حلم زايـد الـ 44

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين رحل زايد، قبل 11 عاماً، وترك أبناءه: قادةً وشعباً، وأرض وطن، لم يكن حلمه ليتوقف.

في يوم من الأيام قبل 44 عاماً، وقف وأمام ناظريه صحراء جرداء، وفي قلبه وعينيه حلم واحة خضراء.

حاول من حاول دق إسفين اليأس في قلبه..

من المحال أن تغدو رمالك واحة، وإن عليك أن تقبل الواقع كما هو.. صحراء بلا أمل، صحراء، هذا هو قانون الطبيعة المجردة، هكذا قال أطباء الأرض المتحضرون آنذاك.

كل أمنية بدأت بحلم، وإن كان مستحيلاً، ومن يحلم بالغد لا يلتفت إلى الوراء.

أكبر من الحلم هو الإيمان بتحقيقه، مهما كانت العقبات والصعاب، أن تؤمن بأن الماء المالح سيغدو يوماً ماء عذباً، وأن هذه الكثبان الرملية الهائلة ستختفي من الوجود وتحل محلها حضارة جديدة، بالتأكيد سيبدو الأمر محض خيال واسع، بمنطق ما قبل 44 عاماً، تحت سماء شمسٍ حامية، وأرض ملتهبة، وأناس لا يعرفون لغير البحر سبيلاً.

«دولة الإمارات العربية المتحدة» بدأت بحلم والدنا «الشيخ زايد» طيب الله ثراه، حلم ظنه الآخرون أكبر من أن يفكر به، وحين رحل، أكمله أبناؤه حكام الإمارات بتعاضدهم ووحدتهم.

لو قُدّر لزايد أن يكون بيننا اليوم ماذا كان سيقول، وهو يرى بعينيه ما وصلت له إماراته، كم هي كمية السعادة التي سيختزلها قلبه الحنون وهو يرى الحقيقة فاقت الحلم والواقع أكبر من الخيال ذاته!

نستقبل هذا اليوم المجيد، وقد امتلأت أجندة دولة الإمارات بما تفخر به يوماً بعد يوم، ويوم الإمارات ليس كأمسها، وهي بنعمة من الله عز وجل، غدت أقوى من ذي قبل، وألمع من ذي قبل، وأشهر من ذي قبل، متبوئة عالمياً مراكز متقدمة على جميع الصعد، كل ذلك برؤية حكيمة، وتخطيط ذكي، مصدره حب القيادة لأبنائها ولرفعة أرض الإمارات.

حين يحب الحاكم شعبه ويعدهم أبناءً له، لنا أن نتخيل محطات الإنجاز والكفاءة والعمل المخلص من الأبناء لقادتهم من أجل رفعة شأن دولتهم، يعملون من أجل حياة بقاء واستقرار، من أجل حياة أفضل وأجود وأجمل وأسعد لأبنائهم وللأجيال القادمة.

حين نرى الأوضاع السياسية المنهكة للدول ذات الربيع الوهمي، نتفكر حينها بالخير الذي نعيشه، بالنعمة التي نمتلكها بين أيدينا، لنحمد الله على نعمة الإمارات، قيادة همها الأول الشعب، ورفاهية أبناء الشعب، ونحن نرى أحلام شعوب تتحطم وتتلاشى مع جثثهم، على صخرة الفتن والمؤامرات التي تحاك بالأيدي الخفية الظالمة، شعوب ابتليت بحكامها فكان الشعب أول حطامها.

نحن إذ نحتفل كل سنة بكل الحب والسعادة والفخر بذكرى قيام الاتحاد ويومنا الوطني، بعمر مديد بإذن الله، إنما نحتفل بيوم حلم زايد من كل عام.

في هذا اليوم، نحن شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، نجدد قسم الولاء للوطن ولقادتنا أولي الأمر: «نقسم بالله العظيم أن نكون مخلصين للإمارات العربية المتحدة ورئيسها، وأن نحافظ على أمنها وسلامتها، وأن نكون مطيعين للدستور والقانون، وأن نؤدي واجباتنا بالصدق والأمانة».

Email