كيف تعبر عن حبك للإمارات؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

مبادرة وطنية متميزة أطلقها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بعنوان «عبر عن حبك للإمارات»، لاقت تفاعلاً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ولامست مكنون الصدور العامرة بحب الإمارات، فتغنى عشاقها بكلمات الولاء والوفاء والثناء والدعاء، وهذه شذرات من وحي هذه المبادرة أحببت أن أشارك بها، ابتدأتها بالسؤال التالي: كيف تعبر عن حبك للإمارات؟ وتركت قلمي يسبح في بحر الجواب، ليلتقط من جواهره القليل من الكثير، فحقُّ الإمارات كبير لا يفي المقال بتعداده.

نعبر عن حبنا لإماراتنا الغالية بالمشاعر الصادقة، والعواطف الخافقة، والأحاسيس العابقة، فحب الإمارات ينبض في قلوبنا، ويجري في عروقنا، ويسري في أرواحنا، نتنفس حبها، ونتعطر بعشقها، ومحبة الوطن فطرة راسخة غرسها الله في الإنسان، وترددت على ألسنة الحكماء والأدباء والبلغاء والشعراء في مختلف الأزمان، قال بعضهم في ذكر الوطن: بلدةٌ هي عشُّك، وبها منزلك وعيشُك، بلدٌ لا تؤثر عليه أبداً، ولا تصبر عنه أبداً، عشُّك الذي فيه درجت، ومنه خرجت، مقطع سُرَّتك، ومجمع أسرتك، بلد أنشأَتك تربتُه، وغذَّاك هواؤه، وربَّاك نسيمه، وقال بعضهم في غربته: إذا تذكرتُ وطني خنقتني العَبرة، واستولت عليَّ الزَّفرة، وأنشد بعضهم قائلاً:

جسمي معي غير أنَّ الروحَ عندكُمُ.. فالجسمُ في غربةٍ والروحُ في وطنِ

نعبر عن حبنا لوطننا بتجديد العهد والولاء لقيادتنا الحكيمة، والالتفاف حولها في المنشط والمكره، والوقوف معها في السراء والضراء، وتلبية ندائها في العسر واليسر، والالتزام بتوجيهاتها، والتفاعل مع مبادراتها، والوفاء للآباء المؤسسين، وذكر مآثرهم، والدعاء لهم بالرحمة والرضوان، وأعلى درجات الجنان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلُّون عليكم وتصلُّون عليهم»، وقال عليه الصلاة والسلام: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك».

نعبر عن حبنا لوطننا الغالي بالدفاع عن ترابه، والذود عن حياضه، وحماية حدوده، واسترخاص الروح من أجله، ونُشيد هنا بقواتنا المسلحة الأبية، فهم تاج فخر، وشامة عز، وهم سندنا وذخرنا، فهم درع الوطن المتين، وحصنه المنيع، ونوجه تحية إجلال وإكبار إلى جنودنا البواسل في قوات التحالف العربي لنصرة اليمن الشقيق، ونسأل الله الرحمة والرضوان لشهدائنا الأبرار، كما نشيد بحراس الوطن في المؤسسات الشرطية والأمنية، فهم العيون الساهرة من أجل أمننا واستقرارنا، ويعبر أبناؤنا عن حبهم بالتسابق للالتحاق بالخدمة الوطنية، واستثمارها أحسن استثمار، ليكونوا خير جند لوطنهم المعطاء، فالشباب هم زهرة الأوطان، وعُدة الحاضر والمستقبل، وبهم ينهض الوطن ويرتقي، والدفاع عن الوطن متعدد الجوانب، فالجندي في ساحات الأبطال، والإعلامي بالتصدي لأباطيل كل مفتر دجال، والكاتب بقلمه السيال، والعالم والواعظ والخطيب بجواهر الخطب والأقوال، والشاعر والبليغ بالشعر وروائع الأمثال، ويساهم الجميع في مكافحة الإشاعات المغرضة، والتصدي للأفكار المحرضة، فتتكاتف الجهود جميعاً في حماية الوطن من سهام الحاقدين، ويد الله مع الجماعة، والله يحب المتعاونين المتكاتفين.

نعبر عن حبنا لوطننا المعطاء بالمحافظة على هويته، والتمسك بقيمه ومبادئه وأصالته، وترسيخ سماحته، وتعزيز ثقافته، والتحلي بوسطيته، والتجمل بالخلق الحميد، والسلوك الرشيد، فالأخلاق خير زينة، ولباس التقوى ذلك خير، لنكون بذلك خير سفراء لوطننا أينما كنا، فلا يأخذ الزائر والمقيم عن وطننا إذا تعامل معنا إلا أفضل انطباع، فإذا رجع إلى وطنه ذكر عن وطننا كل جميل، وإذا سافرنا إلى مكان عبَّرنا عن حبنا لوطننا في سلوكنا وتعاملنا، فنرسم عنه في المجتمعات أجمل التصورات، ونلتزم التعامل الراقي في مختلف المواقف والحالات، فمكارم الأخلاق من أبرز محاسن الإسلام، وقد بُعث نبينا عليه الصلاة والسلام لإتمامها، وأمر بالتزامها، ووعد على ذلك بأرفع الدرجات، وتحرص دولتنا على تعزيز التربية الأخلاقية، لكبير أثرها، وعظيم ثمرها.

ويعبر الموظف عن حبه لوطنه بحسن أداء وظيفته، وتنمية مواهبه للارتقاء الدائم في عمله، والموظف إذا عمل فأتقن نال محبة الرحمن، والطالب يعبر عن حبه بالتعلم والمذاكرة، والاجتهاد والمثابرة، لينال أعلى الدرجات، فيحقق لدولته الإنجازات، ويرفع اسمها عالياً في المحافل والمناسبات، وهكذا المعلم والمهندس والطبيب وغيرهم، يعبرون عن حبهم بالعطاء المتجدد، متحلين جميعاً بحس المسؤولية، وروح الأمانة، وشعارهم: عقول تبدع، وسواعد تعمل، وهمم تتألق، من أجل رفعة الوطن وازدهاره، وتعبر الأسرة عن حبها بالتكاتف فيما بينها، وبناء الأجيال الواعدة، وغرس حب الوطن وقيم الولاء في الأبناء، ليترعرعوا عليها فينشؤوا صالحين مصلحين.

كما نعبر عن حبنا لدولتنا الإمارات بتعداد منجزاتها، والافتخار بنجاحاتها، والمحافظة على مكتسباتها، فالإمارات دولة فتية شامخة أبية، هي أرض الإنجاز، وصانعة النجاح بامتياز، أسستها قلوب جمعتها الوحدة والتلاحم، وأرواح ظللها التكاتف والتراحم، وغدت تاج فخر أهلها، وأينعت فيها حدائق السعادة، وارتفعت فيها صروح الريادة، وجرت فيها جداول التسامح، وفاح فيها عبير التعايش، وأضحت واحة الأمان، ومنبر الوسطية والإيمان، ومنارة التسامح والإحسان، وأرض البطولة والشجعان، وأطلقت منذ يومها الأول عجلة النماء والتطور، فدارت سريعاً، وأنجزت كثيراً، وهي حبلى بكل جديد، لتغدو الإمارات أنموذجاً رائداً في النهضة والبناء والشموخ، حفظ الله دولتنا، ووفق قادتنا، وأدام علينا الخير والازدهار بفضله وكرمه.

Email