المرشحون الرئاسيون وناخبوهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما عارضت المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون الحرب الفيتنامية في فترة شبابها، إلا أن مرجعيتها يجب أن تكون بمثابة وقفة جادة للناخبين، الذين يسعون لتجنب وقوع حرب فيتنامية جديدة. أما المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب فيريد أن تخرج بلاده من الشرق الأوسط، وذلك للسبب ذاته، الذي أراد جون كيندي إخراج أميركا من فيتنام، فعلى المدى البعيد، يعتبر التدخل العسكري قضية خاسرة.

وبحسب مذكرات وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت ماكنمارا، التي تحمل عنوان: «العودة إلى الماضي: المأساة والدروس المستقاة من فيتنام»، قرر الرئيس كيندي في الثاني من أكتوبر عام 1963، أي قبل شهر من اغتياله، البدء بسحب القوات الأميركية من فيتنام، بيد أنه قد تم دفن استراتيجية كيندي للخروج من هناك معه.

وقال كيندي للمذيع والتر كرونكايت في الثاني من سبتمبر عام 1963: «لا أعتقد أنه يمكن الانتصار في الحرب ما لم يتم بذل جهود أكبر من قبل الحكومة، وذلك للفوز بالدعم الشعبي»، مضيفاً: «وبحسب تحليلنا الأخير، فإن هذه الحرب هي حرب الفيتناميين، الذين يتوجب عليهم الفوز بها، أو خسارتها».

وفي سوريا هذه الأيام، ليس هناك الكثير من المقاتلين الراغبين بتحدي تنظيم «داعش»، إذ تدفق معظمهم لأوروبا، والفضل في ذلك يعود لنوع من سياسات الهجرة المتساهلة، التي تفضلها كل من كلينتون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

لقد ألقى دونالد ترامب مسؤولية وجود تنظيم «داعش» على عاتق كلينتون، وذلك خلال المناظرة الرئاسية النهائية، أخيراً.

هل تعتبر كلينتون صقر حرب؟ هذا سؤال مهم. وهل يعد خليفة كينيدي، ليندون جونسون، أحد صقور الحرب؟

حسناً، لم يكن ينظر لجونسون كونه أحد الصقور، على نطاق واسع، ومع ذلك ظلت الحرب في فيتنام مستعرة عند مغادرته البيت الأبيض عام 1969. تقرع هيلاري كلينتون طبول الحرب، على نحو فعال، من خلال إلقاء اللوم على روسيا (القوة الحقيقية، التي تدعم نظام الأسد في سوريا)، وذلك بالنسبة إلى سلسلة من التسريبات الإلكترونية المخزية. وخلال المناظرة الأخيرة، أبدت كلينتون انزعاجها عند ردها على سؤال وجهه المذيع كريس والاس، يتعلق بتسريبات ويكيليكس، وذلك أنه في خطابها لأحد بنوك البرازيل، قد قالت: «حلمي هو سوق مشتركة في النصف الغربي من الكرة الأرضية، مع التجارة الحرة، وحدود مفتوحة».

«من الواضح جداً أنك تقتبس عن «ويكيليكس»، والأمر المهم حقاً بشأن الأخيرة أن الحكومة الروسية شاركت في التجسس على الأميركيين. لقد اخترقوا المواقع الأميركية، وحسابات الأميركيين الخاصة، وحسابات المؤسسات، ومن ثم قدموا تلك البيانات لـ«ويكيليكس» لعرضها على شبكة الإنترنت».

لقد استغرق الأمر أكثر من 40 عاماً للتأكيد على أن جزءاً من الأحداث المتعلقة بخليج تونكين كانت ملفقة، لذلك هل أنت مستعد للانتظار 40 عاماً أخرى لمعرفة ما إذا كانت الأمور، التي قيلت خلال فترة رئاسة كلينتون كانت تهدف لحشد الدعم الشعبي تبعاً لعمل عسكري مطول؟

وانتهت الحرب الفيتنامية ولا يزال الحزب الشيوعي يحكم، إلا أن العالم لم يترك لفيتنام خياراً آخر سوى المشاركة في سوق رأسمالي عالمي، لأن لا وجود للاتحاد السوفييتي بعد الآن، كما أن روسيا لم تعد شيوعية. أصبحت فيتنام مركزاً لصناعة التقنيات الاستهلاكية، وتعد كل من أميركا والصين من الشركاء المستوردين والمصدرين.

هذا نوع من النتائج الذي قد نشهده بشكل أكبر، من صانع صفقات تجارية كترامب، أثناء تسلمه زمام السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بدلاً من شخص لديه دافع لإطالة أمد نزاع مكلف، وليس له داع.

Email