«أكاديمية الإمارات الدبلوماسية».. دور كبير منتظر

ت + ت - الحجم الطبيعي

للعلاقات الدبلوماسية بين الدول طبيعة خاصة، حيث إنها تمدّ جسوراً للتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة، وعن طريقها يمكن التوفيق بين المصالح المتعارضة ووجهات النظر المختلفة، ولا شكّ في أن هذه العلاقات تحتاج إلى طرق ووسائل خاصة تدار بها، وإلى أناس ذوي مواصفات خاصة ومدرّبين لكي يقوموا بمهامها المتداخلة والمعقّدة على الوجه الأكمل.

وعليه فإن من الضروري أن يكون اختيار الملتحقين بالعمل الدبلوماسي بمراتبه المختلفة وفق أسس وقواعد وشروط لا بدّ من توافرها بكل دقة، تعزيزاً لمكانة الدولة وحماية لمصالحها بما يتوافق ومستجدات العمل الدبلوماسي.

ومن هذا المنطلق حرصت قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تأهيل الموارد البشرية المواطنة العاملة في الحقل الدبلوماسي، وفق النظريات العلمية المعاصرة في العلاقات الدولية، والأساليب الحديثة في العمل الدبلوماسي.

لنقل صورة مشرقة عن دولتنا ودبلوماسيتنا إلى دول العالم وفي المحافل الدولية المختلفة، وفي هذا السياق ونتيجة تطور العمل الدبلوماسي واتخاذه أشكالاً جديدة جاء إصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله بإنشاء «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية كجهة اتحادية مستقلة تختص بالإسهام في دعم السياسة الخارجية للدولة في مجال العلاقات الدبلوماسية والقطاعات المرتبطة به.

وكذلك تأهيل أعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي والعاملين في وزارة الخارجية والدارسين في الأكاديمية من الوزارات والجهات الأخرى، بمن في ذلك الملحقين الفنيين والعسكريين وفي مجالات العلاقات الدولية والدبلوماسية، وتدريبهم ورفع كفاءتهم».

لقد تطورت الدبلوماسية في عصرنا الحديث وبرزت أهميّتها أكثر فأكثر نتيجة تغيّر النظام الدولي، وكان لزاماً في هذه المرحلة إنشاء مؤسسة وطنية تُعنى بالدبلوماسية المعاصرة، وهو ما أدركته حكومتنا الرشيدة بإنشائها أكاديمية الإمارات الدبلوماسية لدعم الدبلوماسية الإماراتية عن طريق تأهيل الدبلوماسيين المواطنين، وتنمية قدراتهم النظرية والتطبيقية التي تعينهم على تحمّل مسؤولياتهم.

وتزويدهم بالخبرات المطلوبة لمتابعة المستجدات الدولية وربطها بالعمل الدبلوماسي، بما يتفق مع المتطلبات المستجدة للعاملين في المجال الدبلوماسي وبما يتلاءم مع سياسة الدولة الخارجية، بالإضافة إلى أن الأكاديمية ستختص بالعمل كمركز فكر ودراسات وإعداد البحوث والتقارير المتعلقة بالعلاقات الدولية والدبلوماسية وتمويلها، ورصد المواقف والآراء حيال أبرز القضايا التي تهمّ الدولة.

من اللافت للنظر أن السياسة الخارجية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان شهدت نجاحات وإنجازات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، وقد أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن «نجاح السياسة الخارجية لدولة الإمارات يشكّل أحد أبرز الإنجازات المشهودة للدولة.

التي قامت على مجموعة من الثوابت للسياسة المتوازنة والمعتدلة التي تنتهجها منذ قيامها تجاه القضايا العربية والدولية، والتي أكسبت بلادنا الاحترام والتقدير في مختلف المحافل الدولية»، وهذا بدوره يتطلب تنشيط الدبلوماسية وزيادة انفتاحها على العالم الخارجي، وتفاعلها الإيجابي في تعزيز علاقات الدولة مع دول العالم، وتطوير أساليبها لتتوازى مع التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية.

إننا نتطلّع إلى «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية» بثقة كبيرة بأنها ستكون أساساً مهماً تستند إليه وزارة الخارجية لتعزيز دورها في تحقيق أهداف الدولة الخارجية ودعمها، بما يلبّي طموحات قادتنا الذين أدركوا، بحكمتهم ومسؤوليتهم، أبعاد المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها على المستويين الإقليمي والدولي، وعملوا على مواكبتها ومواجهتها بالعلم والمعرفة والتدريب.

 

Email