ياسمين

كلنا دال نقطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال الأيام القليلة الماضية، التقيت بإحداهن وهي زميلة من دولة عربية شقيقة موقعها في شمال إفريقيا الجميلة، وأصرت على أنها لن تستخدم حرف الدال معي، فحرف الدال عائق في الحوار.. لم أعلّق واكتفيت بالابتسامة، وطلبت من الجميع أن يتغاضى عن حرف الدال، فنحن لسنا في محاضرة...

لكن أثناء حوارها معي أخطأت مرات عديدة واستخدمت حرف الدال الذي يغيظها، لم أعر الموضوع اهتماماً، وآثرت أن أركز في الأشياء الجميلة التي تمر بمخيلتي، فالحياة قصيرة وخلقنا فيها للعبادة وليس لحرف الدال، سواء بنقطة أو بدونها، ولاحظت أن من يحمل درجة الدكتوراه يسبق اسمه حرف الدال وتليه نقطة، ولكن لماذا من يحمل درجة الدبلوم لا يسبق اسمه حرف الدال وتليه نقطة؟

 وفي تلك الأثناء فتحت هاتفي المتحرك الذي كان فيه عدد من أرقام الأطباء والطبيبات، وجميعهم كان يسبق اسمه حرف دال وتليه نقطة، وهذا هو الشائع لدينا عند مناداة الطبيب أو مخاطبته أو التحاور معه، سواء كان طبيباً بشرياً أو بيطرياً.

كما لفت انتباهي أننا نطلق على السائق بلهجتنا المحلية "دريول"، لذا فإن هاتفي المتحرك فيه بعض أسماء السائقين، ويسبق اسم كل سائق حرف الدال، ويليه فراغ وليس نقطة، ثم اسمه، وبالتالي أعرف أن هذا هو رقم هاتف لسائق.. لكنني خلال الحوار المتتالي مع الزميلة، لم أعرف سبب حساسيتها من حرف الدال.

Email