المريخ موعدنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

طموح لا يؤمن بأي حدود للنجاح، وثقة لا تقتنع بما دون الثريا، ونفس تتحدى ذاتها كل يوم لتكون في المركز الأول، فإن تضاءلت أهداف الأرض عن إشباع طموحات استشراف المستقبل كان المريخ غايتنا.

هذه الروح العظيمة هي التي ينطلق من خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهي التي يعمل جاهداً ليبثها في نفوس أبناء الوطن، ليكونوا صناع المستقبل وبناة الحضارة في الأرض والفضاء.

لم يترك سموه فرصة الطموح لبلوغ المريخ دون التأكيد على حقيقة لا يزال يكررها على الدوام، لترسخ في أبجديات الفكر الإنساني لدى أبناء الإمارات، ولينقل الرسائل تلو الرسائل إلى العالم أجمع بأننا دعاة معرفة وعلم ونهضة، وحملة لواء الخير للإنسانية جمعاء.

لا تشغلنا الشواغل عن الإدلاء بدلونا لخدمة البشرية، ولا نتردد في تقديم العون الإنساني والثقافي والمعرفي لشتى بقاع الأرض، حتى لو غزونا المريخ بحثاً عن المعرفة والخير، فقد أكد سموه في جلسة العصف الذهني مؤخراً مع فريق العمل الحكومي، أن «مشروع الإمارات التاريخي للوصول للمريخ بحلول عام 2021.

فيه منفعة لكل البشرية وستكون نتائجه مفتوحة لجميع الدول للاستفادة منها»، وأن «هدف الحكومة من إطلاق المشروع هو تطوير المعارف والجامعات ومراكز الأبحاث وتخريج علماء مواطنين متخصصين في علوم الفضاء، لأن الغاية لم تكن أبداً الوصول للمريخ، بل الغاية بناء إنسان الإمارات وتطوير معارفه وعلومه».

نتائجنا ونجاحاتنا مفتوحة المنفعة والخيرية للجميع، لا يحجبها حاجب ولا تقف في طريقها مآرب، لأننا كما يرى سموه لا نريد إلا بناء إنسان الإمارات والارتقاء بمعارفه، وتطوير آفاق العلوم وتعزيز منافذ الدراسات ومخرجات الجامعات، بكوكبة متوالية من نجوم الوطن الحاملين مشاعل العلم والمعارف والبحث العلمي ليقدموا إسهاماتهم للعالم أجمع.

وتعيدنا الذكريات إلى يوم أطلق سموه المراحل التنفيذية لبناء القمر الصناعي «خليفة سات»، وهو أول قمر يتم بناؤه وتصنيعه بالكامل في الإمارات وبكفاءات إماراتية بنسبة 100%، ليكون بذلك أول قمر صناعي من إنتاج عربي خالص.

يومها أكد سموه بخبرة القائد العارف بمتطلبات النجاح، الواثق من كوادر أبناء الوطن، ومقدماً الإنجاز هدية لجميع العرب، أن «المشروع الجديد هو رسالة لكل العرب بأن لحاقنا بعصر الفضاء ليس بعيداً ولا مستحيلاً، وأن دولتنا ستكون رائدة في هذا المجال، ولدينا الثقة والشجاعة للدخول في منافسة الدول الكبرى في هذا الميدان».

وتوج ذلك مؤخراً بإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي، في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السنوات السبع المقبلة.

نعم، نطمح بكل ثقة إلى غزو الفضاء، ولا نهابه، لأننا بفضل الله تعالى ثم بحكمة القيادة الرشيدة، دخلنا أبواب المنافسات العالمية وحققنا التميز والريادة في كثير من المعايير، ولم ترهبنا كثرة المنافسين، لأننا نثق بأنفسنا، وسيكون الكوكب الأحمر قريب المنال لنا، لأن شبابنا يضعون الريادة منهج حياة، ويسخرون الإمكانات المتاحة لتحقيق هذا الهدف.

والأمر بلا شك ليس أماني مطلقة في الهواء، ولكنه مشروع يقوم على أسس ودراسات، كما أنه يتطلب، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، العمل فريقاً لتطوير مراكز متخصصة للأبحاث وإطلاق تخصصات جديدة في الجامعات، بما يؤدي لتكوين نواة من العلماء المواطنين المتخصصين في هذه المجالات، وتكون له آثار طويلة المدى في التنمية العلمية والمعرفية في دولة الإمارات.

 

Email