مظاهرات الإخوان في واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتناقل الصحف المصرية والعربية أخبار استعداد الإخوان في الولايات المتحدة لإحراج الرئيس السيسي بمظاهرات شتى وعديدة، أثناء إلقائه كلمة مصر أمام الأمم المتحدة يوم 21 من الشهر الجاري. والواقع أن سياسات الإخوان منذ خروج الملايين من المصريين ضدهم، تعكس المثل المصري الشائع «يافيها لخفيها». فالإخوان لم يستوعبوا حتى الآن خروجهم من مسرح السياسة في مصر وتحولهم لجماعة إرهابية..

وهو أمر أصابهم بالكراهية والحقد على النظام السياسي الحالي والتفاف المصريين حوله. ومن خلال التحالف غير المعلن بين الإخوان والجماعات الإرهابية، ما زال المصريون يفقدون أبناءهم في عمليات إرهابية غادرة ضد الجيش والشرطة، وأخيراً ضد القضاة وأبنائهم. بل ويصل الأمر بهم إلى محاولة تدمير أبراج الكهرباء، رغبة في تعكير صفو الحياة اليومية للمصريين. فالإخوان ليس لهم من همٍّ إلا الرغبة الغادرة في تدمير مصر ووضع العقبات أمام المصريين.

لم يجد الإخوان هذه المرة إلا محاولة تعكير صفو زيارة الرئيس السيسي للأمم المتحدة، وإشعال المظاهرات في وجه هذه الزيارة، من خلال أتباعهم من المصريين وغيرهم من أبناء بعض الجاليات العربية. ورغم أن البعض يتحدث عن تلك المظاهرات بقلق وخوف مما قد يحدث هناك، وهو ما يجعلهم يطرحون ضرورة إنابة الرئيس السيسي لشخص آخر يلقي كلمة مصر، فإنه يجب ألا نهول من تأثير الإخوان وحجم وجودهم في نيويورك. فالخطة الخبيثة للإخوان، تتمثل في الدفع بنا إلى الخوف من نفوذهم وتهويل حجم مؤيديهم، والواقع عكس ذلك تماماً. ف

كما لهم بعض المؤيدين، فإن هناك الملايين من المسلمين والعرب المناوئين لهم ولأفكارهم، وهو أمر يجب أن يجعلنا لا نقلق على زيارة الرئيس السيسي للأمم المتحدة. فكما قد تحدث مظاهرات من قبل الإخوان، فسوف تحدث مظاهرات عديدة مؤيدة للرئيس ولسياساته. يجب ألا نقلل من مخاطر الإخوان وتوجهاتهم العدائية ضد مصر والمصريين.

لكننا في الوقت نفسه يجب ألا نفرط في تلك المخاطر بحيث تجعلنا نهول من حجم الإخوان بما يُقعدنا عن العمل والمواجهة. إن السياسات الراهنة في مصر استرجعت الزخم الوطني لغالبية المصريين، ووضعت مصر على خارطة طريق جديدة، مؤداها المزج بين استرجاع الأمن والاستقرار، والسير المتواصل في مسيرة التنمية الاقتصادية ..

وما يرتبط بها من مشروعات قومية واعدة. ولعل مشروع قناة السويس يمثل باكورة تلك المشروعات القومية، التي جمعت المصريين حولها من خلال توافدهم على البنوك المصرية وشرائهم المذهل لشهادات قناة السويس، التي تجاوزت نصف المبالغ المطلوبة في أيام قليلة.

كل هذه التوجهات السياسية والاقتصادية الناجحة التي استردت وعي المصريين وإحساسهم بوطنهم، يجب أن تجعلنا لا نلقي بالاً لمهاترات الإخوان هنا أو هناك. فمن الضروري أن يسافر الرئيس السيسي بشخصه ليلقي كلمة مصر أمام الأمم المتحدة، ومن الضروري أيضاً أن تكون الكلمة معبرة عما تواجهه مصر من إرهاب حقيقي ودموي. كما أنه من الضروري ألا تدافع مصر عن نفسها في هذه الكلمة، فما حدث في مصر من عمليات إرهابية غادرة...

وما تقوم به مصر من مواجهة لهذا الإرهاب الغاشم، وإصرارها الهائل على النهوض بالمصريين اقتصاديا وصحيا وتعليميا وفكريا، يجب أن يجعلنا لا نقف في خندق المدافعين عن أنفسنا أمام الآخرين. ما تحتاجه مصر في هذه المرحلة هو الانتقال من خندق الدفاع إلى خندق الهجوم ضد الجماعات الإرهابية الدموية وبعض الدول التي تروج لهذا الإرهاب وتدعمه، سواء أكانت عربية أو غربية.

سيادة الرئيس السيسي.. من الضروري أن نسمع صوتك أمام الأمم المتحدة ضد دموية الإخوان وضد الدول الداعمة لهم. فالواقع أن هذه الكلمة سوف تسعد ملايين المصريين، وهم يرون رئيسهم يعتلي منصة الأمم المتحدة مبدياً رأي مصر في تعقيدات المنطقة والتحديات الهائلة التي تواجهها. وعموماً فإن القافلة تسير، بغض النظر عن هوس وبغضاء وحقد الآخرين.

Email