اليوم يوم الحزم

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إن الحوثيين لا يمثلون أحداً في اليمن سوى أنفسهم، وإذا لم يتم إنهاء الانقلاب الحوثي سلمياً، سنتخذ الاجراءات اللازمة لحماية اليمن والمنطقة» بهذه الكلمات الحاسمة والموجزة لخص سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اصرار وعزم الخليج الذود عن أرض اليمن والحفاظ على مكتسبات الخليج، نعم يا قوم إنه حلف حق .

قبل عدة أيام كانت حالة من الحزن والأسى ممزوجة بالهزيمة تخيم على كل أرجاء الخليج والوطن العربي من الوضع المتردي في اليمن «الحزين» بعد ان بطش الحوثي وعاث في صنعاء فساداً وانقلابه على إرادة الشعب اليمني وضرب بالحائط شرعية حكومة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور .

أما اليوم وبعد «عاصفة الحزم» فالحال غير الحال، تغيرت المعادلة، المعنويات في السماء والعزة عادت، والنصر لاح في سماء عدن و لسان حال اهلنا في اليمن يقول « ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت، وكنت أظنها لا تفرج» .

لم يعد بمقدور حلف «الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية الصمت على تجاوزات الحوثيين وتوسعهم العسكري. طفح الكيل، ومن دون سابق إنذار شنت عاصفة الحزم هجوماً عنيفاً على الحوثيين في اليمن، واستيقظ العالم مندهشاً من قوة الضربات والجرأة العسكرية، وبات العالم يشاهد تقهقر الحوثيين وهروبهم كالجرذان.

واستيقظت طهران وهي تتابع على الشاشات انهيار مشروعها التخريبي في اليمن، هذا وإن دل على شيء فيدل على النجاح الاستخباراتي لدول الحلف بدقة وسرية العملية، والتي رجحت كفة عاصفة الحزم وانعكست على سيطرتها على الاجواء اليمنية خلال دقائق .

إن المتابع للشأن اليمني يعلم جيداً أن الحوثيين لا يريدون حلاً سياسياً للأزمة، فقد صمتت دول الخليج العربي لنحو سنة كاملة على ما يجري في صنعاء وقبلت ورحبت باتفاق السلم والشراكة بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور والحوثيين، لكن بعد مرور الوقت تبين وبشكل قاطع لدول مجلس التعاون الخليجي ان الحوثي لا يريد حلا سلمياً بل يُريدها خراباً والسيطرة الكاملة والمطلقة على اليمن واستبعاد كل القوى الاخرى المكونة للشعب اليمني.

وكانوا ينفذون هذا المشروع بدعم ورعاية قوى أجنبية، التي وبلا شك ستصبح الخاسر الأكبر في ما يحدث حالياً في يمن العروبة، بعد ان ضُرب مشروعها وبددته عاصفة الحزم خلال ساعات، فاليوم الافعال للرجال في ميدان الوغى، وخطب وشعارات الحوثيين ومن وراءهم أصبحت ساذجة يلخصها المثل العربي «أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً» .

ان لعاصفة الحزم مكاسب عدة منها، عودة الهيبة لدول الخليج ولحلفائها وقطع الطريق على القوى الأجنبية للهيمنة على اليمن ليصبح معسكرا تنطلق منه قوى الشر والارهاب لضرب دول المنطقة، أما أهم المكاسب على الاطلاق تتمثل في انشاء قوة عربية مشتركة للذود عن الدول العربية ولمواجهة كل التهديدات الأمنية بما فيها التهديدات الارهابية دون الحاجة لأي تدخل اجنبي، ووصف هذه الخطوة امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي بأنها «تاريخية» ، حلم كان في كتب المستحيلات واليوم هو واقع ملموس .

قالها ممؤسس المملكه العربية السعودية المغفور له بإذن الله عبد العزيز آل سعود:

الحزم أبو العزم أبو الظفرات

والترك أبو الفرك أبو الحسرات

 

فاليوم يوم الحزم، يوم غضب المسلم، ويوم أسود على كل مجرم، هذا الجهاد الحق تحت راية ولي الأمر نصرةً للحق، اضربوا باسم الله أكبر كل خائن «إن ينصركم الله فلا غالب لكم» .

 

Email