خوارج العصر «الدواعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل يحتاج المسلمون في عصرنا الحاضر إلى خليفة يقودهم حقاً؟!

يزعم الإرهابيون «الدواعش» و«الإخوان» أنهُ لا بد من وجود بُلدان إسلامية خالصة، على طريقة الخوارج التي يسعون لها.. ولا سيما أنهُم جماعات انبثقت من بلاد الحرمين الشريفين ومن الخليج العربي، وهُما منبع الإسلام وبداية شروق شمسه.

ويتكلم هؤلاء القوم المُفلسون في أمور سياسية بحتة، وهُم يختبئون تحت زي الدين الذي يستعطفون به الناس! فيبدأ الداعشي، من خوارج عصرنا هذا، بتوزيع صكوك الإسلام والارتداد بتوزيع الإسلام الوهمي الذي يرونهُ ويعتبرون فيه جميع المسلمين مرتدين عن طريق الصواب، فمن تصدى لهم ووقف في وجههم انهالوا عليه بالشتائم والتكفير!

وليس هذا فقط، بل إنهم ينكرون الأحاديث الشريفة التي تأمر بطاعة ولي الأمر ويطعنون فيها كيفما أرادوا، وهذا يوضح لنا أهداف ومخططات هذه الجماعات المُتناثرة في الخليج العربي وبلاد الشام، والتي تسعى لتقسيم البلدان الإسلامية العربية كما رسم لها صانعوا الإرهاب.

وهُنا نقتبس ما قيل في سنة 2006 من رئيس C.I.A السابق جيمس وولسي: «سنصنع إسلاماً يُناسبُنا»! هكذا صنعوا لنا الثورات وصدروها للعرب تحت مسمى «الربيع العربي» و«الدولة الفاشلة»، فبدؤوا العبث في الإسلام بتلك الجماعات الإرهابية التي شوهت معاني الإسلام وسماحته، وخلقت لنا الفصائل الموسادية الداعشية التي يقودها البغدادي بأوامر خارجية.. فهذا الواضح لنا من أفعال هذه الجماعة الداعشية التي خرجت لنا بعد سقوط الإخوان المسلمين.

فجميع هؤلاء الأحزاب والجماعات صناعات خارجية تنفذ أجندات خارجية، ويُكمل بعضها الآخر في تشتيت الوحدة العربية بأنظمة دخيلة على المجتمع العربي الإسلامي الخليجي.

 فلا يحتاج الوطن العربي إلى خليفة إرهابي كالمسمى بالبغدادي صاحب الساعة «الرولكس»، أو إلى من يهتم بنشر الفساد الأخلاقي في بلاده، فأفعالهم تؤكد لنا مدى انحراف هؤلاء عن الدين الصحيح والنهج الصالح، فلا يُعقل أن من يريد نشر الإسلام يُرهب العالم ويجبره على ذلك! وأيضاً ليس من المنطق أن يكون خليفة المسلمين مُشرعاً للفساد الأخلاقي.

لهذا على الإخوان والدواعش أن يعلموا أن الخليج العربي وأمنه وأمن العرب أجمع، هو مسؤولية الأشراف الذين عاهدوا الله وأخلصوا العمل لله، فتتكاتف الجهود لحفظ السلام والإسلام من أيدي العابثين الذين يحملون من الأجندات الخارجية ما يُفتت الأوطان العربية لتمحو حتى تاريخها.

نحن اليوم في أشد مراحل الإرهاب الفكري والفعلي، وهذا واضح من انقسام العالم إلى ثلاث فئات، منها فئة من «قد غُسل عقله ليتبع فكر الإخوان والضلال»، وفئة من «مثقفين رادعين للفئة الأولى وتصحيح مسارها»، وهناك «أُناس لا يدركون مخاطر هذه الجماعات المتطرفة»، وبذلك افترق الأخ عن أخيه وتصلّبت القلوب وتحجرت، وأصبحنا في زمن الخوارج الذين ينهون عن الحق ويسيرون على المُنكر.. أهذا هو الإسلامُ في نظرهم!

لقد استغلوا الشباب وأضعفوهم حتى يكونوا جنوداً ضالين، كالذين سبقوهم من الإرهابيين الذين بايعوا إبليس وأعوانه، وخالفوا الشرع في طاعة الله ورسوله وأولي الأمر، وبايعوا من لا يستحق، وبثوا الفتن والخروج على ولاة الأمر.. هكذا أرادها صانعوا الإرهاب، وهكذا ابتلي المسلم في دينه وشكك في إسلامه.

 

Email