قنوات التواصل الاجتماعي والنجاح الإداري

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدور العالم من شرقه إلى غربه حول نهج التطوير الذاتي والمجتمعي في كل ثانية، لأن الفعل الحركي الواحد أو المتكرر، يتطلب التحسين، فالأشياء واستخداماتها تنتقل إلى لوحة الماضي بعد دقائق قليلة، لأن المزاج البشري والذائقة الجمالية والاستخدام اليومي، تفرض كل جديد فرضاً مباشراً.

إن المتتبع لوسائل الإعلام اليومية بمختلف أنواعها، يرى الشيء العجيب، فالصمت والوقار والهدوء والروتين، تغيَر إلى أشياء أخرى، تتسَم بالجدَة والحركة والحداثة.

فقد أضحت وسائل الاتصال، أو بالأحرى، وسائل التواصل الاجتماعي، نوعاً جديداً من وسائل الإعلام، يغزو العقول والأنظار والأذواق والسلوكيات والثقافات، لأن الجمهور يريد ذلك، أو بالأصح، يرى أن وسائل الاتصال أو التواصل الاجتماعي، هي الأقرب والأنفع والأجدى والأفضل لنقل ما يريدونه إلى الآخر، سواء كان فرداً أو مؤسسة.

لذا، نرى أن وسائل الاتصال الاجتماعي حالياً، تعتبر قناة اتصالية فاعلة، وتحظى بقبول وذيوع بين كافة شرائح المجتمع، وتحديداً القيادات الإدارية، خاصة في الدوائر والمؤسسات الحكومية، لأن الجانب الاتصالي بين القيادات وشرائح المجتمع، ضرورية لإيصال المعرفة والمعلومة والخبر، تدعيماً لمفاهيم الحوكمة العملية المتمثلة في الشفافية والمصداقية.

لأن الجمهور الواعي، أصبح مدركاً لأهمية وسائل التواصل الاجتماعي، كونه يستخدمه الاستخدام الدائم والمستمر، وبالأحرى، يعشق هذه الوسائل، وبينه وبينها حميمية وعلاقة اجتماعية وإنسانية راسخة، تقوم على التفاعل والإيجابية والمحبة.

وبناءً على هذه المعطيات، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في عمل الدوائر والمؤسسات ركيزة كبيرة، وأصبح أغلب القادة الإداريين يقدرون أثرها ويستخدمونها في تسويق وترويج ثقافات ورسائل الهيئات التي يرأسونها، ويحاولون إعطاء الصورة المثلى من الإنجازات التي يحققونها، لأن القيادة الإدارية الحقيقية تعتمد على التأثير في الموظفين وتغيير أنماط سلوكياتهم.

باتت تلك القنوات تعرف بالإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من التطوّر والانتشار، وقد كان في بداياته مجتمعاً افتراضياً على نطاق ضيق ومحدود، ثم ما لبث أن ازداد مع الوقت، ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة، إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية، تؤثر في قرارات المتأثرين واستجاباتهم، بضغوط من القوة المتنامية التي تستخدم في تأثيرها الأنماط الشخصية للفرد، باعتبار أن المتأثر وأنماطه محور مهم في عملية التأثير، لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع المستنبطة من التجارب التي مر بها، في محاولة من أولئك المؤثرين لتغيير الآراء والمفاهيم والأفكار، والمشاعر والمواقف والسلوك.

وبما أن مواقع التواصل الاجتماعي، أسهمت في تفعيل المشاركة لتحقيق رغبات شتى لمجموعات من الناس، مرتبطة أو غير مرتبطة، وفي كل الأحوال، لها أيضاً دور في المناصرة والضغط والتفاعل والتأثير بقيادات غير منظمة..

وفي تحقيق المسؤولية المجتمعية، إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيد، فلا شك أن بإمكانها كذلك أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيذ.

لذا، لا يمكن أن نعدّها فورة إعلامية ستنتهي قريباً. بل على النقيض، أصبحت تقوم بدور في تربية النشء، وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي، وقد اهتمت المؤسسات الحكومية بوضع البرامج والأنشطة، بقصد زرع جوانب وأمور مهمة وتنميتها في شخصية المجتمع. وأمام هذه الطفرة في استخدام التواصل الاجتماعي.

وزيادة عدد المستخدمين العرب، يزداد بمعدل مليون شخص كل شهر، ومن المفارقات اللافتة، أن عدد مستخدمي »الفيس بوك« العرب، يفوق عدد قراء الصحف في العالم العربي، وقد يرى بعضهم أن رعاية الشباب، تتمثل في توفير ألوان من النشاط أو الخدمات، أو إقامة المؤسسات الرياضية والاجتماعية لشغل وقت الفراغ،

فالسلوك الإنساني عبارة عن العمليات التي تتم بين الفرد بكل مكوناته العقلية والنفسية والاجتماعية والوسط أو البيئية بكل ما فيها من ظروف ومواقف وعناصر اجتماعية وثقافية. وهو أساس التفاعل بين الأفراد والجماعات، فالمشارك يستفيد من الأنشطة والبرامج المتاحة له، ويتفاعل مع غيره من الناس، من خلال هذه الأنشطة، وبذلك يتبادل أنواعاً من السلوك الإنساني مع غيره، فيفيد ويستفيد..

ويكتسب أنواعاً من السلوك الإيجابي، ويكتسب خبرات حياتية من خلال ذلك، ويحاول أن ينمي لنفسه الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على الذات، وأمام هذا الطرح الإعلامي، هل تكتفي بعض القيادات الإدارية بفتح عناوين في سماء التواصل الافتراضي دون مشاركات أو تواصل، أم يتحركون إلى المربع الثاني، وهو التفاعل الإيجابي مع شرائح المتجمع والتقرب منه!!

 

Email