شكراً لمن شكر حماة الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة يوم جلوسه حملة «شكراً حماة الوطن» لتوجيه الشكر والتقدير لأبناء القوات المسلحة وحماة الوطن، كعادة سموه في إسداء الشكر والعرفان للفئات المتعددة المهمة في المجتمع، ودعا سموه شعب الإمارات لشكر حماة الوطن..

هذا النداء الذي لاقى تفاعلاً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع من صغار وكبار ورجال ونساء، فهبوا ملبين يسطرون كلمات الشكر والعرفان لهذه الفئة الأبية الباسلة بالكلمات الجميلة والتعبيرات المؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ذلك الذي عكس مكانة أبناء القوات المسلحة في نفوس أبناء الإمارات والذين لا يكاد يخلو منهم بيت ولا أسرة.

ولا ريب أن هذه المبادرات الجميلة التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، تعكس ما يتحلى به سموه من صفات نبيلة وخصال جميلة وسمات قيادية فريدة، منها: تقدير جهود الفئات المتعددة العاملة في خدمة الوطن، وإسداء الشكر والعرفان لهم، وضرب القدوة الحسنة في ذلك عبر شخص سموه الكريم..

إضافة إلى دلالاتها على ما يتمتع به سموه من الأخلاق العالية وصفات التواضع والحكمة والحنكة وبعد النظر والتفاعل مع المجتمع والحرص على الوطن وأبنائه والتفاني في ذلك، وهذا ليس بغريب على قادتنا الكرام الذين وجدنا فيهم هذه المعاني الجميلة ماثلة في أقوالهم وأفعالهم، فأحبتهم القلوب وتغنت بمآثرهم.

إن هذه الحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لها ثمرات إيجابية كثيرة، ففيها شحذ للهمم ورفع للمعنويات وإعلاء لروح التضحية والفداء من أجل هذا الوطن المعطاء، والتنويه على قيمة الدفاع عن الوطن والذود عن حياضه، والإشادة بقوة جيشنا وصلابته وتطوره، فهو أحد أقوى الجيوش في المنطقة، وأكثرها تقدماً، وأفضلها عدة وعتاداً..

كما جاء في كلمات سموه، وفيها أيضاً دعوة لشبابنا للالتحاق بهذه المؤسسة العظيمة والانضمام إلى صفوفها، كما أن فيها دعوة للتلاحم بين مختلف فئات المجتمع، وتقوية لجسور المحبة والوئام والإخاء، وترسيخاً لمبدأ الجسد الواحد والبيت المتوحد، وفيها التنويه على قيمة الشكر كونه خلقاً كريماً رفيعاً وتربية للنفس على التخلق بهذه الخصلة وترجمتها عملياً، فقيمة الشكر في الإسلام كبيرة..

وقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: « من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، كما أن فيها التنويه على أهمية بناء الإنسان القوي القادر على أن يكون درعاً متيناً وحصناً حصيناً لوطنه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».

ونحمد الله أن مكانة قواتنا المسلحة كبيرة، وجهودها عظيمة مشهودة، سواء على مستوى الدفاع عن الوطن وعزته وكرامته، وحراسته من أي غادر أو طامع، والسهر على أمنه وأمانه وسلامته..

والمحافظة على منجزاته ومكتسباته، وحماية وحدته وتلاحمه، ونشر الطمأنينة بين أبنائه، أو على مستوى الجهود الإنسانية النبيلة التي تقوم بها قواتنا في مختلف بقاع الأرض، التي تسهم في رفع المعاناة وتخفيف الآلام عن البشرية، وتدفع عجلة السلام والاستقرار في العالم، وهم في ذلك كله يبذلون دماءهم وأرواحهم ومهجهم، فلهم منا جزيل الشكر والثناء.

مما يجب أن ندركه أن ما نعيشه في دولة الإمارات من أمن وأمان واستقرار هي بفضل الله، ثم بجهود مؤسساتنا الأمنية والعسكرية التي تبذل الغالي والنفيس من أجل حماية الوطن، بعيداً عن الأضواء والنفخ الإعلامي، ومع هذا فإننا نبصر بصماتهم الطيبة في حفظ مكتسبات الوطن وحماية المواطن والمقيم، وهي ثمرة من ثمرات ولاة أمورنا، الذين أولوا هذه المؤسسات العناية الفائقة..

وسهروا على تفوقها وتطورها والنهوض بها، حتى أصبحت في مصاف أقوى المؤسسات في هذا المجال، فجزى الله ولاة أمورنا خير الجزاء، وأخص بالشكر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي سهر على بناء قوات باسلة أصبحت محل فخر وإعزاز وتبوأت الصدارة والريادة.

ويطيب لي أن أقول لقواتنا حماة الوطن: أنتم فخرنا وعزنا، وقد أثبتم أنكم حماة هذا الوطن بكل جدارة وكفاءة، فسيروا في حفظ الله وكنفه، واعلموا أن مسؤولياتكم عظيمة في حماية الوطن وأبنائه والمحافظة على الأرواح والأعراض والأموال، سدد الله خطاكم وبارك في جهودكم، وأذكركم بمقولة مؤسس دولتنا والدنا المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لأبنائه العسكريين:

«إذا كانت الأوطان تختلف من وطن إلى آخر فإن الوطن الخير والمعطاء لأبنائه يكون له حق عليهم بأن تكون أرواحهم رخيصة في سبيله، كما يستحق هذا الوطن الإخلاص والجد والصبر والجلد».

وأخيراً أقول: شكراً لمن شكر حماة الوطن، شكراً لك يا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على مبادراتك الجميلة المعبرة، وشكراً لك أيضاً لأنك أحد الرجال الأفذاذ، الذين سهروا في الدفاع عن هذا الوطن، وبذلوا من أجل ذلك الغالي والنفيس، شكراً لك يا وزير الدفاع.

 

Email