جنود الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن كل ما تخطوه دولة الإمارات العربية المتحدة من خطوات يدل على مدى حرصها وحرص القائمين عليها على تقدم وازدهار شعبها العريق والمقيمين على أراضيها.

ولقد كانت إحدى هذه الخطوات التي تقدم بطرحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، هي الدعوة لتحفيز الشباب إلى تجسيد أفكارهم وتطلعاتهم المستقبلية من خلال طرح كل الأفكار والإبداعات في شتى المجالات وعلى كل الصعد..

وذلك عملاً بمقترح سموه لتطبيق فكرة «أسبوع الابتكار»، والذي يتم عمله سنوياً قبل الاحتفال بالعيد الوطني لإماراتنا الحبيبة.

إن هذه الفكرة تعد في حد ذاتها ابتكاراً وإبداعاً، كما تعد إنجازاً غير مسبوق في كيفية وضع استراتيجية حديثة للتطوير والتنمية، وذلك باعتبارها فكرة جديدة ومواكبة للعصر ..

وتتسم بروح التحدي والإصرار والأمل. إن هذا المنهج في التعامل مع العقول الشابة يعتبر منهجاً محفزاً ومشجعاً لها لتقديم أفضل ما لديهم وتنمية قدراتهم الإبداعية والعملية لطرح مقترحات من شأنها أن تضع خارطة طريق جديدة ومتطورة في مجال الإبداع الفكري والتطبيقي على حدٍ سواء.

إن اهتمام وحرص سموه على دفع عجلة التنمية الاقتصادية بدولتنا الحبيبة يتطلب حرصاً شديداً من أبنائنا ووعياً كبيراً منا للحفاظ على الأمانة واستكمال المسيرة.

علاوة على ذلك، فإن هذا المقترح يجعلنا جميعاً نتطلع إلى المستحيل، إيماناً منا بصدق هذه الدعوة ونبل مراسيها من أجل غدٍ أفضل لنا ولأبنائنا. إن ما زرعه فينا سموه جعلنا جنوداً في ساحة الإبداع الفكري لنصبح في عزمنا متشددين وخطواتنا راسخين وبأفكارنا مؤمنين وبهدفنا متمسكين وقبل كل ذلك؛ بدعم شيوخنا الكرام متسلحين لنجعل من وطننا مثالاً يُحتذى به في مجال الإبداع الفكري والتطبيقي.

من الجدير بالذكر، أن تقدم أي أمة وازدهارها يعتمد على مدى صدق حلمها وقوة وعزم شبابها، وعلينا أن نكون دائماً جنباً إلى جنب، متمسكين بأحلامنا، وأن نؤمن بقدرة وإيمان شبابنا، بل ونضاعف من طموحنا، فكلما كان الحلم كبيراً، كان تحقيق الجزء الأكبر منه يسيراً..

وكلما كان الحلم صغيراً، كان تحقيق القليل منه عسيراً. لذا، فإن حلم الأمة يتأتى من قدرها ومقامها، ولطالما عهدنا وتعلمنا من شيوخنا أن نكون للعزةِ والشرفِ منبعاً وأن نتخذ الشموخ والكرامة منهجاً، وها نحن الآن نكون في الإبداعِ مدرسة.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت محطاً للأنظار، ومرسى للتجار وأرضاً خصبة للسياحة والإعمار، ولابد لنا من أن نواكب المتطلبات الراهنة التي لن تتحقق من دون سبق في الإبداع وروح صادقة للابتكار وتميز في الأفكار. لقد بات هذا المطلب في عصرنا ضرورة ملحة لا مفر منها..

ولا سبيل لأي أمة من دونها، ولن تقبل دولة الإمارات العربية المتحدة يوماً أن تحتل المرتبة الثانية في أي مجال من المجالات، فلقد اعتدنا أن نكون دائماً في الصدارة، ولن نقبل أن نتخلى عن ذلك مهما كانت الصعوبات.

أؤمن بالشباب بشدة وأؤمن بفكرهم ووعيهم وطموحهم، كما وأؤمن بشيوخنا وإصرارهم وعزمهم، فإننا بصدد معادلة متكاملة حققت العديد من النتائج الناجحة وسوف تحقق المزيد والمزيد من النجاحات..

وفي أسرع الأوقات بأعمال شبابنا ودعم شيوخنا. إن دعوتي للشباب ليست من فراغ، فهم القادرون على طرح الأفكار الجديدة والمبتكرة وهم «جنود الإبداع» (كما ذكرت من قبل)، ولقد جاء دورهم الآن لرفع راية الإبداع والابتكار عالياً والتهليل شرفاً وعزةً بالنصر، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، وها هم في طريقهم ليحصدوا ما بذروه خيراً لهم ولوطنهم.

أدعو الشباب إلى تكثيف جهودهم واعتبار ساحة الإبداع معركةً، سلاحهم فيها عقولهم والعمل على تعزيز إرادتهم وشد أزرهم لما لتلك النهضة الفكرية من أهمية..

ولابد أن تكون فكرة الإبداع فكرة يومية وليست سنوية، فإن الفكر الإبداعي لا يتوقف عند لحظة معينة أو يقتصر على مناسبة وطنية، فالوطنية سمة تلازم صاحبها قدر صدقه فيها وتضحيته لدعم خطاها، وليس فقط ترديداً لأغانيها ورفع علمها عالياً دون جهد صادق يعزز معانيها ومساعيها.

إن وطننا هو من إبداعنا ولابد أن يظل مدعوماً بأفكارنا وجهودنا، وشبابنا هم ثروتنا وعزتنا وطموحنا، وشيوخنا حصن لنا نعتز بهم ونسعى دائماً لتحقيق أحلامهم، فأرضنا خصبة للإبداع وشبابنا عصبة قوية لا يردعها عن غرضها ومنالها شيء مهما كان، وأنا على يقين من النتائج المؤكدة لشباب صدقوا في حلمهم وبذلوا جهداً كبيراً لتحقيق منالهم..

ولن يضيع أجرهم، فهم أملنا وعتادنا وسندنا وحصننا ومستقبلنا، ولابد من دعمهم ومساعدتهم بشتى الطرق وكافة السبل لحقيق إماراتهم، إمارات العلم، إمارات التطور، إمارات الإبداع وإمارات المستقبل.

وفي هذه المناسبة، أهنئ الشعب الإماراتي وجميع المقيمين على أرض وطننا بمناسبة حلول اليوم الوطني الــ(44) لدولة الإمارات العربية المتحدة، متمنياً من الله عز وجل أن يديم على إماراتنا وحدتها وقوتها، وأن يحفظ شيوخنا الكرام ويشد أزرهم ويقوي عزمهم لاستكمال المسيرة التي عهدوها على أنفسهم لتحقيق ما فيه خير هذا الوطن..

كما وأعرب عن خالص تقديري لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، لما يبذله من جهد في سبيل الارتقاء بمستوى الدولة وتحفيز كوادرها الشابة إلى التطوير الفكري والإبداع المتميز وتسخير كل السبل لتسهيل عملية طرح وعرض وتطبيق الأفكار الشابة ودعمها معنوياً ومادياً لتحقيق المزيد من الخير والرخاء للوطن، وكان من ضمنها «مجلس دبي الذكي».

 

Email