الإمارات.. أكبر حليف لمصر في مشروع السويس

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، كما جاء في خطابه في مؤتمر «دعم اقتصاد وتنمية مصر»: التاريخ علمنا، أن مصر عندما تكون قوية فإنها قادرة على بث الحياة في الأمة وتجديد نهضتها.. كنانة الرحمن.. وموطن السلام.. وقلب العروبة.. فيها خير أجناد الأرض وبها ومعها يصنع التاريخ.

سموه أكد أن وقوفنا مع مصر ليس كرهاً في أحد بل هو حب لشعبها، وليس منة على أحد بل واجب في حقها، وليس لعائد سريع نرجوه بل هو استثمار في مستقبل أمتنا، وما نضعه في مصر اليوم هو استثمار لاستقرار المنطقة سنراه في الغد القريب، بإذن الله.

إن مصر كانت ولا تزال الركيزة الأساسية لأمن واستقرار وازدهار منطقتنا، وهي القلب النابض للعالم العربي، وهي موطن التاريخ والفكر والثقافة والعلم، ونفخر بعلاقاتنا الراسخة والمتميزة معها، التي أرسى ركائزها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي استمرت بالنمو والتطور على مدى العقود الأربعة الأخيرة، وقامت على الشفافية والصراحة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

إن حرص دولة الإمارات من خلال تنفيذ مشاريعنا التنموية لنوصل رسالة للعالم مفادها أن مصر بخير، وأنها جاهزة لتنفيذ المشاريع الحيوية، وأن نجاح مصر في جهودها التنموية سيسهم في تعزيز استقرار المنطقة بأسرها، ويترقب المصريون والعالم بأسره في الأيام القليلة المقبلة، حدثاً تاريخياً عالمياً مهماً، وهو افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة بمشيئة الرحمن، التي بدأ العمل عليها منذ ما يقرب من عام، وقد ساهمت دول عدة في إنجاز هذا المشروع الضخم تأتي في مقدمتها دولة الإمارات، التي تعد أكبر حليف داعم لمصر بعد نجاح ثورة 30 يونيو 2013.

إن أوجه دعم الإمارات لمصر متعددة، كما يراها ويؤكد عليها الخبراء والأساتذة والمختصون والباحثون في علم الاقتصاد والسياسة، حيث شملت الدعم السياسي لموقف مصر الدولي في مواجهة الإرهاب، وكذلك الدعم الاقتصادي من خلال استثماراتها في مصر وما قدمته خلال المؤتمر الاقتصادي في مدينة شرم الشيخ في مارس الماضي، ولكن، بحسب الخبراء، كان أكبر دعم من دولة الإمارات لمصر هو دورها في تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، وما حولها من مشروعات تنموية قومية وحيوية مهمة.

وكان التحالف «التحدي» الذي تقوده شركة الجرافات الوطنية الإماراتية، ويضم شركتي «فان أورد» و«بوسكالس» الهولنديتين وشركة «جان دو نيل» البلجيكية، قد حقق أعمال تكريك كبيرة تعدت 192 مليون متر مكعب بنسبة إنجاز 96%، من الأعمال المطلوبة منها، بمشاركة 23 كراكة تابعة للتحالف «الإماراتي البلجيكي الهولندي».

ولقد غادرت قبل أيام كراكات إماراتية (الحمرا والخاتم وأم العنبر والمرفأ) مواقع العمل بعد انتهاء عملها بالقطاعات 2 و3 و4 و5 بطول قناة السويس الجديدة.

إن الدور الإماراتي في مشروع قناة السويس كبيرٌ وله أوجه ومجالات عدة، فدولة الإمارات دخلت شريكة على رأس عدد من الشركات العالمية لتنفيذ المشروع الأساسي، وهو حفر مجرى جانبي يوازي القناة القديمة ليسمح بازدواج الحركة وهذا المشروع تم تمويله بأموال مصرية، وتم التنفيذ من خلال عدد من الشركات العالمية على رأسها شركات إماراتية.

كما أن هناك جانباً ثانياً للمساهمة الإماراتية في قناة السويس الجديدة، ويتمثل في بعض «المشروعات اللوجيستية» على جانبي القناة تقوم بمهمة المشروعات المكملة للحركة في مجرى القناة، بمعنى أن حركة المرور في القناة تستلزم محطات عدة للحاويات وللسفن العابرة للقناة تضم حاويات تصل من بين 200 إلى 300 ألف حاوية تتحرك في كل الاتجاهات، ليعاد توزيعها على الناقلات الصغيرة لتذهب مباشرة لوجهتها، وكل تلك المشروعات سيكون للحليف الإماراتي نصيبٌ كبيرٌ من تنفيذها.

إن الإمارات تشارك في كل المشروعات المقامة حول قناة السويس، وكانت داعماً كبيراً لمصر لتنفيذ هذا المشروع العملاق، كما ساهمت في المشروعات المحيطة بالمشروع الأساسي أو ما يعرف بأنه «المجرى الموازي للقناة الأساسية»، مثل مشروع البائع الجاف.

لقد تم توفير مستودعات وموانئ مخصصة وجافة لإعادة تصدير البضائع، وكذلك مساهمة الإمارات وتمويلها لمشروعات أخرى مثل تمويل أحواض السفن الجافة والصيانة وصناعة بارجات صغيرة لنقل البضائع. إن دولة الإمارات تعد من أكبر شركاء مصر الاقتصاديين حالياً منذ نجاح ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن.

بهذه المناسبة القومية العربية، أعرب معالي د. سلطان الجابر، وزير دولة بحكومة دولة الإمارات، والمختص في الشأن الإماراتي المصري، والمشرف المباشرعلى المشاريع الإماراتية التنموية في جمهورية مصر الشقيقة، عن الفخر والاعتزاز بأن تقود شركة إماراتية هي «الجرافات البحرية الوطنية» وتؤسس «تحالف التحدي» الذي يضم شركتي «بوسكالس» و«فان أورد» الهولنديتين وشركة «جان دو نيل» البلجيكية، الذي نفذ المشروع الاستراتيجي المهم.

وتثبت هذه التجربة جدارة الشركات الإماراتية وقدرتها على نقل الخبرة والمعرفة وإنجاز الأهداف المطلوبة في وقت قياسي.

إن دولة الإمارات، قيادة وشعباً، تتطلع بفارغ الصبر والفخر والاعتزاز،إلى يوم السادس من أغسطس المقبل، موعد افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، وهو يوم عيد الفرحة والنصر والابتهاج للمصريين، وأشقائهم في دولة الإمارات والعرب أجمعين.

Email