ماهو سر الشيخ خليفة بن زايد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشعر وأنت تتابع مكارمه الإنسانية وعطاءه الفياض بأن هذا الرجل الكبير-الكبير يضبط ساعته على حاجات الناس في الدولة وخارجها؛ كأنه حفظه الله لا يهدأ له بال إلا إذا أعطى وبذل وسد حوائج الناس وأغاث الملهوف وأطعم المحتاج، لا يكاد يسمع عن أزمة إنسانية في أقاصي الأرض إلا ويكون أول من يبادر للإغاثة حتى أصبح الخبر الذي يقول «أمر صاحب السمو رئيس الدولة بإرسال مساعدات إنسانية إلى البلد الفلاني»، يسبق في غالب الأحيان وصول الخبر الذي يعلم الناس بما يحصل في ذلك البلد.

أقول هذا ونحن نتابع مكارم سموه حفظه الله تتابع يوماً بعد يوم، خذ الجمعة الماضية مثلاً فما إن تناهى لمسامع سموه نبأ التفجيرات الإرهابية في مدينة القبة الليبية حتى كان أول من يدين وأول من يأمر بتوفير الرعاية الصحية للمصابين، ثم وفي نفس اليوم ما إن علم حفظه الله بالتفجيرات الإرهابية في العاصمة الصومالية مقديشو حتى بادر نفس المبادرة: أول من يُدين وأول من يرعى المصابين.

وذلك ديدنه لله دره، فصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورث عن والده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، عظيم الخصال وعالي المناقب، ما يجعله نبعاً متجدداً للإنسانية الحقة والعطف على كل محتاج والرأفة بكل من هو في أزمة.

ضربت مثالاً على ضحايا العمليات الإرهابية، ولكن قصة «خليفة بن زايد» مع العطاء لا تبدأ هنا، فكم بادر لرعاية ضحايا الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات..

وكم كانت له اليد الطولى في إغاثة الملهوفين من ضحايا الحروب ونجدة المتضررين من أنواء الطبيعة وإن ننسى، فلن ننسى الحملة الأخيرة قبل أسابيع التي أطلقها سموه يحفظه الله للتراحم مع اللاجئين السوريين والفلسطينيين والعراقيين عندما دهمتهم العاصفة الثلجية «هدى».

لذلك عندما تقرأ في سيرة هذا الرجل العظيم، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وتسأل نفسك: كم من الإنسانية يتجمع في قلبه لكي يفيض بكل هذا العطاء، لا يستقيم في الجواب أن يكون وفرة المادة أو سهولة اتخاذ القرار، فالمال يتوافر عند كثيرين، وكذلك القرار، لكن عظمة النفس وعلو الهمة وجلال المقصد وكبر الهدف لا تتوافر إلا عند رجل مثل خليفة بن زايد، وأتعمد ألا أذكره هنا بأية ألقاب، فقد رفعته مناقبه فوق كل لقب.

لكن قصة هذا الزعيم الفلاحي لا تنحصر في الشق الإنساني وحده، لأنه جُبل على معدن نادر من العطاء والإيثار، لذلك وجدناه مثلاً عندما كان ولياً لعهد أبوظبي ورئيساً لمجلسها التنفيذي، يركز في مشروعاته على التنمية البشرية كعنصر رئيسي من عناصر التنمية المتوازنة في الإمارة..

ويرعى بنفسه مشروعات الإسكان التي رافقت تحولات تاريخية في الإمارة والدولة على الصعد الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية، فالأمر بالنسبة لكثيرين كان انتقالاً من مرحلة البداوة إلى مرحلة الحضارة، وكان «خليفة» رائداً لعملية الانتقال هذه وعضداً لوالده العظيم في إدماج المواطنين جميعاً في مظلة التنمية والتحول التنموي الاتحادي المتكامل.

ولعل الدور الذي لعبه سموه حفظه الله في تأسيس صندوق الاستثمار السيادي لإمارة أبوظبي في منتصف السبعينيات يمثل تعبيراً لا تخطئه العين عن الروح المستقبلية المستشرفة، والنظرة الثاقبة بعيدة الأمد التي يتمتع بها سموه كقائد محنك أدرك مبكراً أهمية صناديق التحوط والاحتياطيات الاستراتيجية للدول في الوقت الذي كانت دول أخرى تنظر للثروة النفطية باعتبارها مستحيلة النضوب.

أما دوره كنائب للقائد الأعلى في تأسيس وتطوير القوات المسلحة والانتقال بها من «قوة دفاع أبوظبي» إلى «القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة»، فتشهد له المتابعة الحثيثة والرؤية الاستراتيجية ومنظومة العمل الجماعي التي ضمت إلى جانبه أخويه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وزيراً للدفاع، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً لهيئة الأركان.

وبعد، فإذا كنا بدأنا هذه الكلمات بالإشارة إلى عطاءات الشيخ خليفة وإنسانيته التي لا تُدانى، فقد لا تكون هذه المقالة كافية للإحاطة بشخصية وإنجازات هذا الرجل العظيم قبل وبعد تسلمه رئاسة الدولة.

لكنني أذكر أبناء دولتنا الحبيبة أن نموذج خليفة بن زايد الإنساني نموذج يستحق أن نعلمه لأبنائنا وأجيالنا القادمة، تعبيراً عن العرفان لهذا الرجل العظيم، وإسهاماً منا في تكريس العطاء الإنساني الذي يمثله سموه كجزء رئيس من مكونات الشخصية الوطنية الإماراتية.

أما العطاء للوطن فإن خليفة الخير لم يترك مجالاً لأحد أن يسبقه أو ينافسه، وهذا درس لأجيالنا كلها الحاضر منها والقادم، لأنه عندما يتعلق الأمر بالوطن-الدولة-الإمارات، لا يبقى للتنافس الإيجابي حدود، بل يصبح بذل أقصى الجهد واجباً على كل واحد منا.

والسر في ذلك كله، عندما يتعلق الأمر بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تلخصه مقولة والده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله تعالى، حين كان يعقب بعد كل إنجاز لابنه البكر وولي عهده: «خليفة اشتغل»!

وهل بعد هذا الذي نراه من إنجاز؟

 

Email