لا ولاء أعلى من الولاء للإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن أطلق سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مقولته الشهيرة (البيت متوحد)، ونحن نردد هذه العبارة كل يوم، تغنى بها صغيرنا وكبيرنا، شعراؤنا وعلماؤنا، وكل يعبر بطريقته، كناية لما نكنه نحن شعب الإمارات من عميق الحب والانتماء والولاء للإمارات أرضا وقيادة وشعبا.

وها هو اليوم يأتي هذا القائد الفذ صاحب القلب الطيب الذي أسر قلوب شعبه، ملك الإنسانية والتواضع الذي امتلك الخصال القيادية التي يتفرد بها، وسجاياه الإنسانية، ولا غرو في ذلك على رجال شبوا وترعرعوا في مدرسة زايد الخير، ونموذجه في بناء الأوطان.

سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عندما استقبل البارحة بمجلس سموه بقصر البطين، كبار قادة وضباط القوات المسلحة ووزارة الداخلية وكبار مسؤولي وزارة الخارجية الذين قدموا للسلام على سموه بمناسبة شهر رمضان المبارك حيث أطلق سموه حينها مقولة اهتزت لها المشاعر حبّاً وانتماء وولاء، قلباً ووجداناً، تفاعل معها كل أبناء الإمارات الأوفياء في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة..

حيث قال سموه في خضم حديثه (لا ولاء أعلى من الولاء لدولة الإمارات وهو ما يجب علينا جميعاً أن نغرسه في النشء لنعزز مسيرتنا ونوحد صفنا) . عبارة تجعل من كل ابن بار لهذا الوطن أن يجبر قلبه قبل قلمه على الكتابة والبوح بهذه المشاعر، وأن يشمر عن السواعد، وتتضاعف المسؤولية والأمانة الملقاة على كل واحد فينا.

نعم سيدي نعاهد الله ثم الوطن ثم رئيس الدولة أن نكون أوفياء مخلصين محافظين على الولاء للوطن واضعين دولة الإمارات العربية المتحدة وأمنها واستقرارها وازدهارها فوق كل اعتبار. نعم سيدي ونحن نعاهدك أن نكون أوفياء مخلصين ما حيينا لأجل رفعة وطننا الغالي.

الوطن في اللغة : كلمة جامعة لمعانٍ كثيرة وكبيرة لا يمكن حصرها لأنها تتمدد وتتقلص حسب نسبة الانتماء والولاء له من قبل ساكنيه إلا أن الكلمة أو المعنى الشامل الذي يتفق عليه الجميع هو أن الوطن عبارة عن المكان الذي تحفظ فيه الكرامة ويحصل فيه الرزق، يلي ذلك المعاني والتفرعات الأخرى التي تزيد المحبة أو تقلل منها، وفي الحقيقة لا يوجد في الحياة مكان أجمل وأبهى من المكان الذي ولد وترعرع فيه الإنسان حيث ارتوى من مائه وتنفس هواءه وتفيأ ظلاله، ولذلك تبقى تلك المعاني راسخة في كيانه وعقله الباطن.

وحب الأوطان هو الدافع الرئيس للدفاع عنها وهذا الحب يزرع وينمّى من خلال التربية والتعليم ومن خلال الإعلام ومن خلال حراك المجتمع الثقافي ومن خلال التربية الأسرية ومن خلال الوسائل التي تبني ولا تهدم، وتقدم الوطن وثقافته وانتمائه وقبل ذلك وبعده عقيدته على أنه المسرح الذي ينعم فيه الجميع بالمساواة .

فالوطن يُحب في كل المناسبات ومن خلال الالتزام بالنظام واحترامه، ويظل الولاء للوطن قيثارة الشعراء وملهمهم ويظل الوطن بحاجة إلى المزيد من الحب والولاء والانتماء بعقول ونفوس مواطنيه حتى يصبح كل واحد منهم جندياً مخلصاً يحذر أن يمر الأعداء من خلاله، فللوطن حق في رقاب مواطنيه يجب سداده بالإخلاص والولاء والانتماء والتفوق والجهد والاجتهاد وتحقيق التفوق في جميع المجالات، فذلك هو السبيل الأوحد لسداد ذلك الدين المستحق.

وإن وطنٌ يتسلح أبناؤه بالولاء والانتماء له يجعل من كل فرد منهم جنديا وسدا منيعا يحذر أن يمر الأعداء من خلاله وللوطن حق في رقابنا فيجب سداده بالإخلاص والولاء والانتماء والوفاء والعطاء والتفوق والجهد والاجتهاد في جميع المجالات.

إخوتي، إن وطنا عظيما مثل الإمارات يستحق أن نهديه أكاليل من الزهور تفوح بعبير الولاء والعرفان والوفاء ما حيينا، فهو بداخلنا نتنفسه عند كل زفرة وشهقه نعشقه بجنون ونفدي ترابه ونقبله ونضحي بأنفسنا وأرواحنا من أجله ..

ويظل هذا الوطن الغالي الإمارات وقادته مركز الانتماء ، وجميعنا يعلم بأن لا شيء يوازي في حب الوطن، فالولاء للوطن يقدم على كل شيء ويتعدى الحدود ويبقى في قمة أولوياتنا، فكلنا أبناء زايد جنود مجندة في كافة المجالات لحماية هذا الوطن ومكتسباته والذود عن حياضه ضد كل من يسيء له .

أبناء الإمارات الأوفياء يتجلى ذلك الولاء أن نخدم وطننا بكل اتقان ونغرس هذه القيم الوطنية في نفوس أبنائنا والأجيال القادمة لتكمل مسيرة البناء والتطور.

ما أجمل حب الوطن والتغني به، ما أروع الوطن وهو يعلو باسما في كل مكان ..ما أزهى الوطن وهو ينتقل بشعبه من قمة إلى أخرى.إنه الإمارات العربية المتحدة، وسنابل الغد الواعد بالخير والشراع الذي يمضي واثقا باتجاه الأفق البعيد.

أحبك أيتها الإمارات العربية المتحدة وطناً وأرضاً وسماء وتاريخاً، وأحب زمانك كله ومكانك كله، وأنذر عمري كله في حبك ونحو تحقيقك وتأسيسك وبنائك كل يوم .. حفظك الله يا وطن التقدم والرفعة والسمو والشموخ.

 

 

Email