سيكتب التاريخ أنكم لم ولن توقفوا قافلة الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمامي صورتان؛ الأولى غلاف جريدة عربية في أوائل شهر أكتوبر 1973 عنوانه بالأحمر العريض يقول: «زايد: قطع البترول خطوة أولى»، والثانية لزعيم إخواني معروف (أصبح رئيس جمهورية مؤخرا) يتسلم في العام 2004 جائزة الشجاعة التي منحها إياه المؤتمر اليهودي الأميركي ليكون أول شخص غير يهودي يحملها.

ثم أمامي خبران؛ الأول رسالة صاحب السمو رئيس الدولة إلى رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بمناسبة الاحتفال السنوي العالمي بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق 29 من شهر نوفمبر من كل عام، وهي الرسالة التي أعاد فيها سموه التأكيد على مجمل ثوابت الموقف الرسمي والشعبي الإماراتي ..

فيما يخص القضية الفلسطينية وهو الموقف الراسخ في دعم صمود الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، مع التأكيد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خط الرابع من يونيو 1967 بما في ذلك مدينة القدس الشريف..

وعلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك تماشياً مع حل الدولتين والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية.

أما الخبر الثاني فهو تقرير يتحدث فيه وزير دفاع ذلك الرئيس الإخواني عن «التحالف الاستراتيجي الوثيق» بين «جمهوريته» ودولة إسرائيل حتى وصل عدد اتفاقيات التعاون العسكري بين الدولتين إلى ستين اتفاقية، عداك عن التعاون الأمني ..

والذي كان آخره وصول عشرات من عملاء الموساد الأسبوع الماضي لتأمين وصول فريق كرة قدم إسرائيلي، أما فلسطينيا فيكفي أن نشير إلى أن الطائرات التي تقصف غزة يتدرب عليها طياروها فوق أراضي تلك الجمهورية الإخوانية حسب الاتفاقيات بين الجانبين.

مناسبة هذا الاستذكار هو الحملة «الصبيانية» التي تشنها العديد من المواقع والحسابات الإخوانية، وعدد كبير منها يبث من أراضي تلك الجمهورية، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة على هامش خبر غير مؤكد لصحيفة إسرائيلية عن تفاهم بين منظمة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة «إيرينا» وإسرائيل لكي يكون لهم ممثل لدى المنظمة الدولية.

والواقع أننا هنا لسنا في وارد الدفاع عن الإمارات لسبب بسيط، لأن «رايتها بيضا» فالخبر الذي يستدلون به لا يذكر الإمارات لا من قريب ولا من بعيد إلا باعتبارها مقر المنظمة الدولية إيرينا والموفد الإسرائيلي الذي يزعمون زيارته لأبوظبي يؤكدون هم أنفسهم أنه لم يلتق إلا مدير المنظمة الدولية، فما علاقة الإمارات بالأمر إذن؟

نحن في الإمارات حين استضفنا مقر المنظمة الدولية في أبوظبي كنا نعرف مسؤولياتنا ونعرف حدود القانون الدولي وما نستطيع فعله كدولة مضيفة وما لا نستطيع، وهو سلوك تمارسه أيضا بعض الدول الشقيقة حين تستضيف فعاليات دولية ..

كما حصل في مؤتمر الأونكتاد عام 2013 وفي جولة منظمة التجارة العالمية عام 2001 اللتين عقدتا في عاصمة شقيقة مجاورة وشارك في كليهما وفدان إسرائيليان رسميان، هذا عدا عن الفعاليات الرياضية الدولية مثل كأس العالم للسباحة التي نظمت في تلك العاصمة المجاورة مؤخرا.

لكن الإخوان ومن لف لفهم، وهم يستهدفون دولة الإمارات العربية المتحدة محاولين عن عمد تصوير الأمر وكأنه إقامة علاقات دبلوماسية بين الدولة وإسرائيل، إنما ينطلقون من أهداف دنيئة تعبر عما في نفوسهم الوضيعة من حقد على الإمارات وإنجازاتها ونجاحاتها..

لذلك ليس غريبا أن تخرج هذه الحملة المأجورة المركزة في نفس الوقت الذي تختتم فيه الإمارات أسبوع الابتكار وتفتتح أسبوع الشهيد واليوم الوطني. ملأ الغل قلوبهم فأعماهم حتى لم يعودوا يميزون ما الذي يهاجمونه في الإمارات.

ولكن هؤلاء كلهم، سواء المتصهين عزمي بشارة الذي يريد أن يرسخ بشكل غير مباشر أكذوبة الصحيفة الإسرائيلية خدمة للدعاية الصهيونية، أو عميل السي آي أيه الإخواني البذيء خنفر ومواقعهما المتخصصة في الكذب أو بعض الذي لا يصح فيهم سوى تسمية «عيال عزمي» الذين يريدون التغطية على ما تكشف من فساد ولفت أنظار الناس عما تكشف «في الدقائق الأخيرة» من فضائحهم..

لا يستطيعون في المحصلة بهذا السيل الجارف من أكاذيبهم لا أن يهزوا موقف الإمارات الثابت ولا أن يزعزعوا ثقة المواطن الإماراتي بدولته وقيادته لأن هذه الثقة قدت من صخر، وليس من وهم، وما بين الإماراتي وقيادته منسوج من شغاف القلب لا تؤثر فيه كل أكاذيب الدنيا.

يستطيعون أن يواصلوا الكذب كيفما استطاعوا، ويستطيعون أن ينفقوا ما شاؤوا من المال الحرام على إنشاء مواقع وحسابات وهمية، مرة بأسماء إماراتية ومرات بغيرها، لكني أبشرهم منذ الآن: خاب سعيكم، وضل مسعاكم، «وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» (الشعراء: 227).

ذلك أننا نحن أبناء الإمارات لدينا من الثقة بالله أولا، ثم بقيادتنا الرشيدة، وبأنفسنا ووطننا ما يجعلنا لا نلتفت إلى محاولات التعطيل، سواء كانت فحيح أفاعٍ سامة أو نباح كلابٍ مسعورة، أجلكم الله، فنحن مشغولون بالبناء والتطوير والتعمير، والانطلاق في مشوارنا الطويل نحو المجد، وسنترككم خلفنا حيث أنتم في قاع الوادي، حيث مكانكم الطبيعي جدا.

أما إمارات العز والسؤدد والمجدد هي بإذن الله وفضله تزداد عزا على عز، وسؤددا على سؤدد، ومجدا على مجد، ولها نبذل الغالي والرخيص، وهي تشق طريقها فوق السحاب.

حمى الله الإمارات وزادها فضلا على فضل، ووحدة على وحدة.

 

Email