44 عاماً.. إنجازات تسبق الزمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعيش هذه الأيام ذكرى عظيمة، سنظل نرويها بإذن الله تعالى جيلاً بعد جيل، ذكرى عرفت بعدها دولة الإمارات العربية المتحدة طريق الحضور العالمي، وسلكته بثقة وقوة وجهد دؤوب، حتى غدت اليوم في مقدم الحاضرين على الساحة العالمية، وأرست قواعدها راسخة، وأينعت ثمارها في شتى المجالات، حتى أصبحت مضرب المثل في العطاء والاستقرار والأمن.

نعيش ذكرى هي في حقيقتها ذكرى وجودنا، لأننا عرفنا بها معنى الوجود الأممي، منذ إعلان الاتحاد، فانقلبت فرفتنا قوة، وزال تمزقنا، ليحل مكانه دولة عتيدة، وتوحدت مشاعرنا حتى جمعها علم واحد وهدف واحد ومستقبل واحد.

لقد كان، ولا يزال، الاتحاد الميمون، أثمن مكتسبات ماضينا، وأعظم ثمار مستقبلنا، فلا ريب أبداً إن رخصت في سبيل صونه والدفاع عنه الأرواح، ولا نتردد عن التضحية بالغالي والنفيس، إن همت يد الغدر في النيل من تماسكه أو تهديده، لأننا من خلاله عرفنا القوة، ومن ثماره وجدنا الحياة.

منذ نشأة اتحاد الإمارات، حمل معه معاني التجدد والحياة المتطورة، فلا مكان من يومها لخامل، ولا حظ لأي خائن، ولا بقاء على أرضها لكل من لا يرجو لهذه البلاد الكريمة الخير والنماء والأمن والاستقرار، بل أكثر من ذلك، فمنذ نشأة دولة الإمارات، كانت استراتيجية العمل العربي والدفاع عن حياض العرب ومكتسباتهم وشرعيتهم وحقوقهم، واضحة بينة، لا تقبل المفاوضة أو المساومة.

فكان الجود بالمال حين تطلب الأمر جوداً بالمال، وقال يومها المغفور لها الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، قولته الشهيرة، التي بقيت مثلاً للأجيال، وموقفاً راسخاً من قائد حكيم: «إن النفط العربي، ليس أغلى من الدم العربي»، فوقفنا إلى جانب إخواننا العرب لنصرة قضاياهم.

ثم بعد حين، يوم أن دعا منادي الفداء لحماية حقوق إخوتنا وأشقائنا العرب بالدماء وتضحيات الرجال، كنا السباقين، وتوالت على أرض اليمن الشقيق مواكب الشهداء، تحمل مشاعل النور، ومكملة مسيرة العطاء، التي جعلها اتحاد دولة الإمارات راية خفاقة في سمائه، لا يرضى عنها بديلاً.

واليوم، حين نحتفل باليوم الوطني، يزيد في ألقه، تزامنه مع الاحتفاء بيوم الشهيد، ليكتمل فخرنا بالمناسبتين، فإحداهما أرست وجودنا، والأخرى صانت حدودنا.

نعم، يكتمل فخرنا لأننا بالاتحاد عرفنا معنى الدولة، ومعنى التنافس العالمي، والحضور الأممي، وبالاستشهاد عرفنا قيمة الحياة، وتركنا للعالم بصمة مشرفة، بأن أبناء الإمارات أبناء عز وتضحية، أبناء جود وعطاء وبذل للنفس والنفيس، حين تدعو الحاجات لذلك.

44 شمعة متقدة في عمر اتحادنا الميمون، نجدد من خلالها ولاءنا لوطننا وقادتنا وأمتنا، ونعلن من خلال بريقها أننا حريصون على كل ذرة من مكتسبات دولتنا، ولن نفرط بها، ونقول بأنفسنا ودمائنا وتضحياتنا، إن بلادنا أغلى منا، وإن استقرار وطننا تهون دونه النفوس.

في كل عام، يثبت أبناء الإمارات والمقيمون على أرضها، مدى اعتزازهم بمبدأ الاتحاد، وتعم الفرحة النفوس، لأننا بهذه الذكرى نقول للعالم، ها هنا دولة صنعت تاريخها بالمحبة والاتحاد، وتصنع حاضرها بالتضحية والعطاء، وتبني مستقبلها بالعلم والابتكار والمعرفة، لأننا شعب يرغب في الحياة، ويرجوها رغيدة آمنة لجميع البشر، ولأننا شعب يعرف قيمة الحياة، فلا يسمح بأن يهدرها أو يتلاعب بإهدارها خائن، ولن يسمح بإذن الله تعالى، أن ينال من قيمتها كاره للحياة، فالبقاء دوماً لما ينفع الناس، وأما زبد الإرهابيين والمخربين، فسيذهب جفاء، ولن يذكرهم التاريخ إلا بأنهم أعداء الإنسانية.

نهنئ أنفسنا وقيادتنا وشعبنا بيوم الاتحاد، ونرفع رؤوسنا عالياً بيوم الشهيد، وأدام الله رايتنا خفاقة، ووطننا آمناً مستقراً.

Email