بلادي لك روحي ودمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلك هي أنشودة الحب التي يرددها أبناء الإمارات لوطن كان دوماً كما الأم الرؤوم التي تحنو على أولادها، وتلك هي الشجرة الوارفة التي يستظل بها كل من ألهبه حر القيظ..

فكانت بنفسها تحميه، وعلى جذعها تستند بلادي. يا شربة الري حين الهجير، ونفخة العافية حين تعز الحياة وتوشك الروح على النزوع، يا من هواها لنا شفاء، والمقام على أرضها يطيب.. أربعة وأربعون عاماً على اتحادك، وسنة الله أن السنين تنال منا، غير أن مرور الأعوام عليك يزيدك قوة وفتوة، كيف لا ومن بناك عرف كيف يكون الأساس، كما من تولى الراية عرف كيف يكون النماء.

بلادي يا أنشودة الخير وأهازيج السلام بت عاصمة للعطاء، ومن فيض عطاءك تعلم الإنسان معنى العطاء. أنا المتيم بك العاشق لكل حبة رمل من رمالك، أربعة وأربعون عاماً قد مرت على اتحاد نحن به أقوى وعليه أحرص من كل وقت مضى، فما نراه كل يوم من حولنا لأوطان تنشطر، ومقدرات وخيرات شعوب تهدر..

وفرص للتنمية تضيع، غير أننا بفضل من الله الذي قيض لنا قيادة تعرف طريقها وتحدد لشعبها غاياته، قيادة أدركت منذ عقود أنه تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا......وإذا افترقن تكسرت أحادا، قيادة أدركت أن محبة الشعب هي الحصن الحصين والسد المنيع أمام كل تحدٍ وإن عظم، فكان بيتك يا وطني دائماً متوحداً.

بلادي يا لحن العزة وأنشودة الشرف والفخار، من شراييني صنعت لك أوتار أعزف عليها لحن الخلود، فأنت في الخلود آية، كيف لا وعطاؤك قد تجاوز أبناءك، فصرت ملاذاً للخائفين..

وعوناً للساعين، وسيفاً بتاراً على الظالمين، لذا عظم حبك في قلوب كل من بك لاذ ومنك طلب العون وإليك نظر فكنت دوماً عند الموعد وعلى العهد.

موطني حبك في قلبي يعزف لحناً يزيل الهموم، بلادي بلادي لك قلبي، لك عقلي، لكل كلي، وأنا الواقف دائماً على بابك أستمع دوماً لجميل نداءك لألبي وألبي وألبى.. أيا وطناً عز فعززنا، ويا وطناً حنا فحنونا، ويا وطناً طلب العلا فكنا للعلا جنوداً وعليه شهوداً.

أربعة وأربعون عاماً، ومن سنة الله في الكون أن السنين تنال من القوة والفتوة غير أنك مع كل عام بل كل يوم تزاد شباباً بشبابك، وتزداد فتوة بقوة أبنائك؛ أسود الوغى وفرسان التميز وطلاب الابتكار، يا وطناً لا يرضى بغير المركز الأول بديلًا، ولا يعرف غير الابتكار طريقاً.

بلادي مرت بك أحداث جسام كيف لا ؟ وهل تصقل الشعوب إلا الصعاب، وهل يظهر صلابة العود إلا الشدائد، فأطل أبناؤك يعلون أصواتهم أننا لها وأننا على العهد، فكان المشهد الذي أسعد كل منتمٍ لترابك حين تلاحمت القيادة مع شعبها لتجديد العهد والوعد، مرديين قصيدة الانتماء، إن وطناً لا تحميه وطن لا تستحق أن تعيش فيه..

وأنت يا بلادي بطيب مقامك لم توصدي يوماً بابك في وجه من قصدك، فصرت الحبيبة القريبة.. الغنية البهية.. القوية الفتية.. الأمينة السخية.. العطوفة الرؤوفة.. على كل من التحف سماءك، وتوسد ترابك، وعاش في كنفك، فصار الكل أبناءك.

بلادي اعذريني إن قصر قلمي وتناثرت كلماتي فباتت عن وصفك عاجزة، وعن حبك غير ناجزة، وفي سرد حلو صفاتك غير منجزة، فكم من محب تلعثم، فمن محبتك لنا تعلمنا كيف يكون الحب، ومن فيض عطاءك عرفنا كم نحن في جنبك مقصرين، ومن شدة بأسك ورفعة شأنك تعلمنا العزة، وصار التحدي ميداننا..

ومغالبة الصعاب عنواننا، وبغير الصدارة لا نرتضي، فصار العالم ينظر إليك بكل التقدير والفخار، وصرت أنت الملهمة، أنت أنت المعلمة، صرت نوراً يبدر الأرض حباً وخيراً، ويوم كان الهدم لغة من حولك كان البناء لغتك، ويوم كانت الفرقة تنفث شرها كان الاتحاد طريقك، ويوم كان الظلم مطية غيرك حملت ميزان العدل، ويوم نادى المنادي حي على العطاء كانت مبادرات الخير تزرع في أرضك الطيبة لتثمر خيراً وعدلاً ونماء.

بلادي لك قلبي، لك روحي، لك كلي، فإنا منك، وبك، ورغم أني طفت العالم من شرقه لغربه، غير أني لم أسعد يوماً إلا بقربك، رمالك لؤلؤ يزين الصدور، ونخيلك أجمل من أجمل زهور، وحبك لحن نردده جيلاً بعد جيل، بلادي لك روحي ودمي.

 

Email