أقول لكم

كذبة مخادعون

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن يجف حبر مقالات الأسبوع الماضي وقع حدث أكد كل ما كتبته، فالمؤشرات كانت واضحة حول سياسة «التلون وتغيير الجلد» الإخواني، والمتبوع بالإرهاب الآخر، واستشهدت بما فعل الغنوشي في تونس، وما قاله البروفيسور الكويتي، وختمت بمقال يوم الخميس «إرهابيون وليسوا دعاة»، وكنت أقصد تلك التنظيمات التي تتلحف بأغطية الدعوة والتبليغ تارة، والعمل السياسي تارة أخرى، متحينة الفرصة المناسبة للدخول في نفق الإرهاب.

مساء الخميس شهدنا مسرحية إرهابية متطرفة وساذجة، لم يجد الظواهري والجولاني إخراجها، ومع ذلك كانت اعترافاً صريحاً منهما بأن زمن التلون قد حان، وأن مرحلة تغيير جلد الأفاعي قد آن أوانها، هكذا قالا، وهذا ما فعلاه، الظواهري ومساعده يبثان تسجيلاً صوتياً باسم القاعدة، يسمحان فيه لجبهة النصرة السورية الإرهابية المدرجة في أغلب القوائم السوداء بفك ارتباطها التنظيمي عن «القاعدة»، وذلك لزوم الحفاظ على وجودها في سوريا، وتحسين صورتها لدى الشعب وقبولها من المجتمع الدولي، وبعد عدة ساعات يظهر «الجولاني» قائد النصرة، وفي تسجيل مرئي ومسموع يعلن فك الارتباط، مع تغيير اسم جبهته لتتحول إلى «فتح الشام»، هكذا، فك وخلع ومسح كل البقع الملتصقة بجبهته، وزادنا بقطع علاقاته الخارجية، وما كان ينقصه إلا بعض «الديتول» يغسل به يديه علها تنظف الدماء العالقة بها.

قلت لكم إنها مسرحية ساذجة، ربما وضع لها السيناريو واحد من أتباع تنظيم الأغبياء المسمى بالإخوان المسلمين، أولئك الذين كانوا حتى فترة قريبة ينكرون علاقة النصرة بالقاعدة، فتفتق ذهنهم عن حركة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها صبيانية، تماماً كما قال «البروفيسور» المكتشف بعد أن قارب السبعين من عمره إنه كان تحت تأثير عنفوان الشباب يوم حارب الدول المستقرة وشارك في تدمير بعضها عبر التحريض وشحن الشباب.

الجولاني غير جلده ولم يغير فكره، ولم ينزع الإرهاب من قلبه، ومع ذلك صفق له الإخوان!!

Email