اللاجئون السوريون ومواقف الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالعتنا بعض الصحف ومواقع عالمية على شبكات التواصل الاجتماعي من المغرضين والمشككين مفادها أن العرب والمسلمين خذلوا السوريين في أزمتهم وتخلوا عنهم الأمر الذي دفعهم مضطرين للهجرة إلى دول أوروبية مما أدى إلى تعرض أعداد كبيرة منهم إلى مخاطر جمة؟الحقيقة والواقع عكس هذه الأباطيل التي ترمى جزافاً على الدول العربية .

إن كل دول الجوار لسوريا استقبلت ورحبت حسب قدراتها وإمكاناتها الاستيعابية باللاجئين السوريين كالأردن ولبنان ومصر والعراق. لقد نهجت دولة الإمارات منذ تأسيسها نهجاً تاريخياً عروبياً إنسانياً مشرفاً في وقفتها مع الشعوب العربية في محنها وأزماتها، ابتداءً من مواقفها مع الشعب الفلسطيني، وبقية الشعوب العربية الشقيقة الأخرى، وصولاً إلى الشعب السوري الشقيق المغلوب على أمره، في أزمته المأساوية الضنكة المؤسفة ألتي ألمت به.

إن دولة الإمارات لن تألو جهدا في تقديم العون والمساعدة في تمويل مخيمات اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري. وأكبر شاهد على ذلك" مخيم مريجيب الفهود في الأردن" الذي افتتح في مارس 2013 ويضم 6 آلاف و437 لاجئا سوريا وتمت توسعته ليستوعب 10 آلاف لاجئ إلى جانب توفير المأوى والغذاء والماء والخدمات الأساسية الأخرى، وتتعاون دولة الإمارات أيضا مع حكومات المملكة المتحدة والنرويج لتوفير التعليم والتدريب وتأهيل الأطفال اللاجئين لاستكمال تعليمهم حيث أنفقت دولة الإمارات حتى الآن 53.3 مليون دولار أميركي إضافية على المخيم وتكاليفه اليومية.

وافتتحت دولة الإمارات في أغسطس 2012 المستشفى الإماراتي - الأردني الميداني في المفرق على بعد 80 كيلومترا شمال العاصمة عمان وعلى مقربة من الحدود السورية.

وتم إنشاء هذا المستشفى بالتعاون مع الحكومة الأردنية ومستشفيات دار السلام وعاقلة ويحتوي على 12 وحدة و22 سريرا بالإضافة إلى مرافق تشمل غرفتين للعمليات وقسما خاصا للأطفال وأمراض القلب ومختبرا ووحدة الصيدلة، ويضم المستشفى 56 موظفا بما في ذلك الأطباء والممرضات وغيرهم من الموظفين الطبيين والموظفين الإداريين وموظفي الخدمات اللوجستية. وقدم عدد من المتطوعين من دولة الإمارات خدماتهم للمستشفى الذي قام بتوفير العلاج لـ 482 ألفا و801 حالة حتى أغسطس 2015.

وفيما يتعلق بمساهمات دولة الإمارات الأخرى فقد قامت دولة الإمارات وبالتعاون مع كل من ألمانيا والولايات المتحدة بإنشاء صندوق إعادة إعمار سوريا في العام 2013 الذي يهدف إلى دعم جهود إعادة الإعمار ما بعد الأزمة حيث قدمت دولة الإمارات 15 مليون دولار أميركي لمشاريع الصندوق في سوريا.

كما إن الإمارات رئيس شريك لمجموعة العمل المعنية بإعادة بناء وتنمية الاقتصاد السوري ورئيس شريك في مجموعة العمل المعنية بالاستقرار التابعة للائتلاف الدولي لمكافحة «داعش». إن ما تقدمه دولة الإمارات من دعم إنساني للأشقاء السوريين المشردين من وطنهم بسبب ويلات الحرب التي تدور رحاها على الأراضي السورية إنما انطلاقاً وإيماناً منها بخطورة انعكاسات الأزمة السورية وتبعاتها على محيطها العربي.

إن حكومة دولة الإمارات استقبلت منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011 - 101 ألف و364 مواطنا سوريا من كافة أطياف المجتمع السوري وطوائفه ومنحتهم تصاريح للإقامة في أرضها ليرتفع بذلك إجمالي عدد السوريين المقيمين في الدولة إلى 242 ألفا و324 سوريا منها للظروف الحالية الصعبة أظهرت حكومة دولة الإمارات تعاضدا كبيرا عبر السماح لعشرات الآلاف من السوريين الذين انتهت إقامتهم أو وثائق سفرهم بتعديل أوضاعهم مما يمكنهم من البقاء في الدولة.

حيث تنعم العائلات السورية المتواجدة في الدولة بحياة طبيعية! وتعد الإمارات إحدى أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية للاجئين السوريين داخل سوريا والدول المحيطة اذ وصل إجمالي المساعدات الإماراتية المتراكمة منذ بداية الصراع في سوريا إلى أكثر من (4 مليارات درهم إماراتي حوالي 1.1 مليار دولار)، ولقد شملت هذه المساعدات 581.5 مليون دولار أميركي في هيئة مساعدات إنسانية استفاد منها اللاجئون السوريون بشكل مباشر بالإضافة الى أكثر من 420 مليون دولار أميركي للتصدي لإرهاب داعش في سوريا والعراق ونتائجه من تهجير داخلي ودعم إغاثي وإنساني للنازحين.

إن تبوؤ دولة الإمارات أعلى مراتب الريادة في جهود التنمية الدولية، وفقاً للتقرير النهائي للجنة المساعدات الإنمائية، يعد إنجازاً تحقق بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ممثلة برئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، والمتابعة الحثيثة لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والجهود الإنسانية المشرفة التي تؤديها هيئة «الهلال الأحمر الإماراتية»، تحت إشراف وقيادة، سمو الشيخ حمدان بن زايد.

إن مؤسس وباني نهضة دولة الإمارات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب ألله ثراه"حظي باحترام متزايد بين مواطنيه العرب وعلى مستوى العالم، لما قدمه، رحمه الله، للإمارات وشعبها من طمأنينة وازدهار، وللعرب والإنسانية جمعاء، من دعم استحق عليه لقب «زايد الخير» والعطاء والإنسانية، وها هم أبناؤه وشعبه يسيرون على خطاه ونهجه، يلبون دعوة المحتاج، وإغاثة الملهوف في كافة بقاع الدنيا.

Email