المصدر الحقيقي لثروة محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل 45 عاماً، قال «زعيمنا العود» المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تغمده الله بواسع رحمته، لإحدى الصحف الأجنبية: ثروتي الحقيقية سعادة شعبي.

واليوم ها هو صنوه في ساميات الفِعال، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، يكرر نفس المبدأ وهو يقول: «السعادة ليست في جمع الأموال وإنما في بذلها»، مضيفاً ،رعاه الله،: «لا نبتغي بهذه الأعمال غير رضا الله، وقيمتنا الحقيقية هي بما نضيفه لهذه الحياة، وسعادتنا الحقيقية هي بما نقدمه لإسعاد الناس، والنعمة التي أنعم الله علينا في الإمارات تستوجب الشكر بمثل هذه الأعمال»، قبل أن يختم سموه قائلاً بحروف من ذهب:«عطاؤنا ممتد بامتداد حياتنا، ونسأل الله أن يديم هذه الأعمال ويجزي كل من يساهم فيها خير الجزاء».

مناسبة هذا الكلام إطلاق سموه بالأمس مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والتي تمثل مظلة عالمية موحدة لجهود خيرة جبارة أطلقها سموه على مدار عقود مضت في أربعة قطاعات استراتيجية هي مكافحة الفقر والمرض ونشر المعرفة وتمكين المجتمع والابتكار كأداة أساسية لتحسين حياة البشر.

لكنك حين تقرأ تفاصيل ما أنجز لا تملك نفسك من التعبير بأخلص المشاعر وأجزلها عن فخرك بهذا القائد الإنساني العظيم الذي أسهمت مبادراته بفضل الله تعالى في وقاية وعلاج 23 مليون شخص من العمى بالإضافة لتوفير أكثر من 81 مليون لقاحات وأدوية أيضاً لمكافحة العمى ووقاية وعلاج 3.6 ملايين طفل من الأمراض المعوية وبناء وتشييد ودعم أكثر من 46 مستشفى حول العالم، كما عملت هذه الجهات أيضاً على دعم وإغاثة وتمكين أكثر 1.5 مليون أسرة في 40 دولة حول العالم.

هذا عداك عن الملايين الذين استفادوا من سقيا الإمارات ومبادرات أبسط مثل توفير الملابس والمستلزمات المدرسية للطلبة، إضافة إلى المبادرات المؤسسية التي تم من خلالها تشييد وترميم أكثر من 2000 مدرسة ومنشأة تعليمية، واستفاد من مبادرات التعليم أكثر من 10 ملايين طفل كما تم تدريب أكثر من 400 ألف معلم ومعلمة، ليبلغ إجمالي ما صرفته المؤسسات المنضوية تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم خلال الفترات الماضية أكثر من 8 مليارات درهم إجمالي في ما يزيد عن 100 دولة حول العالم واستفاد منها بشكل مباشر أكثر من 54 مليون إنسان.

إن ما يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاقه هذه المنصة الضخمة للريادة في العمل الإنساني إنما يمثل «إعادة تعريف» لمفهوم العمل الإنساني الشامل الذي ينتقل من فكرة الصدقة المادية البسيطة إلى صدقة التنمية الإنسانية الشاملة التي تجعل الصدقة والشكر مشروعاً كونياً شاملاً يستفيد منه بنو الإنسان حيث كانوا دون تمييز لا على اللون ولا على العرق ولا على الدين.

ها هو صاحب السمو إذن يحارب الإرهاب بطريقته الخاصة، ويحارب معه العنصرية والتمييز والتخلف والظلام والجهل والتفرقة، فأي خدمة للإسلام أفضل من ذلك؟ وأي خدمة للإنسانية أفضل من ذلك؟ وأي تعريف بالإمارات ودبي ورسالتهما الحضارية أفضل من ذلك.

ولا شك أن خطوة صاحب السمو «حاكم دبي» هذه بحجمها وبشموليتها وتنوعها واتساع نطاق تغطيتها تعيد تعريف العالم على دبي باعتبارها «العاصمة الإنسانية للأرض»، نعم ألم يكن هذا هو شعور الملايين من بني البشر وهم يشاهدون على أرض الواقع منذ أكثر من عقد من الزمن أن أي كارثة تحصل في آسيا أو أفريقيا كانت المعونات تنهال عليها من دبي، سواء من خلال تبرعات سموه وحكومته الرشيدة أو من خلال فكرة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي وفرت أفضل خدمات الدعم اللوجستي ومخازن الطوارئ لمنظمات الإغاثة الدولية.

وحين نقرأ بفخر واعتزاز بقائدنا المفدى قائمة الأهداف الكبرى المطلوب من مؤسسات مبادرات سموه تحقيقها بحلول العام 2025، يستوقفنا الحجم الذي أعطي في هذه الأهداف لمشروع نشر ثقافة التسامح، ولمشاريع نشر القراءة، وحاضنات الابتكار وإحياء الترجمة إلى العربية، ما يمثل بشكل أو آخر إطلاقاً رسمياً لمشروع محمد بن راشد الحضاري.

إن قائمة الأهداف الكبرى تتجاوز المشروعات المطلوب تنفيذها تمثل أجندة عالمية يطرحها صاحب السمو باسم دبي كأجندة لاستعادة التحضر إلى عالم أولغ فيه التوحش حتى بلغ حدوداً لم يعد مقبولًا السكوت عليها.

وهي كلها نتاج عقل وفكر ورؤية ونفس قائد ثاقب البصيرة ملهم الخطوات هو صانع معجزة دبي الذي بلغ الخير في نفسه مبلغاً أنه لا يقبل أن تستأثر دبي والإمارات بالخير لوحدهما فأراد أن يتقاسمه مع العالم.

نعم، أيها السادة، فالمصدر الحقيقي لثروة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ،رعاه الله، هو تلك النفس العظيمة التي تتقد بالخير بين جانحي سموه، فتجده ،رعاه الله، لا يهدأ إلا وهو يقدم المبادرة تلو المبادرة، محلياً وإقليمياً وعالمياً، ولا يهدأ إلا وهو يشرك العالم في خيرات الله على دبي، كأن دبي ليست عاصمة للتجارة والأعمال فحسب، بل أصبحت بفضل الله ثم بجهد سموه عاصمة عالمية للعطاء والبذل والخير.

نعم، إنها نفس محمد بن راشد العظيمة بما تحمله من الخُلُق الرفيع والعطاء السخي هي ثروته وثروتنا الحقيقية وأنعم وأكرم بها من نفس ومن ثروة.

Email