ياسمين

البرتقالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حكى لي فالح وهو من إحدى مدن شبه الجزيرة العربية، وقد بلغ ما يقارب التسعين عاماً، أنه عندما كان في العاشرة من العمر وفي الفترة التي كان يعاني فيها الإنسان من جوع يقرص، يكاد يؤدي بهم إلى التهلكة، ولا يستطيع الفرد أن ينام لانعدام الطعام، والبحث عن الفتات في كل يوم هو غاية وطموح الإنسان منذ الصباح الباكر وحتى شروق الشمس في اليوم التالي...

أنه في أحد الأيام وهو يبحث عن طعام يصلب عوده، وأثناء تفحصه للأرض عثر على وصلة صغيرة، يراها لأول مرة، قلبها عدة مرات، فوجدها طرية، واشتمها فوجد أن رائحتها مقبولة، فقرر أن يأكلها، علها تخفف من لهيب الجوع الذي وصل إلى كل خلية في جسمه، ثم استمر في المشي لمسافة فعثر على وصلة أخرى تشبهها، فكرر ما قام به في المرة الأولى وقرر أيضاً أن يأكلها..

مرت سنوات طويلة ما يقارب العشرين عاماً أو ما يزيد على ذلك، وبدأت الطفرة، وازداد الاستيراد وحركة المهاجرين من مختلف الجنسيات لم تتوقف من حينها، ودخلت على المنطقة العديد من الفواكه، حينما شاهد البرتقال تذكر الوصلة التي أكلها قبل أكثر من عشرين عاماً، فما هي إلا قشرة برتقالة، قد رماها أحد المستعمرين أثناء عبورهم بسيارات الجيب، وختم روايته بشكر الله عز وجل على نعمته وكرمه، وأن يحفظ ولاة أمرنا ويساعدهم على خدمة الناس.

Email