قصيدة وطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

رائعة تلك الكلمات التي قرأناها أول من أمس، رطبت قلوبنا، وطرت نفوسنا، وأشغلت عقولنا، فيها وصف يغلب الوصف، وفيها عذوبة أحلى من الشهد، تذوقتها الروح، فروت وأشبعت.

إنه سيل المشاعر الصادقة، يخرج من ذلك القلب الكبير، فيلامس الحواس مجتمعة، والرؤية الثاقبة من رجل عرفنا عنه الحكمة، وعايشنا معه أساطير القيادة، وسار بنا على درب الريادة، يستدعي التاريخ، ليسجل علامة من علامات هذا الزمان، فوق هذه الأرض وبين أهلها..

»يا كاتبْ التَّاريخْ سَجِّلْ علايمْ

مِيِّهْ علىَ مِيِّهْ لمحمَّدْ وجندهْ«

هذا محمد بن راشد الشيخ الحاكم يحكم موازين القول، ويصوغ في سلاسة عبارات تجول في خاطره، يترك لها القياد، وهو الفارس المتمكن من الكلمة كما تمكن في ميادين الفروسية، يحاكي وطنه وأبناء شعبه، يقدم لهم المقدم، حامل الراية، محمد بن زايد الشيخ القائد.

»جيدومنا ولكلْ عادي نِعِدِّهْ«

»عِضدي محمدْ دامْ عزِّهْ ومَجدهْ«

دلالات كثيرة حملتها القصيدة، فتلقفتها القلوب بمحبة، لأنها لم تخف المعاني، ولم تكبح جماح الأحاسيس، كان شاعرنا حراً في قوله ووصفه، كيف لا وهو يصف من »بالعدلْ نَهجهْ ودومْ للعدلْ قَصدهْ« أو من »جودهْ بحَرْ طامي ولا شَيْ قَدِّهْ«، وهو الذي »أسمهْ تِعَدَّىَ نايفاتْ الغمايمْ« و»مادامْ فينا ما نشوفْ الهزايمْ« و»ومادامْ فينا ما نشوفْ الظلايمْ« و»ومادامْ فينا ما نشوفْ الغرايمْ«.

ومن بعد الدلالة نقرأ رسالة تلو رسالة، هذه ليست قصيدة، إنها وثيقة وطنية، كتبها محمد بن راشد إلى محمد بن زايد، عضده وامتداد حلمه، يقدمها لنا منهاجاً نحفظه ونحافظ عليه، إنه يعرفه عن قرب، ويرى ما لا نرى فيه، فهو »جيشْ كاملْ يهزمْ جيوشْ وحدهْ« وهو »حكيمْ في حكمهْ وللحكمِ رايمْ«.

سلمت قيادة أنتم رأسها، وسلم وطن أنتم قادته.

Email