نداء الواجب الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أيام التحق شبابنا وبناتنا بالخدمة الوطنية، وهم قبل ذلك كانوا بلا شك جنوداً في خدمة الوطن، وسيظلون يفخرون بهذا الشرف ما داموا يتنسمون عبير هذا الوطن المعطاء، ويتلمسون له الريادة والقوة والمنعة، ليعيدوا له شيئاً من الجميل استعداداً على الدوام لتقديم ما يطلبه نداء الواجب.

هو يوم تاريخي بامتياز في حاضر دولتنا، وسيكون يوماً مجيداً في مستقبل الوطن، لأنه شهد أول استجابة لشباب الوطن في صفوف الخدمة الوطنية، امتثالاً لقرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي عدّ الدفاع عن الاتحاد فرضاً مقدساً على كل مواطن.

وأداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين ينظمه القانون، وسيبقى هذا اليوم مزهراً بين الأيام، لأنه شهد مهرجان الإقبال الشعبي من الشباب وأولياء أمورهم، ناظرين إلى قداسة العمل من أجل ترسيخ أركان الوطن، وزيادة منعته وتثبيت حصونه.

نعلم يقيناً، كما يعلم الملتحقون بالخدمة وأولياء أمورهم، أن وراء هذا الواجب المقدس أهدافاً سامية، ولعل أبرز ما يتربع على قمة هذه الأهداف هو تنشئة شبابنا على تحديات الحياة، وكيفية التعامل معها بثقة الممارس الخبير، البعيد عن فوضى الترهل الاجتماعي والدعة في نيل مكاسب الحياة، والاستعداد لمفاجآتها برباطة جأش تتجاوز عقبة الخوف من تحمل المسؤولية، والاستعداد لتقديم ما يتطلبه نداء الواجب على أي ثغر وفي أي زمان.

فالحياة العسكرية تصقل شخصيات شبابنا وبناتنا، وتصنع منهم رجالاً ونساء لا ترهبهم حوادث الأيام، وتدعم في نفوسهم الأفكار والمبادئ الإيجابية، ولعل تعزيز قيم الولاء للوطن مما لا يمكن أن تفاضله قيمة اجتماعية.

نثق بقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، الذي اختار التوقيت المناسب ليضع حجر الأساس لركائز قوة مجتمعنا بأيدي أبنائنا، حتى تحمي أجيالنا مكتسباتنا، وهو يعلم مدى استعداد الشباب لتلبية نداء الواجب، وثقتهم بقدسية رد جميل الوطن.

ونثق بشبابنا وبناتنا، ونعلم أنهم سيكونون عند حسن الظن بهم، مبادرين سباقين مجتهدين، يعلمون أن دقائق الوقت قيّمة جداً، وضبط إيقاع الحياة مفتاح النجاح، والأمانة لا تستغني عن القوة ما دام صاحبها يطمح أن يكون دعامة راسخة من دعائم المجتمع، وأن يقدم الصورة الحقيقية لأبناء زايد الخير، العاملين بإخلاص لوطنهم، المحطمين الصورة النمطية التي يعتقدها البعض فيهم من أنهم سلبيون لا يشغلهم إلا همّ الاستهلاك.

فها هم اليوم يثبتون للجميع أنهم يتسابقون لنيل شرف خدمة الوطن، وأن الخير في قلوبهم والقوة في إيمانهم، والحكمة في عقولهم، فلا تحجب مبادرات عطائهم عن قريب ولا بعيد، ولا تتقاعس هممهم عن نجدة الملهوف، ولا تتلاعب بعقولهم أحابيل شياطين الإنس لتصنع منهم طاقات شبابية مهدرة أو هدامة.

ونثق بالقائمين على رعاية شبابنا وبناتنا في معسكرات الخدمة، لأننا نعلم حرصهم الأبوي على الأخذ بأيديهم نحو مرادات الواجب المقدس المنشود من وراء الخدمة الوطنية، واضعين جملة من الأهداف سيحققونها في تجربة الشباب.

كما رسمها القانون، أبرزها التنشئة الوطنية السليمة، وغرس قيم الولاء والانتماء والتضحية وترسيخها في نفوسهم، وربط هذه القيم الوطنية بمبادئ ديننا الحنيف، وتهيئة جيل قوي واثق، يمتلك مقومات الشخصية القيادية من حيث الانضباط والالتزام، وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس والقوة البدنية، واحترام القانون، وتقدير الوقت..

جيل يثق بنفسه وبوطنه وبقياداته وبمؤسسات الوطن، يكون له دور كبير في إبراز الدور الريادي للقوات المسلحة والمؤسسات الأمنية الأخرى، في الحفاظ على أمن الوطن وحماية إنجازاته. نهنئ أنفسنا بشبابنا، ونهنئ قيادتنا على الثقة التي غرسوها في نفوس أبناء الوطن، وحبهم لترابه.

 

Email