مبادرة.. وإنسانية قائد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتفق علماء النفس والدارسون للفروق الفردية، على أن هنالك قلة من البشر منحهم الله عز وجل قدرة على الخلق والابتكار، ومن ثم ابتدار مبادرات خلاقة، تضيف جديداً لمجتمعاتهم الإنسانية، ومما لا شك فيه أن التقدم العلمي والفكري والحضاري في شتى مناحي الحياة، يدين لأفراد ساهمت مبادراتهم الإنسانية الأخلاقية، في ازدهار الحياة وتقدم المجتمع الذي ينتمون إليه ويعيشون فيه، وأيضاً في تقدم وازدهار المجتمعات الأخرى.

ها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، صاحب المبادرات الخلاقة الإنسانية المتميزة، يضيف إلى رصيد مبادراته لأبناء الوطن العربي، من المحتاجين والمحرومين والمقهورين الذين يرزحون تحت وطأة الحروب والنزاعات ويعانون من حرمان أدنى الخدمات الإنسانية الضرورية الملحة.

مبادرة إنسانية متميزة والتي تعد «أكبر برنامج تنموي شامل في المنطقة العربية»، حيث أطلق، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رعاه الله، أكبر مؤسسة إنسانية تنموية مجتمعية في المنطقة، تجمع تحت مظلتها 28 جهة ومؤسسة، تعمل في مجالات مكافحة الفقر والمرض، ونشر المعرفة والثقافة والتمكين المجتمعي والابتكار، وتنفذ مجتمعة أكثر من 1400 برنامج إنساني وتنموي في 116 دولة حول العالم.

وتستهدف المؤسسة الجديدة، التي أطلق عليها «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، أكثر من 130 مليون إنسان خلال السنوات المقبلة، وستركز في برامجها على المنطقة العربية، كما ستطلق أكبر برنامج تنموي شامل في المنطقة العربية، يركز على التنمية الإنسانية بشكل متكامل، يبدأ من توفير الاحتياجات البشرية الأساسية، من صحة ومكافحة الأمية والفقر.

مروراً بتوفير المعرفة ونشر الثقافة وتطوير التعليم والعمل بشكل متوازٍ على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة، ودعم التغيير الحقيقي في مجال الحوكمة الرشيدة في المنطقة، وانتهاءً بتوفير أكبر حاضنة للمبتكرين والعلماء ويترأسها سموه شخصياً، وذلك إدراكاً ووعياً من سموه: «أن العالم اليوم أصبح يواجه تحديات كبيرة بسبب «الإرهاب والهجرة غير المأمونة والنزاعات والحروب الدائرة في محيطنا العربي» وأن الحل الأمثل لما يجري من حولنا، يستوجب علينا المساهمة الحقيقية الفعلية بمساعدة الإنسان في دائرة الصراع العربي»، والذي مما لا شك فيه أنه في ظل تلك المآسي المتضرر الأكبر من جراء ما يحدث، لأنه عرضة لتلك المشكلات التي فرضت عليه، وصار لزاماً إنسانياً وواجباً أخلاقياً علينا من منطلق عروبتنا وقيمنا العربية الأصيلة مد يد العون ومساعدتنا له بتوفير كل احتياجاته الأساسية من تعليم وغذاء وعلاج وغيره ومن خدمات ووسائل من وسائل برامج التنمية الاجتماعية، التي تعينه وتقويه على ما يواجه من تحديات ومصاعب جراء الأزمات الدائرة والمتعايش معها وفي محيطها بشكل يومي.

لقد أكد سموه حرصه على زرع الأمل في طريق شباب منطقتنا،العربية قائلاً في تدوينات عبر صفحته على شبكات التواصل الاجتماعي «منطقتنا العربية تمر بتحديات ضخمة، ولن ندير ظهرنا لمنطقتنا، بل سنكون لهم عوناً، وسنزرع للشباب أملاً».

وقد أشادت قيادات وفعاليات محلية عن فرحتهم وسعادتهم بالمبادرة الإنسانية قائلين إن الشيء من مأتاه لا يستغرب. وهو الشيء الذي اعتدناه من سموه، كما أشاد سياسيون وكتاب مصريون، وقيادات تونسية بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية، التي تعتبر أكبر المؤسسات التنموية والمجتمعية، واصفين إياها بأنها حلقة جديدة في سلسلة من العطاء الدائم والمستمر للإمارات العربية المتحدة تجاه المجتمع الدولي كله والمنطقة العربية تحديداً، واصفين إياه بالقائد الذي يستشرف المستقبل ويراهن على العنصر البشري، متخذاً من الثقافة والعلم والتنمية أجنحة للطيران نحو المستقبل، إن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في مضمونها تستطيع أن تغيّر الواقع المؤلم الذي يعيشه الملايين من المحتاجين للعون والمساعدة من جراء ما يعانونه من ويلات ألمت بهم، وخاصة في بلدان ومناطق أكثر عرضة للمحن والصراع.

هذا أمر ليس مستغرباً على قيادة دولة الإمارات، التي استطاعت أن ترسخ مكانة الدولة في مقدمة الدول التي تضع المحتاجين والمتضررين من الحروب أو الكوارث الطبيعية في قائمة أولوياتها واهتماماتها وحازت على شهادات أممية تؤكد مقدمتها ومنافستها لدول العالم الأكثر عطاءً في تقديم برامج التنمية. للدول المحتاجة، هذه هي دولة الإمارات، أقامها المؤسسون على عمل الخير، ولن يتوقف خلفهم عن إطلاق مبادرات العطاء ومساعدة الآخرين، لأنهم تربوا ونشأوا على قيم إنسانية أخلاقية عربية أصيلة داعية لعمل الخير والتآزر والتراحم وإغاثة الملهوف أينما وجد، حفظ الله دولة الإمارات قيادة وشعباً، وكل مقيم على أرضها، وقدّر قادتها على عمل الخير والإحسان دوماً وأبداً.

Email