الإمارات .. لا تنسى الأشقاء السوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلاقاً من التوجيهات السامية لقيادة دولة الإمارات الرشيدة، وحرصها الدائم نحو ترسيخ قيمها الإنسانية الأخلاقية من أجل تعزيز مبادراتها التنموية تجاه اللاجئين على وجه العموم، وتتويجاً للدور الإنساني المشرف، الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين.

وبشكل استثنائي، استقبلت أراضي الدولة منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011- 101 ألف و364 مواطناً سورياً من كل أطياف المجتمع السوري وطوائفه، ومنحتهم تصاريح للإقامة في أرضها، ليرتفع بذلك إجمالي عدد السوريين المقيمين في الدولة إلى 242 ألفاً و324 سورياً منها للظروف الحالية الصعبة، التي تعصف ببلادهم جراء القصف والدمار المأساوي، وقد أظهرت حكومة دولة الإمارات تعاضداً كبيراً، عبر السماح لعشرات الآلاف من السوريين الذين انتهت إقامتهم أو وثائق سفرهم بتعديل أوضاعهم، ما يمكنهم من البقاء في الدولة.

حيث تنعم العائلات السورية المتواجدة في الدولة بحياة طبيعية رغدة آمنة، وتعد الإمارات إحدى أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية للاجئين السوريين داخل سوريا والدول المحيطة، إذ وصل إجمالي المساعدات الإماراتية المتراكمة، منذ بداية الصراع في سوريا إلى أكثر من (4 مليارات درهم إماراتي نحو 1.1 مليار دولار)، ولقد شملت هذه المساعدات 581.5 مليون دولار أميركي، مساعدات إنسانية، استفاد منها اللاجئون والمشردون في دول الجوار السوري «كالعراق ولبنان.. والأردن» بشكل مباشر.

خير شاهد على ذلك مخيم«مريجيب الفهود في الأردن»، الذي افتتح في مارس 2013، ويضم 10 آلاف لاجئ إلى جانب توفير المأوى والغذاء والماء والخدمات الأساسية الأخرى، وتتعاون دولة الإمارات أيضاً مع حكومات المملكة المتحدة، والنرويج لتوفير التعليم والتدريب وتأهيل الأطفال اللاجئين لاستكمال تعليمهم، حيث أنفقت دولة الإمارات حتى الآن 53.3 مليون دولار أميركي إضافية على المخيم وتكاليفه اليومية.

وافتتحت دولة الإمارات في أغسطس 2012 المستشفى الإماراتي- الأردني الميداني في المفرق على بعد 80 كيلو متراً شمال العاصمة عمان وعلى مقربة من الحدود السورية، وتم إنشاء هذا المستشفى بالتعاون مع الحكومة الأردنية ومستشفيات دار السلام وعاقلة، ويحتوي على 12 وحدة و22 سريراً إضافة إلى مرافق تشمل غرفتين للعمليات وقسماً خاصاً للأطفال وأمراض القلب ومختبراً ووحدة الصيدلة، ويضم المستشفى 56 موظفاً، بما في ذلك الأطباء والممرضات وغيرهم من الموظفين الطبيين والموظفين الإداريين وموظفي الخدمات اللوجستية. وقدم عدد من المتطوعين من دولة الإمارات خدماتهم للمستشفى، الذي قام بتوفير العلاج لـ 482 ألفاً و801 حالة حتى أغسطس 2015.

ولقد تحركت جهود هيئة الهلال الأحمر خلال الفترة الماضية تجاه اليونان لرعاية اللاجئين وحمايتهم من تداعيات اللجوء الصعبة، وتوجهت وفودها إلى هناك، وعقدت سلسلة من الاجتماعات التنسيقية مع الجهات المختصة، ودرست أوضاع اللاجئين على الطبيعة.

وأسفرت تلك الزيارات عن اكتمال الترتيبات لإنشاء المخيم، الذي يتكون من مئات الوحدات السكنية المؤقتة والمجهزة بأحدث وسائل الراحة، إلى جانب عيادة تضم عدداً من الأقسام، لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للاجئين، إضافة إلى ملاعب للأطفال، ومناطق الترفيه والترويح عن اللاجئين وأسرهم.

ولقد تم منذ أيام في العاصمة أثينا، توقيع اتفاقية تعاون بين هيئة الهلال الأحمر، وجمعية الصليب الأحمر اليونانية، للبدء في الخطوات العملية لإنشاء المخيم، وحددت بنود الاتفاقية، أطر التعاون بين الجانين في هذا الصدد، والتزامات كل طرف لإنجاز المخيم، الذي من شأنه أن يخفف من معاناة اللاجئين العالقين في اليونان، ويعمل على توفير احتياجاتهم في المأوى والغذاء والصحة والخدمات الضرورية الأخرى.

ووقع الاتفاقية من جانب الهلال الأحمر الأمين العام رئيس وفد الهيئة إلى اليونان د. محمد عتيق الفلاحي، فيما وقعها من الجانب اليوناني رئيس جمعية الصليب الأحمر د. أنطونيوس أفقرينوس، وشرعت الهيئة في إجراء الترتيبات اللازمة لإنشاء المخيم الذي سيقام في مدينة لاريسا على بعد 360 كيلو متراً شرقي العاصمة أثينا، وسيستوعب في مرحلته الأولى 2000 لاجئ) بالسرعة التي تتطلبها ظروف اللاجئين الحالية.

إن مبادرة الإمارات بإنشاء مخيم اليونان تعتبر خطوة متقدمة، ونقلة نوعية في جهود الدولة لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين المتفاقمة، وتعزيزاً للجهود التي تبذلها اليونان لتوفير ظروف حياة أفضل لعشرات الآلاف من الذين تقطعت بهم السبل، ووصلوا إليها في ظروف إنسانية قاسية، وإن قضية اللاجئين تمثل تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي، وخاصة دول العبور إلى أوروبا، والتي تقف اليونان في مقدمتها، لذلك قصدها الآلاف، بعد أن واجهوا مخاطر عديدة في سبيل الوصول إليها.

كما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، استقبالها 15 ألف لاجئ سوري على مدى السنوات الخمس المقبلة مشاركة منها في تحمل المسؤوليات المتعلقة بمواجهة أزمة اللاجئين السوريين، في حين عبر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة الهلال الأحمر، أن الإمارات ستظل الدرع الواقية للاجئين من تداعيات اللجوء القاسية، والحصن المنيع للحد من معاناتهم المتفاقمة، والسند القوي لصون كرامتهم الإنسانية.

ختاماً.. تحية للجهود الإنسانية الأخلاقية الجبارة، التي يبذلها القائمون على تنفيذ مبادرات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وعلى رأسهم رئيسها سمو الشيخ حمدان بن زايد.

 

Email