شهداؤنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في يوم شهدائنا الأبرار..

نحن شعب الإمارات الأبي، نفخر بكم.

تلك الكوكبة من أبناء الوطن الذين حملوا راية الإمارات خفّاقة في ميادين العز والشرف، في ميادين القتال، لإعلاء كلمة حق، في زمن لم يعد يفرق البشر فيه بين من يموت في سبيل الله ومن يموت ميتة جاهلية وقد نسب نفسه للإسلام ضلالاً وبهتاناً، كما قالها حبيبنا ورسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده ليأتينّ على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قَتل ولا المقتول على أي شيء قُتل».(رواه مسلم)

زفّت الإمارات شهداءها، الواحد تلو الآخر، زامنتها كثرة الأقاويل محاولةً زعزعة الصف الواحد، ذلك دأب من يحاول التفريق والوقيعة بين أبناء شعبنا، مشككةً بصواب رؤية خوض حرب اليمن الأخيرة، وجدوى زج أبناء الإمارات فيها، إلا أن محبة شعب الإمارات لولاة الأمر والثقة المطلقة والإيمان بحكمة القيادة وبعد نظرها هو ما أنار القلوب والدروب، فأظلت مظلة الوحدة أطياف الشعب الواحد.

حين وصلت أنباء استشهاد كوكبة من خيرة أبناء الوطن، البداية صادمة، لم نكن نحن الشعب المسالم قد تفتق قلبه على حروب وقتال وموت يطال أبناءه الشباب، كان ذلك بدء، لم يأخذ الأمر بالوقت الطويل ليبدأ ذوبان جليد الصدمة، محولاً ذلك الهول وعظم الحزن ومرارة الفراق إلى جبل فخر واعتزاز، وتأخذ المشاعر الحقيقية محلها الصحيح.. إننا جميعاً نحن ووطننا في قارب واحد، وإننا جميعاً نجدف نحو النجاة من بحر الفتن والاضطرابات والفوضى، وإن حماية الوطن مهمتنا جميعاً مهما كلف الثمن لتستمر النعم التي نعيشها، والتي ما كانت لتكون إلا في ظل قيادة انتهجت منهج قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، ولأنها راعت الله وخافته في شعبها، ولأن قائدها ابن زايد أب الإمارات ،طيب الله ثراه، ولأن الشعب ورث حب القائد، فقد أعطاه زمام القيادة ثقةً وإيماناً بحكمته.

شهداؤنا الأبرار بتضحياتهم قدموا أكبر وأعظم مثال، برؤيا العين، جسد محبة شعب لقيادته، حين رخصوا دمائهم الزكية في سبيل الوطن وحب الوطن والذود عن حريته وكرامة ترابه الطاهر.

قيادتنا وفخرنا كعادتها، احتضنت أبناء شهدائها بحنانها وأبوة قائدها، فأنشأت مكتب شؤون أسر شهداء الوطن، لينام الأب قرير العين مطمئناً تحت ظل قيادة لن يشكو أبناؤه من بعده ضيم أو حاجة أو عوز، وكما كان لهم سندًا وظهرًا وقوة في الدنيا، وإن رحل، فقد أنعم الله عليهم بمن سيكفلهم بقية عمرهم بعز.

تحية إكبار وإجلال لمن قدم روحه في سبيل دولة الإمارات

اللّهم تقبلهم شهداء عندك وأنت أرحم الراحمين.

Email