«الأنا» عقبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما لا توجد عقبة اجتماعية لها من حجب التواصل وتجميد سيولة العلاقات كما هي لـ«الأنا» المتضخمة، ذلك أنها تتزايد حتى تمنع صاحبها من رؤية أي أحد من حوله، وبقدر ما تتعاظم في عقله «أناه» بقدر ما تدفعه بعيداً عن أي محاولة لبناء علاقات أو تمتينها أو رأب صدوعها.

والمتعب في قضية الأنا المتضخمة هذه أنها كالسرطان من حيث انتشارها في الذات الإنسانية، فتتسلل بصمت ويعلو بخارها في الرأس قليلاً قليلاً إلى أن تبلغ حجماً يصعب معه استئصالها، هذا فضلاً عن تعايش صاحبها معها، وكأنها جزء منه لا يمكن أن يعيش من دونها.

نماذج «الأنا» المتعملقة تصادفك في جميع مفاصل الحياة، بلا تحديد لمستوى اجتماعي أو تعليمي، وتترك صاحبها في عزلة نفسية مع الآخرين دون أن يشعر، وتقدم نفسها إليهم فجّة ممجوجة.

لا يوجد في الناس أحد كامل، فالكمال لله وحده، وتباين الشخصيات طبيعة فريدة في البشر تزيد في جماليات الحياة وتمنحها رونقاً لا يمكن أن تقدمه نماذج القوالب المتكررة على أي صعيد وفي أي اتجاه، لأنها حين ذلك ستفرض السآمة في الكون ولن تتيح الفرصة لأي تعاضد وتساند للبناء الإنساني.

Email