التلاعب بالمشاعر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتلاعب إيران بمشاعر مواطنيها، هي تؤجج نزعة الكراهية لديهم، تشحنهم بداء العداء، حتى يكسب النظام، ويجد اتباعاً ومناصرين في الحروب والنزاعات الطائفية التي يفتعلها.

قضية الحجاج ليست جديدة، هي ورقة تلعب بها إيران متى شاءت، فهذا بيت الله الحرام، يذهب إليه كل من استطاع لأداء فريضة الحج، وكذلك من أراد أن يعتمر أو يزور، وللدولة المضيفة قوانين وأنظمة ولوائح، والكل ملتزم بها، وهناك ظروف تستدعيها اعتبارات مكانية وزمانية، وهناك مسؤوليات يتحملها من بيدهم خدمة الحجيج وسلامتهم وهناك ضوابط توضع منعاً للكوارث وإزهاق الأرواح.

العالم الإسلامي كله، من شرقه إلى غربه، قبل ووافق على الإجراءات السعودية، كل الحكومات والأنظمة تراعي سلامة مواطنيها، وتعلم بأن القانون والالتزام سيحميهم، إلا إيران، فهي تستخدم شعبها وقوداً للنار التي تشعلها، نار الفتنة.

ولهذا تختلق خلافاً على أعداد الحجاج الإيرانيين، ثم تصطنع خلافاً آخر حول الالتزامات الواجبة على حملاتهم، وعلى رأسها وقت المسيرات والنداءات الخارجة على الإجماع، وتصعد من تلك الخلافات لتطيل فترة استغلالها في الدعاية الإعلامية الداخلية.

أكثر من 60 ألف إيراني راغبون في الحج هذا العام يعيشون تحت ضغط الانتظار، وأبواق إيران تلقي باللوم على السعودية، وهنا يتحقق الهدف، تشتعل القلوب حقداً، ليس من الحجاج فقط، بل من عائلاتهم ومعارفهم أيضاً، وهذا يعني مئات الألوف من العائلات.

ويعزف خطيب جمعة أو معمم في برنامج تلفزيوني على وتر «المظلومية»، إنهم يرتزقون على المظلومية منذ 14 قرناً، ومازالوا يستخدمون البسطاء لتغذية مشاريعهم السياسية، وسواء وقعوا في النهاية اتفاق الحج والزيارة أم لم يفعلوا يكون هدفهم قد تحقق، ويكون جسد المسلمين قد اتسع شرخه من تلاعبهم.

Email