المتاعب

كنت في حديث ودي في احد المجالس الرمضانية، وتطرق الحوار فيما بيننا الى ان الاعلام مهنة المتاعب،مؤكدين ان الاعلام رسالة سامية تحتاج الى الصدق والاخلاص. وفي نفس الجلسة تعرفت على فتاة اماراتية التحقت بمهنة التمريض منذ ما يقارب العام، وأكدت أن مهنة التمريض مهنة المتاعب، من حيث ورديات العمل بين الصباح والمساء والسهر في المستشفى، والتعامل مع حالات إنسانية قد تكون مؤلمة في بعض الاحيان، وتحتاج مهنة التمريض إلى الصبر والتحمل، مؤكدة ان التمريض رسالة تحتاج الى الصدق والاخلاص.

لا أخفي عليكم عندما صعدت إلى سيارتي الخاصة، وكان الوقت متأخرا حيث انتهت الجلسة الرمضانية بعد منتصف الليل. أخبرني السائق أن العمل كسائق من أشق المهن ، وان العمل في هذه المهنة خطير جدا فالخطأ من السائق قد يعرض حياته وحياة الاخرين إلى جملة من المخاطر وقد تؤدي إلى الوفاة ، في تلك الاثناء رن جرس الهاتف وكانت صديقتي القريبة من نفسي على الجانب الاخر تود أن تعرف أين سأقضي اجازة العيد وما هو برنامجي، وبعد أن شرحت لها، أشارت إلى أن ظروفها الاجتماعية والارتباطات الاسرية ومسؤوليتها كأم لن تساعدها في عمل أي برنامج خاص.

فالأمومة مهنة على مدار الاربع وعشرين ساعة، ولا تمنح أية اجازات دورية، تتحمل وتعاني الام في صمت من أجل أسرتها، والامومة مهنة المتاعب المتعددة. وفي ذلك شرح يطول، قبل أن أصل إلى منزلي لاحظت دورية الشرطة وأعرف أنها مهنة المتاعب ايضا، وأعلم أنه في الصباح سينهض الجميع ويرى كل فرد أن مهنته مهنة المتاعب.