أقول لكم

جماعة «نحن هنا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن الذي أطلق التغريدة الأولى حول مجلس التعاون رجل عاطل عن العمل، كان ذات يوم عضواً في مجلس استشاري أو نيابي بالتعيين في إحدى الدول، وتم تحويله إلى «الاستيداع»، ويعيش منزوياً لولا هذا الاختراع المسمى «تويتر»، هو نافذته إلى العالم، مثله مثل كثيرين لم يفلحوا عندما استعين بهم، ولن يفلحوا وهم في غياهب النسيان، لكنهم لم ييأسوا، يحاولون أن يقولوا لنا «نحن هنا»، وهم كثر، وما هذا الواحد إلا نموذج حي لتلك العينة، وقد ذكرني بفيلسوف المناسبات، ذلك المنظر الذي يختفي دهراً، وإذا ظهر نطق سماً!!

وبالعودة إلى موضوعنا، والطرح الذي تفتق عنه ذهن مريض، ودعوته لإجراء استفتاء شعبي بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي حول مدى تحقيق المجلس لأهدافه، فبريطانيا كما قال ليست أحسن منا، وفتحت النار، قذائف من العيار الثقيل أطلقت عبر تغريدات من العينة نفسها، من الذين تعجبهم لعبة الأطفال التي بين أيديهم، فلا يراعون أدباً، ولا يلتزمون بأخلاقيات، ولا يردعهم دين، ويخوضون دون علم أو دراية أو فهم في ما لا يعرفون، ويظهر خلفهم الجاهلون، ويبدأ الغمز واللمز والتطاول على دول المجلس التي ينتمي إليها هذا وذاك، وتستدعي الحزازات، ولا نستبعد أهل «الشقاق»، فهم أيضاً حاضرون، ويغذون الفتنة، دسائسهم مكشوفة، بينما المهمشون الباحثون عن أدوار جديدة في مجتمعاتهم يتبعون جهلهم، جهل في الطرح، وجهل في التوقيت، وجهل في الأسلوب، وجهل في المقارنة.

نحن لا نخاف على مجلس التعاون، باستفتاء ودون استفتاء لن يخرج أحد منه، فهذا الخليج المترابطة أصوله، دمه واحد، ودينه واحد، ولسانه واحد، وتاريخه واحد، ومصيره واحد، وأي اختلاف في رأي أو موقف يستوعب بالنوايا الحسنة، فهل كان صاحب التغريدة الأولى حسن النية؟!

Email