النفيسي والنفس الخبيثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يتطاول المدعو عبد الله النفيسي على الإمارات الشامخة فأول ما يستحضر المرء مقولة للشاعر علي الغراب الصفاقسي عن مصير ثمن الحجارة لو استخدمناها لإلقام كل من يعوي، فكيف لو كان من يعوي مثل النفيسي الذي لم يترك مناسبة إلا وأساء فيها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

فالإمارات حين انحازت للحق وتحالفت مع شقيقتها السعودية دعماً للشرعية في اليمن وإنقاذاً لأشقائنا اليمانيين من مخالب الغدر والخيانة الحوثية العفاشية لم تكن تنتظر موافقة أو تأييداً من خفافيش الظلام أمثال عبدالله النفيسي وتياره الحزبي الظلامي، ولذلك فلا نأبه كثيراً باتهاماته الساذجة وحلمهم المستحيل بشق الصف بيننا وبين أشقائنا. فالبيت متوحد، وكذلك الصف متوحد بإذن واحد أحد.

لكن من المهم أن نكشف حقيقة هؤلاء الواهمين لكي يعرفهم الناس على حقيقتهم، مع التذكير بطبيعة الكائنات التي تهرب عندما تضيء عليهم بالمصباح الكاشف. وربما يستحق التذكير هنا أن هذا الشخص المهووس بمنطق «خالف تعرف» بشكل مريض هو أول من جاهر بتأييد احتلال إيران لجزر الإمارات العربية المتحدة، ووصل في غيه إلى المطالبة باعتماد تسمية الخليج الفارسي بدلاً من العربي، بل وذهب إلى طهران نفسها ليعرب عن تأييده مرة للشاه ومرة للملالي.

هذا المهووس المعتوه الذي وصلت به حالته المرضية إلى حدود الجنون، هو نفسه الذي لم يجد وسيلة يقدم نفسه بها إلى الرأي العام سوى تنظيف مراحيض الطلبة، أجلكم الله، في جامعة الكويت، تحت شعار تقديم نموذج متحضر للطلبة، ولكن بعد أن تأكد من وجود مجموعة من المصورين الصحافيين، ليتوقف عن التنظيف بمجرد أن أداروا ظهورهم! واسألوا د. محمد الرميحي عما فعله ذاك المهووس حين شعر بالغيرة من حجز جواز الرميحي واحتمال أن يجعله ذلك مشهوراً أكثر منه!

وهو نفسه الذي حاول أن يصور نفسه مرة باعتباره مثقفاً حداثياً، ومرة علمانياً ومرة إسلامياً ومرة يسارياً ومرة أكاديمياً ومرة شعبوياً، لنجده في غمرة ذلك كله يكشف عن وجه مختلف عندما يقوم صديقه المختل عقلياً وفكرياً جهيمان العتيبي باحتلال الحرم المكي الشريف عام 1979، فإذا بأول من يسعى لنجدته هو عبد الله النفيسي الذي تقبض عليه السلطات السعودية متسللاً عبر حدودها مع الكويت في سيارة مليئة بمنشورات تطلب البيعة لجهيمان؟!!

والمشكلة أن من يتصرف هكذا هو نجل معتمد مالية الملوك السعوديين في الكويت أي أنه من عائلة ترتبط بوشائج القربى والعمل مع آل سعود، ثم يكون رد الجميل لهم طعنة في الظهر بطلب البيعة لمختل عقلياً مثل جهيمان؟ وهل بعد الغدر نذالة ووضاعة؟

وهو الذي استغل حادثة فصله من الجامعة بعد تطاوله على أمير الكويت آنذاك ليروج لنفسه شعبية وهمية نجح من خلالها في الوصول لمجلس الأمة ضمن قوائم عصابة الإخوان، لكن حتى هؤلاء لم يسلموا منه فاستغلهم ثم طعنهم ففصلوه ثم عاد لهم، ولكن لكي يوجه من خلالهم إلى شعب الكويت الطعنة النجلاء والتي كانت موقفه المهترئ من احتلال صدام للكويت، فقد فضّل أن يتساوق موقفه مع عدائه الشخصي للسعودية وأميركا على الوفاء لوطنه وشعبه، وهل هناك خيانة وغدر أكثر من أن يتنكر شخص ما لوطنه حين يقع تحت الاحتلال؟

وبعد التحرير عاد للعبة المزايدات الفكرية القذرة نفسها من خلال سلسلة تحليلات هدفها إرباك الرأي العام الكويتي لكن وعي الناس فوت عليه مخططاته. وهو أمر حاول تكراره خليجياً في الكثير من المناسبات كما فعل في العام 2011 مع بداية الأعمال الإرهابية في البحرين الشقيقة حين بدأ الترويج لفكرة هشاشة دول الخليج وقرب انهيارها مقابل الترويج لصلابة (الجمهورية الإسلامية) في إيران والتغني بإنجازاتها الوهمية. وأتعمد أن أذكر هذا المثال لكي أهديه لمن ينخدع اليوم بتصريحات النفيسي التي يهاجم فيها إيران بمناسبة عملية عاصفة الحزم، فالموضوع لا يتعلق بالموقف المبدئي قدر ما يتعلق بمحاولة الإخوان وصنائعهم الاستفادة من اللحظة حتى لا تدوسهم سنابك خيل الخليج والمرحلة، لا أكثر.

ولا يتسع المقام للمزيد من الأمثلة حول هذا الشخص الذي لم يترك فرصة ومناسبة إلا وأثبت فيها هشاشته الفكرية والسياسية في جانب، وهوسه المَرَضي بمحاولة تقديم نفسه وكأنه فيلسوف أو مفكر بينما لا يقدم على أرض الواقع سوى الترهات الفكرية والسياسية التي أثبتت الأيام عقهما أكثر من مرة.

وللمبهورين به من شبابنا لدى اقتراح بسيط: اكتبوا على ورقة أي شيء من التنبؤات التي قام بها في السنوات الماضية أو التحليلات التي قدمها، واستعرضوا مسار الأحداث وكيف دارت، ستجدون أنه لا علاقة بين تهيؤاته وبين الواقع، فلماذا تنخدعون به إذن ولماذا تسمحون له أن يستغفلكم؟ جربوا مرة أخرى أن تكتبوا أي موقف سياسي عبّر عنه في أي قضية، وتابعوا مسار الأحداث ستجدون أنه سرعان ما عاد عنه وغيره إلى نقيضه. هل هذا مفكر يستحق أن تنبهروا به أم مجرد محتال يغير مواقفه مثل ما يغير ملابسه!

أما الإمارات فستبقى شوكة في حلق الإخوان والإرهاب والنفيسي ومن لف لهم، لأننا على حق ولأننا أصحاب حق. وبصراحة لا يهمنا ما هو رأي النفيسي بنا ولا ما هي ترهاته التي يقولها عن دولتنا، لكننا نريد فقط من شبابنا الذي ينخدعون بهذه النوعيات أن يعرفوا فقط نوعية هؤلاء الذين يعادون دولتنا من باب مقولة الشاعر:

وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة لي بأنيَ كاملُ

نعم يا أبناء الإمارات، من طبيعة خصوم الإمارات ومن يعادونها تعرفون قدر بلادكم وقيمتها، فلا تفرطوا بها ولا بإنجازاتها.

Email