دبي.. قبلة الإنتاج السينمائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

المتابع لما يشهده قطاع الإنتاج التلفزيوني والإعلامي في دبي لا يسعه إلا أن يقف ممتناً لما حققته الحكومة من إنجازات في هذا المجال متخطية حدود الأحلام، ليصبح النجاح واقعاً.

هذه الإمارة، حيث الطموح يعانق السحاب، استطاعت أن ترتقي بمكانتها على خارطة الإنتاج العالمي، واستطاعت أن تستقطب أنظار العالم أجمع لتصبح الوجهة المفضلة لشركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني من مختلف مشارق الأرض ومغاربها. ولا تزال أصداء نجاح تصوير الأفلام الهوليوودية والبوليودية في دبي تحظى باهتمام العديد من أقطاب صناعة السينما محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وخلال العام الماضي، شهدت الإمارة حالة من النشاط الإنتاجي، واكتظت أروقتها بالعديد من طواقم الإنتاج والتلفزيون التي حطت رحالها في دبي للاستفادة من ما توفره من بنية تحتية عالمية وتقنيات متطورة تتسم بالكفاءة كان أبرزها استديوهات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي الثلاثة في مدينة دبي للاستديوهات، الأكبر في المنطقة، والتي أسهمت في إحداث تغيير جذري في طريقة صنع المحتوى.

وتصل نسبة الإشغال فيها إلى مستويات عالية. ويمتد الاستوديو الأول على مساحة 15 ألف قدم مربّع، وتشغله حالياً كل من محطة أم بي سي وستار غيت الشرق الأوسط، بينما تصل مساحة كل من الاستوديوهين الإضافيين إلى 25 ألف قدم.

ولعبت لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي دوراً كبيراً في تقديم الدعم اللازم وتسهيل متطلبات دخول أعداد كبيرة من مؤسسات الإنتاج التلفزيوني العالمية وطواقم التصوير، ووفقاً لورقة عمل صادرة حديثاً عن لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي بعنوان «الفرص والتحديات التي يواجهها سوق الإنتاج الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا».

تتمتع إمارة دبي بإمكانات كبيرة وفرص مكنتها من تجسيد نفسها مركزاً عالمياً للإنتاج الإعلامي، وذلك بفضل جهود حكومتها الرامية إلى ترسيخ البنية التحتية اللازمة وتطوير الخدمات الضرورية التي تعتبر حجر الأساس لإيجاد منظومة إعلامية حيوية.

كما أظهرت ورقة العمل افتقار اللغة العربية إلى إنتاج المحتوى الإعلامي العربي.

كما يمثل مستوى الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في العالم العربي نحو 0.03 في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يعتبر تحت المستوى بفارق كبير عند مقارنته بالأسواق الأخرى. وبالرغم من ذلك، شهد العام 2014 إنتاج مجموعة واسعة من المحتوى العربي من خلال استديوهات الإنتاج الإعلامي.

دبي هي الخيار الأول لشركات الإنتاج العالمية الحاصلة على حقوق امتياز لإنتاج المحتوى العربي لبعض البرامج العالمية بما في ذلك ماستر شيف النسخة العربية، وغيرها من الإنتاجات التلفزيونية الضخمة مثل سرايا البيت، والحب في الأربعين، وقبل الأوان.

إن تألق إمارة دبي ونجاحها لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج رؤية القيادة الرشيدة وحكمتها في احتضان المستقبل، ولا يسعنا إلا أن نواكب العصر ومتغيراته، والانفتاح على كل ما هو جديد للتحليق عالياً في سماء النجاحات حيث لا حدود للطموح ولا مجال للتراخي.

 

Email