محمد بن راشد فخر الأوطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عودنا دائماً على إطلاق المبادرات المتميزة التي تخدم الوطن والمواطن وترتقي به في مختلف المجالات، هو فخرنا ومفتاح آمالنا ولطالما تعلمنا منه حب التحدي والإنجاز، فهو لا يعترف بكلمة مستحيل وشعاره النصر والفوز في مختلف المحافل‪.‬

اختياره شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2015 كان عن استحقاق وجدارة لشخصية كرست كل اهتماماتها للارتقاء بالدولة والمجتمع ونشر الثقافة وأسس الحوار. ونيل سموه لهذا اللقب جاء تقديراً لإسهاماته العظيمة في مجالات الثقافة لتحقيق أهداف مسيرة النهضة التنموية الشاملة، ولطالما جعل من الثقافة مرتكزاً له في اتخاذ قرارته، فجهوده الثقافية تخطت حدود دولة الإمارات لتصل إلى باقي الدول العربية والإسلامية.

شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هي شخصية استثنائية رسخت حضورها في العالم بأكمله، وأصبحت مصدر إلهام واقتداء للقادة والشعوب، وتكريمه في جائزة الشيخ زايد للكتاب هو فخر واعتزاز للجائزة والمثقفين، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائلا: «محمد بن راشد رسم معادلة صنع التطور وبنى جسور التواصل والتفاؤل على نهج أخيه الشيخ خليفة فعبر الوطن إلى آفاق جديدة من التقدّم والتطور»، وأضاف سموه: «محمد بن راشد حرص على تسجيل اسم الإمارات بأحرف من ذهب في سجل التاريخ، وحقق النجاح تلو النجاح والإنجاز تلو الإنجاز في شتى مجالات التنمية».

إن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لهذه الجائزة التي تحمل اسماً عظيماً وعزيزاً على قلوبنا، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، هو في حد ذاته تكريم وتقدير للمسيرة التنموية لقادة وحكام الدولة، وهو رصيد إضافي لجائزة الشيخ زايد للكتاب.‬

وقد أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، في الأيام القليلة الماضية بدء الإعداد لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي لاستكشاف كوكب المريخ، بحيث سيكون بداية لدخول العرب عصر الفضاء، وأضاف: "رحلة المريخ هي تحد كبير، وهي مصدر إلهام لنا جميعاً كأمة عربية بأننا نستطيع المنافسة في السباق الحضاري والمعرفي العالمي".

أفكاره المتميزة ساهمت بشكل كبير في تطوير مرافق مهمة في الدولة، ورسخ من خلالها مفهوماً جديداً للقيادة على مستوى العالم، فسموه يمتلك تجربة قيادية غنية وأفكاراً إدارية حولت دبي إلى إمارة الإنجازات‪.‬

إن ما تشهده الدولة من تقدم ومواكبة للعصر هو امتداد لموروثنا الثقافي الذي طالما دعا سموه الى الحفاظ عليه من خلال رويته الحكيمة؛ فقد كرس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كل جهوده للارتقاء بالمجتمع والنهوض به في إطار رؤية قيادية حكيمة، فأطلق سموه العديد من المبادرات التي اتجهت بدولة الامارات ودبي خصوصا نحو التقدم والازدهار، وعمل سموه على جعل الشباب قوة فاعلة إيمانا منه بأن الشباب له دور رئيسي في التنمية، ولخلق جيل مبدع من رواد الأعمال لمشاريع ناجحة تجوب العالم.

وإسهاماً من سموه في الحفاظ على اللغة العربية باعتبارها قيمة إسلامية وفريضة وطنية، أطلق سموه حزمة من المبادرات تهدف الى الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها في المجتمع، حيث شملت المبادرات قانوناً للغة العربية لتعزيز استخدامها في الحياة العامة، كما تم إطلاق مبادرات تتعلق بإحياء العربية كلغة للعلم والمعرفة، وشملت المبادرات إنشاء كلية للترجمة ومعهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، إضافة إلى مبادرة إلكترونية لتعزيز اللغة العربية عبر الشبكة العنكبوتية.

وأكد سموه من خلال هذه المبادرات اهتمامه الكبير بهذا الموروث العربي حيث قال: «إن التحديات التي تواجه اللغة العربية كبيرة ونحن مدركون لحجم هذا التحدي، وأنا بطبيعتي أحب الحديث عن الحلول وليس عن المشاكل فقط، وبطبيعتي أنا متفائل، وأعتقد أننا نستطيع أن نفعل الكثير لخدمة هذه اللغة العظيمة».

وإيمانا منه بضرورة توفير بيئة عمل ملائمة لتشجيع الموظفين الحكوميين على تقديم أفكار مبدعة ومشاريع تساهم في تطوير دوائرهم وتنمية مجتمعهم وتحسين خدمة الأداء الحكومي أطلق سموه مبادرة للأداء الحكومي المتميز لنشر مفاهيم التميز والإبداع والجودة في القطاع الحكومي‪.‬

‬ولغرس روح العطاء والتعاون في أبناء دولة الإمارات الحبيبة أطلق سموه مجموعة من المبادرات الإنسانية بأيدٍ ممدودة لكل محتاج عبر العالم فأطلق سموه مبادرة «سقيا الامارات» لتوفير مياه الشرب النظيفة لخمسة ملايين شخص حول العالم عن طريق حفر الآبار وتوفير المضخات وتزويد المناطق المحتاجة بأدوات تنقية المياه.‬

جهود ومبادرات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كثيرة ومتنوعة بحيث نجده بين الحين والآخر يعلن لنا عن إطلاق مبادرة جديدة تخدم الوطن والمواطن وتمتد إلى شعوب أخرى، فنهج سموه وأسلوبه ثقافة لم تعتد عليها الشعوب الأخرى، فهو رجل استطاع أن يبني نهضة مدينة عصرية في وقت صعب مملوء بالعديد من التحديات، لكنه استعان في ذلك بشخصيته العظيمة وعبقريته وحسن إدارته، ولطالما كان ولايزال يطمح في أن تصبح دولة الإمارات الرقم واحد عالمياً.‬

 

Email