الإمارات السند القوي للسعودية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المدينة حرم ما بين عير إلى ثور. من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» متفق عليه.. وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً عن المدينة المنورة: «ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله ذوب الملح في الماء» رواه مسلم... ألم يطلع ويستوعب المجرمون السفاحون الضالون تلك النصوص الدينية وما تعنيه؟!

لقد دانت واستنكرت العديد من دول العالم والمنظمات الدولية الإسلامية والعالمية وقيادات وشعوب الدول. ورجال الدين والعلماء والمفكرين في كافة أنحاء العالم بشدة التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها المدينة المنورة والقطيف وجدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.. هذا الأمر وكأننا نعيش في زمن صدق بنبوة الرسول الكريم عندما قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة»، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» لقد أصبح بعض المسلمين شيعا وفرقا وطوائف، يطلبون الشهادة في قتل أنفسهم، جعلوا من الدين الذي يدعو إلى السلام والمودة والتراحم والحياة الكريمة، دينا يحرض على القتل والتفجير والكراهية وصار الإسلام تحت راياتهم دينا عنيفا دمويا، لا يعرف لينا ولا رحمة ولا يأبى.

لقدسية المكان (كمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم) وتوقيت الزمان وهو ختام شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران الشهر الفضيل المبارك الذي انزل فيه القرآن، تلك الفئة الضالة التي تتستر بعباءة الإسلام وهو منها براء ليوم الدين.

هؤلاء هم من ضلوا عن دين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وصاروا شيعا وأحزابا وفرقا، فذهبوا يستحلون دماء بني دينهم، تحت دعاوى الخروج من الملة وغيرها من الادعاءات التكفيرية التي ابتليت الأمة الإسلامية بها.

وما هم إلا جماعات ضالة تكفيرية دموية كـجماعة التكفير والهجرة وإخوان الشيطان وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر. وما فعلوا وارتكبوا من جرائم وقتل وإرهاب في مصر، وحزب الشيطان الذي تمول إرهابه إيران باعتراف زعيمه غراب الشر والخراب «نصر الشيطان» لإرهاب دول الخليج العربي وبث الفتن الطائفية والخراب من تفجير وعنف.. وداعش السفاحة العظمى زعيمة الإرهاب والإجرام العالمي والتي صارت صداعا في رؤوس دول كثيرة عربية وأجنبية، لقد أشاعت تلك الفرق والأحزاب الشيطانية القتل والتدمير والتفجيرات، تحت راية «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» وما هم إلا جماعات تحريضية شيطانية تخريبية.

هدفها إثارة الفتن والنعرات الطائفية المدمرة، وتلك الرايات والألوية التي يمارسون الجرائم والإرهاب تحت مسمياتها. ويرفعونها عاليا عندما تسيل دماء المسلمين الأبرياء. لو أنطقها الله لرمتهم بكل قبيح وتبرأت من جرائمهم النكراء الخسيسة القذرة، إن الإرهاب في المملكة العربية السعودية ليس بوليد الصدفة. وإنما يعود تاريخه لعقود مضت... وما حدث من إرهاب في نهاية الشهر الفضيل وفي موسم عمرة العشر الأواخر من رمضان، وخاصة في المدينة المنورة وبالقرب من قبر «سيد الخلق والأنام» محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يعود بالذاكرة لصفحات التاريخ التي ما زالت تشهد بالمذبحة التي نصبها عام 370هـ «القرامطة» أجداد الخميني، ونحروا خلالها 30 ألف حاج ودفنوا جثثهم بزمزم قبل أن يسرقوا الحجر الأسود.

منذ ان أعلنت المملكة نيتها ومبادرتها الكبرى إقامة جيش إسلامي لمكافحة الإرهاب وهي تواجه بشدة وتتصدى في آن واحد للتآمرات والتحريضات والتهديدات. وتواجه الإرهاب بكل عزيمة وإصرار وذلك بقبضة رجال أمنها الأوفياء الشجعان. وبلحمة وتآزر وتكاتف شعبها مع ملكهم سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وأولياء عهده الكرام.

وفي دولة الإمارات.. أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كانت وستبقى السند القوي للمملكة العربية السعودية في محاربة المفسدين في الأرض الذين بغوا وتجبروا واعتدوا على حرمة الله في المسجد النبوي الشريف وفي شهر رمضان الكريم، وأكد سموه وقوف دولة الإمارات إلى جانب المملكة في تصديها ومحاربتها للإرهاب وأفكاره الإجرامية، ومساندة جهودها في مكافحة التطرّف والعنف.

كما أكّد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أنّ الوقت حان من أجل أن يعمل الجميع لحفظ الدين الإسلامي الحنيف، ونزع صفة الإسلام من الشرذمة المجرمة القاتلة، مُشدداً على ضرورة محاسبة المحرضين الذين استرخصوا دماء البشر، وأجازوا العمليات الانتحارية.

إن ما حدث من إرهاب خسيس وجبان في خواتم الشهر الفضيل وفي مدينة سيد الخلق والأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ترك تأثيرا وانفعالا غاضبا لدى كافة شعوب العالم الإسلامي ضد الحدث ومنفذيه المجرمين ومن يقف خلفهم. الأمر الذي أدى بدوره لإعلان التعاطف والتضامن والوقوف صفا واحدا بجانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ومناصرتها ضد ما تتعرض له من إرهاب خسيس يهدف لزعزعة أمنها واستقرارها.

حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين. قيادة وشعبا من كل مكروه وسوء. ورد الله عنها كيد أعدائها في نحورهم مهزومين ليوم الدين.. آمين.

Email