الإخوان.. بين سقوط مهين وإرهاب يتهاوى!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن يوم 11/11 درساً لعصابة الإخوان، فهي قد انتهت عند شعب مصر منذ أن أسقطها هذا السقوط المهين في 30 يونيو الذي خرجت فيه عشرات الملايين في أنحاء مصر تشيع هذه الجماعة الخائنة إلى مثواها الأخير، بعد عام واحد من حكم أثبت أنها مستعدة لأن تبيع كل شيء حتى أرض الوطن الذي لا تعرف قيمته، من أجل بقاء مستحيل في حكم مصر. بكل تاريخها وعراقتها ووعي شعبها ووطنية جيشها.

الدرس الحقيقي كان لهذه القوى الإقليمية والدولية التي ما زالت تتوهم أن لعصابة الإخوان دوراً يمكن أن تلعبه في مصر، والتي ما زالت لا تبتلع الهزيمة التي أصابت مخططاتها في المنطقة بعد سقوط الحكم الإخواني الفاشي في مصر.

جربت هذه القوى كل أسلحتها ضد مصر، ولم تتعلم شيئاً من هزائمها المتكررة، جربت الإرهاب الذي تم زرعه بعناية شديدة أثناء حكم الإخوان في سيناء، والذي تلقى الضربات الساحقة من جيش مصر الوطني الذي دفع الثمن من دماء أبنائه، لكنه أفشل مخطط إيجاد موقع لقدم لإرهاب منحط يستوطن سيناء، وجربت هذه القوى الحصار الاقتصادي، وصمدت مصر بمساعدة أشقائها في الخليج.

وفي مقدمتهم دولة الإمارات، وتضاعفت الضغوط مع خلق الأزمة تلو الأزمة أمام الحكم في مصر، حتى تصبح القرارات الصعبة المطلوبة للإصلاح الاقتصادي أكثر صعوبة، مع هذا التآمر الذي لم يتوقف من جماعة الإخوان، ومن أنصارهم، ومن القوى الداعمة لهم.

وجربت هذه القوى -وما زالت- الحملات الإعلامية التي اقترفت الكذب، وتحولت إلى تحريض مكشوف ضد مصر، كما رأينا في الأسابيع الأخيرة، وبعض الصحف الأجنبية تشارك القنوات التلفزيونية الإخوانية.. في التبشير بثورة مزعومة ستراها مصر في اليوم الذي حددته عصابة الإخوان أو بالأصح من تعمل لحسابهم، وهو يوم 11/11 الموهوم!

ولم يكن تحديد الموعد عبثاً. كانوا يربطونه بموعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية. ويريدون أن يقولوا للرئيس الجديد (أو الرئيسة كما كانوا يتوقعون) أنهم مازالوا مؤثرين في مصر، وموجودون في حياتها السياسية.

وليس فقط على أرصفة مجلس العموم البريطاني أو الكونغرس الأميركي، ولا في كواليس أجهزة المخابرات الأجنبية التي تستخدمهم في ضرب استقرار المنطقة، ولا على شاشات قنوات تلفزيونية لا تمت للعروبة بصلة، حتى لو صدر صوتها بالعربية.

لكنها تنطق باسم الإخوان وتعتز بزيارات الأصدقاء الإسرائيليين، ولا تجد فارقاً في التحالف مع الطرفين.. وربما مع أطراف أخرى تستكمل الدور في ضرب استقرار المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج المستهدف دائماً في أمنه واستقراره.. وفي عروبته!

تحملت مصر الكثير، لكنها تعودت على ذلك. ولهذا كنت موقناً منذ اللحظة الأولى لإطلاق دعوة 11/11 المشبوهة، أنها مجرد فقاعة في هواء فاسد، لا يمكن أن تجد أي صدى لدى شعب مصر.

وكانت المفاجأة حين لجأت الحكومة إلى إصدار قرارات تحرير أسعار العملات وما صاحبه من تخفيض رسمي لسعر الجنيه المصري، ثم قرار الرفع الجزئي لدعم الوقود في نفس اليوم، وقبل أسبوع واحد من موعد 11/11.

وتصور الإخوان أن هذه فرصتهم وأن ما صاحب هذه القرارات من أعباء جديدة على المواطن ومن ارتفاع في الأسعار، يهيئ لهم الفرصة للتحريض واستغلال مشاعر الضيق من آثار القرارات الاقتصادية الجديدة.

ثم جاء 11/11 ليسجل الفشل الكامل للمحاولة الإخوانية، ومر اليوم بهدوء كامل، ليؤكد من جديد أن حكم الشعب في 30 يونيو كان حكماً نهائياً بسقوط هذه الجماعة الإرهابية، وأنها لا يمكن -بحال من الأحوال- أن تكون يوماً من الأيام حلاً مطروحاً أمام المصريين، بعدما ارتكبته من جرائم، وبعدما نشرت من دمار وتخريب.

وبعد أن كان حصادها الوحيد هو هذا الإرهاب المنحط الذي يختفي وراء لافتات متعددة، لكن أي مصري يعرف أنه إرهاب إخواني، وأن الأصل فيه هو حسن البنا وسيد قطب ومن تبعهما حتى اليوم من تجار الدين ومحترفي الإرهاب باسم الإسلام البريء من كل ما يفعلون.

سقط الإخوان مرة أخرى في 11/11 وكان سقوطهم مروعاً لأنصارهم ومن يدعمونهم من القوى الخارجية التي لا تريد خيراً لمصر أو للعرب.

وكان أقسى ما في السقوط الأخير للإخوان أنه جاء في ظروف اقتصادية صعبة تمر بها مصر، وظن الإخوان أنهم قادرون على استغلالها للتحريض ضد النظام، لكن شعب مصر أثبت وعيه الكامل وتمسكه بالدولة العربية الأكبر في صمودها وسط العواصف التي تجتاح المنطقة.

ولا شك أن القرارات الاقتصادية الأخيرة قد مست قطاعاً كبيراً من المواطنين، وأن الظروف الاقتصادية الصعبة تترك آثارها على الجميع. لكن شعب مصر -بتجربته التاريخية الواسعة- يستوعب الظروف ويتحمل الأعباء.

ولعل السقوط الأخير للإخوان، والوقفة الرائعة لشعب مصر، والظروف التي تمر بها مصر والمنطقة تفرض جميعاً عدة أمور أولها وأهمها أن الحفاظ على الجبهة الداخلية هو الأساس، وأن استعادة وحدة كل القوى أمر مهم لمواجهة الظروف، وأنه من الضروري إدراك أن الإخوان وباقي الجماعات الإرهابية سوف يدفعها اليأس لأي أعمال إجرامية تحاول بها إثبات وجودها.

لن تتوقف المؤامرات على مصر والعرب، لكن ما حدث في 11/11 يؤكد أن ما قامت به مصر «شعباً وجيشاً ومؤسسات» في 30 يونيو كان نقطة تحول أنهت سلطة الإخوان، وشقت الطريق لحرب حقيقية ضد الإرهاب نهايتها الحتمية هي سقوط كل جماعات الإرهاب الإخواني والداعشي، وكل من يدعمونه من قوى الخارج أو من العصابات الحاكمة في بعض القوى الإقليمية التي تدعي أن أعلامها رفعت في أربع عواصم عربية.. غير مدركة أنه -مهما حدث- فالعروبة لا تقبل إلا أعلامها العربية.

Email