أخطاء المرشحين أسوأ ما في السياسة الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر كل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب من أكثر المرشحين المكروهين الذين ترشحوا لرئاسة الولايات المتحدة. لا أعني ربما، بل أعني حقاً. وفي حال فازا في ترشيحات حزبهما فذلك سيزيد الأمر سوءاً.

وتعتبر هيلاري شخصية منتقدة بشدة على نطاق واسع. فيما يعتبر ترامب شخصاً مبتذلاً ومكروهاً بتصرفاته وتصريحاته. هيلاري السيدة الحديدية المسترجلة في السياسة الأميركية، وتتصرف بأنها تقدمية، وعلى هذا الأساس يقدم لها الوول ستريت العطاء المجزي.

وترامب هو رجل الأعمال الوطني الذي يفتقر إلى التفاصيل، ولكنه ثابت على موقفه، ودائما ما يبدو بمظهر الرجل الأنيق الذي يرتدي سترة البيسبول ويقف في نهاية الحانة عند الفجر يزهو بانتصاراته. وبحماقة لا يلتفت إلى أحد إلا بالكاد، وكل ما يريده هو الحديث عن النساء اللواتي يردن الإيقاع به.

ما الذي يمكن أن يوقف هؤلاء الناس؟ هنا يوجد أمر واحد فقط لا يمكن أن يوقفهم. الزلات. هل تتذكرون الزلات؟ زلاتهم كانت غبية. التعليقات التي أدلى بها السياسيون تستحق الرد. وتسبب لهم إحراجاً كبيراً. ويروج لهم أصدقاؤهم بأنهم يغبطونهم، حتى يزيدوا من هذه السيئات.

وبالنظر إلى أن كثيرا من وسائل الإعلام التي تميل نحو اليسار فإنه يتم التلاعب بزلات الجمهوريين كثيرا. ولكن يواجه الديمقراطيون في كثير من الأحيان مشكلة التضليل لا سيما إذا صرخوا من الشؤم على غرار ما فعل المرشح الرئاسي هوارد دين.

وبالنظر إلى أنه ينظر إلى كلينتون وترامب بهذه النظرة المتدنية وبالسلبيات القياسية فإني أعتقد أن الزلات ستلبي رغباتهم. وتعتبر الزلات من دعائم السياسة الأميركية، وتشبه الفكرة المتأتية من الثقافة الأميركية مثل فكرة الفصل بين الجنسين في الحمامات.

واعتبرت الزلات في وقت من الأوقات استثماراً أميركياً حقيقياً كما في المناظرة الرئاسية التي جرت عام 1976 بين الرئيس الجمهوري جيرالد فورد ومزارع الفول السوداني الجورجي والديمقراطي الذي أصبح رئيسا لاحقا جيمي كارتر. وخلال المناظرة قال فورد بقوة إنه: «ليس هناك هيمنة سوفيتية على أوروبا الشرقية».

ولم يتمكن رئيس المناظرة ماكس فرانكل من صحيفة «نيويورك تايمز» تصديق ما سمعه: أنا آسف، ماذا؟ هل صحيح ما فهمته منك يا سيدي، بأن الروس لا يعتبرون أوروبا الشرقية ضمن نفوذهم الخاص، ومنطقة تأثيرهم، لدى احتلالهم أغلب الدول هناك والتأكد من خلال قواتهم إنها منطقة شيوعية؟

واختطف فورد من قبل أطراف عنيدة تسعى للتدمير الذاتي. وهو يعلم بهذا الأمر أفضل من غيره. وبعد كل شيء أصبح هو الرئيس. وألح على أن بولندا ورومانيا وما كانت تعرف في ذلك الوقت بيوغسلافيا بأنها ليست واقعة في قبضة الاتحاد السوفيتي.

وخسر فورد الانتخابات. وعقب مرور أربع سنوات، خسر كارتر بسبب الإيرانيين، ورونالد ريغان كذلك.

ولكن كيف تفسر اليوم أن الناخبين أمضوا السنوات الثمانية الماضية يحصلون على أخبارهم السياسية من الكوميديا المركزية ومشاهدة ترامب كمتدرب.

كلمات مثل السوفييتي ويوغسلافيا قد تكون أجنبية بالنسبة لهم على غرار كلمات مثل الحرب الباردة والدمار المشترك والمؤكد.

زلات اليوم، إذا كان بإمكانك وصفها بذلك، عادة ما تكون ذات طبيعة شخصية. وقال كل من ترامب وكلينتون أمورا شخصية، ولكن لا تبدو هذه الأمور مزعجة.

ترامب على سبيل المثال قال إن عضو البرلمان جون ماكين، الجمهوري من أريزونا، لم يكن بطلاً حربياً، بل كان مجرد طيار في سلاح البحرية خلال حرب فيتنام، وقد أسقطت طائرته وألقي القبض عليه بواسطة الفيتناميين الشماليين.

وقال ترامب بشأن ماكين: الرجل ليس بطل حرب، فقد تم الاحتفاظ به احتفظ به كأسير حرب في فندق «هيلتون هانوي» سيء السمعة. واعتبر بطل حرب لأنه ألقي القبض عليه. وأنا أفضل الأشخاص الذين لم يتم إلقاء القبض عليهم.

وربما من أشهر الأمور كذبة كلينتون، وبعضها ليست أخطاء، ربما كذبتها الشهيرة بشأن كيفية مواجهتها للأعيرة النارية في البوسنة ونجاتها بنفسها، وهذه قصة مثبتة غير أنها مثيرة للشك.

وقالت كلينتون خلال السباق الرئاسي لعام 2008: أقول أمورا كثيرة، ملايين الكلمات في اليوم الواحد، وبالتالي لو أسأت الكلام فإن ذلك مجرد خطأ.

ترامب قال أموراً غبية بشأن النساء. كلينتون قالت أشياء غبية أيضا بينما استسلمت للديمقراطيين الأسود، مثل ما قامت به، أخيرا، في المسرحية الهزلية «سي بي». وظل المرشحون يقولون هذه الأمور السخيفة.

قد تكون لدى هيلاري وترامب خلافات سياسية كثيرة. إلا أن المظاهر العامة تتشابه بينهما إلى حد كبير. وهما لا يخجلان بلا شك. ويريدان أن يصبحا من الرؤساء.

Email