ثلاثون وسيلة في مكافحة الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم الإرهاب، خصوصاً مع احتدام الصراعات والنزاعات وأعمال العنف في بعض الدول والمجتمعات، ما جعل الحاجة ماسة إلى تكريس الجهود لمكافحة هذا الداء العضال، والمساهمة بفاعلية في ما يحقق السلم والاستقرار، ويدعم الوسطية والاعتدال.

ومن هذا الجانب أحببت أن أشير إلى بعض الوسائل المعينة للدول على الوقاية من الإرهاب، التي منها، إعداد الحملات التثقيفية المؤثرة، وعقد الندوات المتخصصة، التي تهدف إلى مواجهة العنف والتطرف، وتقارع الشبهات بالعلم والحجة، وبعث روح المسؤولية الاجتماعية تجاه الوقاية من الجرائم والأفكار المتطرفة لدى كل المواطنين والمقيمين.

ومن الوسائل رفع مستوى الوعي والاقتناع بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، وتعزيز ثقافة المحافظة عليها، وتكثيف دور الشؤون الإسلامية والمؤسسات الدينية في ترسيخ وتعميق الثقافة الإسلامية المعتدلة، ونشر مفاهيم الوسطية والاعتدال في المجتمع، ونقض ما يخالف ذلك، وسن القوانين والأنظمة واللوائح لمكافحة الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله، التي تواكب حجم التحديات.

وترشيد الخطاب الديني بالتقيد بنصوص الكتاب والسنة، واجتناب الآراء الشاذة، والابتعاد عن الفتاوى الفردية في النوازل والمستجدات، وتحرير المصطلحات الشرعية وضبطها، مثل مصطلح الجهاد والولاء والبراء ودار الإسلام ودار الحرب وغيرها.

من الوسائل أيضاً قيام حملة الخطاب الديني المعتدل والمثقفين الوطنيين بواجبهم تجاه التصدي للإرهاب والتطرف، وغرس المفاهيم الصحيحة، من طاعة ولاة الأمور وتحريم الخروج عليهم، وتعظيم حرمة الدماء، ونشر فقه التيسير والتسامح والحكمة، وغير ذلك وفق المخرجات الصحيحة، وبيان دور رجال الأمن والشرطة، والتنويه بجهودهم في إرساء الأمن والاستقرار..

وخلق انطباع جيد عنهم، وتعزيز مكانتهم في المجتمع، وغرس ثقافة التعاون مع رجال الأمن، وعدم التستر على المجرمين والمطلوبين، وتنمية علاقة الصداقة والثقة الدائمة بين المجتمع ورجال الأمن، والتوعية بخطر الجرائم الإرهابية، وآثارها التدميرية الخطرة على كل المستويات، وثمراتها المريرة في تشويه الإسلام وإعطاء صورة مغلوطة عنه، وبيان استغلال الجهات المعادية للنيل من سماحة الدين الحنيف..

وترسيخ المبادئ الراقية في التعامل، ونشر ثقافة التفاؤل والتسامح والمحبة في البيئة الأسرية وبيئة العمل وفي بيئات المجتمع عموماً، والمساهمة في رفع الروح المعنوية للأفراد في مختلف المناسبات، وتعزيز دور الأسرة في حماية الناشئة من الأفكار والسلوكات الدخيلة، والمراقبة الواعية للأبناء، وما يتلقونه عبر القنوات والشبكات، وتكريس الوقت لمتابعة نشاطاتهم، وإرساء مبدأ الحوار الهادف، وتوعية المقبلين على الزواج بأهمية التربية الصالحة والأمن الفكري لبناء أسر سعيدة، وإعداد برامج مناسبة للأطفال، لتعزيز انتمائهم لدينهم ووطنهم، وحمايتهم من الغزو الفكري بأنواعه.

من الوسائل المهمة لمحاربة الإرهاب تجنيب الصغار المشاهد الدموية والصراعات، التي تشوش أفكارهم والألعاب الإلكترونية، التي تربيهم على سلوكات العنف والإجرام، وتضمين مناهج التربية والتعليم الموضوعات، التي تغرس في نفوس الناشئة الوسطية والاعتدال، وتحصنهم من التطرف والغلو والجرائم المختلفة، والاهتمام بنشر الوعي الأمني في المدارس باستخدام الوسائل الإعلامية المدرسية المتاحة، مثل:

الإذاعة المدرسية والصحف الحائطية أو الإلكترونية وتنظيم المسابقات الثقافية ذات المضمون الديني والوطني والأمني، وحسن انتقاء الأساتذة الذين يقومون بالتدريس، ووضع قواعد دقيقة لاختيارهم، بحيث يكونون قدوات صالحة يحتذى بهم علماً وخلقاً وسلوكاً، ووضع برامج لتأهيلهم فكرياً، ومتابعة سلوكهم وأدائهم، ووضع البرامج التربوية والتعليمية والأنشطة المتنوعة، التي تغير سلوك الطلاب نحو الأفضل..

وتنمي معارفهم ومهاراتهم واتجاهاتهم، وقيام المدارس والجامعات بدورها في حماية الطلاب من الاضطرابات النفسية، التي تقود إلى العنف والجريمة، والعمل المشترك بين الطالب والمدرسة والأسرة في تعزيز الانتماء الوطني، وترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة، وتعزيز دور الجامعات والكليات الشرعية في تغذية الطلاب بالفقه الإسلامي الصحيح، الذي يحصنهم من الغلو، وتكثيف بحوث الماجستير والدكتوراه، بما يخدم هذا الغرض..

وشغل أوقات الشباب بالأمور النافعة، من خلال الأنشطة المتنوعة والبرامج الهادفة عبر الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية والأعمال التطوعية وغيرها، وتربية الشباب على المسؤولية الاجتماعية، واحترام النظم والقوانين وتوضيح فائدة ذلك لهم، وتقوية صلة الشباب والناشئة بالعلماء المعتدلين، وإرشادهم إلى أخذ العلم على أيد موثوقة أمينة.

من الوسائل أيضاً، إعداد برامج إعلامية محترفة في معالجة الجرائم والعنف والإرهاب والتطرف، وتحقيق الأمن الوقائي في المجتمع عن طريق التلفاز والصحف، وغيرها من الوسائل السمعية والبصرية والمقروءة، والاستفادة من الإعلام الجديد في تقويض الفكر المنحرف، مثل: شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ووضع آلية للتعامل مع المواقع ذات الطابع الإرهابي..

والإسهام في وضع خطط وبرامج لإغلاق المواقع والحسابات التكفيرية والإرهابية، ومتابعة المكتبات ومعارض الكتب لتخليصها من أي كتب متطرفة مضرة، ووضع دراسات علمية واعية لظاهرة الإرهاب والتطرف، والتشخيص السليم لأسبابها، وتحديد مخرجاتها العلاجية والوقائية بموضوعية وواقعية، وإعداد البحوث والدراسات التي تسهم في معالجة الغلو والتطرف من قبل باحثين ذوي خبرة واختصاص.

 

Email