المساعدات الإنسانية.

واستضافة العائلات المتضررة في القرى والمدن العربية. وقال النائب مسعود غنايم من القائمة المشتركة «إن نتنياهو وحكومته، يستغلون موجة الحرائق في البلاد لإشعال حرائق التحريض والكراهية على العرب».

حاخام مدينة صفد المعروف بعنصريته الشديدة وتحريضه ضد العرب، أصدر فتوى أجاز فيها قتل العرب على الحرائق، معتمداً في فتواه بصورة مباشرة على التحريض العنصري الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

لكن الملاحظ أن نتنياهو سارع إلى «تدويل» الحريق في بدايته، وطلب المساعدة من عدة دول. فهل قصد إثارة فرقعة دولية لاتهام من يسميهم «الإرهابيين الفلسطينيين»، توطئة لتوسيع المستوطنات ودفن حل الدولتين المتوقع في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب؟!

اتصلت بأحد معارفي الذي يسكن في قرية بيت لقيا، خلف جدار الفصل. فقال مستنتجاً أن «أحداً ما ألقى بسيجارة من سيارة عابرة». من أعرفه هو في الأصل من قرية بيت نوفا، التي طرد الجيش الإسرائيلي سكانها وسكان القرى المجاورة ـ يالووعمواس ـ فور احتلالها في 1967. بيت حورون بنيت على أراضٍ بين نوفا، وعلى خرائب يالووعمواس هيأ صندوق كيرن كييمت لإسرائيل حديقة كندا.

وهي تسمى هكذا على شرف يهود كنديين تبرعوا لها من مالهم. «والنار غير مقصودة برأيك»، سألت. ففهم أني أقصد الشبهات بأن يكون فلسطينيون هم من أشعلوا النار. «أولاً، لا يسمح لأي فلسطيني على الإطلاق بالوصول إلى منطقة هناك، باستثناء العمال في المستوطنة، والذين يحتاجون إلى أجورهم.

وثانياً، هذه أشجارنا هناك، أمواتنا المدفونون هناك في المقابر، آبار المياه التي حفرها أجدادنا. نحن سنعود إلى هناك، فلماذا ندمرها؟».

ليس صدفة أن تستهدف الحرائق، المناطق التي حددها مجلس المستوطنات القومى التابع للحكومة الإسرائيلية، والذي وضع خطة لبناء العشرات من المستوطنات حتى عام 2020، بهدف ضم المناطق الاستراتيجية التي تقع خارج البؤر الاستيطانية في القدس المحتلة.

الحقيقة أن الهدف من إشعال الحرائق، هو بناء مستوطنات جديدة في الأماكن التي تعرضت للحرائق، خاصة أن هذه الحرائق التي ربما تعمدت حكومة نتنياهو إشعالها بنفسها، جاءت بعد فوز ترامب الذي وعد بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وكذلك إطلاق يدها في ما يتعلق ببناء المستوطنات، بمعنى أن ما يتم هو سياسة «الأرض المحروقة». يدلل على ذلك، أن القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، نشرت تقريراً، أكدت فيه أن عدداً من أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف، وكذلك عدد من وزراء الحكومة، طالبوا نتنياهو بالسماح ببناء مستوطنات جديدة في القدس، وذلك بعد يومين من فوز «ترامب» في الانتخابات الأميركية.

الافتراضات حول سبب الحرائق التي استمرت ستة أيام، تبقى في علم الغيب، وفي علم التطرف الصهيوني، الذي أحرق عائلة الدوابشة ومحمد أبو خضير في الخليل!!

 

Email